“بيان اليوم” تحاور حمزة مكزرني اللاعب المغربي المقيم في مدينة خاركوف

كشف اللاعب المغربي المقيم بمدينة خاركوف الأوكرانية، حمزة مكزرني أن الوضع أصبح صعبا جدا مع استمرار الغزو الروسي، مؤكدا أنه يرفض مغادرة البلاد تضمنا مع زوجته الأوكرانية وعائلتها وشعبها.
وقال مكزرني في حوار أجرته معه “بيان اليوم”، إنه ما يزال يمارس كرة القدم بمعية إدارة مشروعه التجاري الخاص رغم أن الإصابة حرمته من الاحتراف، بعدما قضى موسمين كلاعب في دوري الهواة.
وأضاف أنه لعب عند قدومه إلى أوكرانيا في سن التاسعة عشرة مع نادي ميتاليس في دوري الأمل، قبل أن تواجهه مشاكل مرتبطة بعقده مع فريقه السابق أيت ملول، والذي يفرض عليه الانتظار حتى سن الـ23.
وأبرز مكزرني أنه قرار الاستقرار بأوكرانيا بعد إنهاء دراسته وزواجه، وأنه لا يفكر في المغادرة رغم الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، مضيفا أنه منخرط في عمليات مساعدة المغاربة الراغبين في العودة إلى المغرب.
وأشار إلى أن هناك مغاربة يقدمون مساعدات من مالهم الخاص، وآخرون يعملون كل ما في وسعهم لترحيل المغاربة إلى أرض الوطن، ولو أن البعض يستغل الوضع للرفع من أسعار تذاكر الطيران.

< في أي مدينة توجد حاليا؟
> كنت في مدينة خاركوف وحاليا تحولت إلى محيط المدينة والسبب استفحال القصف واتساع مساحة الخطر الذي يستهدف المنطقة. الكهرباء ينقطع باستمرار والحياة توقفت والمواد الغذائية نفذت والوضع يفرض الهروب.

< أنت لاعب كرة القدم، كانت بدايتك في فريق اتحاد أيت ملول قبل أن تنتقل إلى أوكرانيا، أليس كذلك؟
> بالفعل مارست كرة القدم لاعبا في رفقة اتحاد أيت ملول. وبحثا عن الأفضل وانتقلت إلى الدوري الأوكراني بهدف ممارسة اللعبة والدراسة والحصول على دبلوم يساعدني عند الاعتزال. في الموسم الأول كان سني لا يتجاوز تسعة عشر سنة، لذلك لعبت لفئة الأمل بنادي ميتاليس بالدرجة الأولى لمدة ستة أشهر. واجهت مشكلا لكوني لم أنتقل في إطار رسمي قانوني، حيث كنت مرتبطا بأيت ملول بعقد مدته خمسة سنوات ومن حقه الاستفادة من تعويض عن التكوين. هذا الوضع يفرض علي انتظار بلوغ سن 23 سنة لدخول الممارسة بالدوري الأوكراني كلاعب حر. و لكي لا أضيع الوقت انتقلت إلى دوري الهواة وقضيت به موسمين. وعندما أتيحت إلي فرصة الرجوع إلى الدوري الاحترافي تعرضت لإصابة بليغة خضعت على إثرها لعملية جراحية أوقفت أحلامي.

< هل أنت مستمر في ممارسة كرة القدم؟
> أمارس كرة القدم وأنهيت دراستي وانتقلت إلى مجال التجارة وتزوجت هنا من أوكرانية.

< هل هناك مغاربة يمارسون الرياضة في أوكرانيا؟
> نعم .. في كرة القدم هناك صديقي ياسين بوزرعة يمارس مع فريق في مدينة أوداسا. وقد بصم على موسم جيد في الدوري وتوج أفضل لاعب أجنبي في الدرجة الثاني.

< هل اخترت الاستقرار في أوكرانيا؟
> اخترت الاستقرار هنا. ولم نكن نعتقد أن الأحوال ستتغير. أحدثت مشروعا تجاريا رفقة زوجتي في ميدان التجميل.

< بعد اندلاع الحرب، هل حاولت الهروب من أوكرانيا؟
> لا .. أنا متزوج ووالدة زوجتي تملك محلا تجاريا كبيرا وترفض إغلاق محلها إنسانيا خدمة للمواطنين بالرغم من أن المستخدمين هربوا جراء الحرب. ووالد زوجتي ممرض ووظيفته تفرض عليه معالجة الجنود. الأوكرانيون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 سنة لا يسمح لهم بمغادرة البلد وعليهم الخضوع للتجنيد والمساهمة في الدفاع عن الوطن. شخصيا لن أتخلى عن زوجتي وعائلتها اعترافا بالجميل.

< ماذا عن مبادرات التضامن مع أوكرانيا؟
> الوضع الصعب في أوكرانيا حمسنا لإحداث مجموعة للتواصل بيننا وتقديم مساعدات لإخواننا المغاربة. ياسين الروحي وبوحفصي وبوزرعة ياسين، هذا الأخير يقوم بمساعدات من ماله الخاص رغم مغادرة أوكرانيا. أيوب حمداوي الموجود في المغرب، يتواصل مع الوكالات لتوفير التذاكر إلى المحتاجين. وأنا هنا رفقة البطل المغربي في رياضة الكاراطي أيمن تكزيمة (انتزع مؤخرا ميدالية فضية في بطولة أوروبا). حاليا يتنقل مخاطرا بنفسه وسط القصف لتقديم خدمات إنسانية، لأنه بدوره متزوج من أوكرانية وتضامن مع شعبها، ومؤخرا وغير بعيد عنه سقط صاروخ. ورغم كل ذلك يساهم ويضحي ماديا. لا أخفيكم أنني لم أجد الخير في بلدي رياضيا، لكن المغرب يبقى فوق كل اعتبار ونحن رهن إشارة إخواننا المغاربة نساهم بكل ما نملك، ونشعر بمسؤوليتنا في تدعيم ومساعدة إخواننا ليلتحقوا بعائلاتهم في الوطن. وأتأسف لوجود بعض المضاربين الذين يزيدون في سعر تذكرة الطائرة والتي تحدد بفضل وكرم جلالة الملك نصره الله في 750 درهما. هؤلاء الأشخاص يرفعون الأسعار بشكل جنوني، وهذا عار عليهم.

< رسالة المغربي حمزة مكزرني من أوكرانيا ؟
> نحن متضامنون، أنا أنحذر من أكادير و والدي من أسرة التعليم، نقوم بواجبنا تجاه إخواننا المغاربة ولكل من يحتاج المساعدة. وللعائلات التي تنتظر وصول أولادها أقول إننا في تواصل مع الجميع وليست هناك ضحايا مغاربة حتى الآن. بتضامننا نعمل على التغلب عن جميع الصعاب، ونرجو الله السلامة للجميع.

 حاوره: محمد أبو سهل

Related posts

Top