احتفت صحيفتا “بيان اليوم” و”ALBAYANE” بعيد ميلادهما الخامس والأربعين، مساء الخميس، في حفل استقبال حاشد احتضنه أحد فنادق حي الرياض بالعاصمة الرباط، وشهد حضور عدد كبير من القيادات السياسية والحزبية وإعلاميين ومثقفين وفنانين ومقاولين وديبلوماسيين، بالإضافة طبعا إلى أطقم الصحيفتين ومستخدمي ومسيري المقاولة الصحفية الناشرة لهما وعمال المطبعة، واشترك الكل في إحياء حفل عيد الميلاد في أجواء من الاحتفال والاعتزاز بالتاريخ العريق لهذين العنوانين البارزين في السيرة الإعلامية الوطنية.
وقد شكل هذا الحدث الإعلامي الذي يخلد لقرابة نصف قرن في مسار تجربة رائدة في الصحافة الوطنية والديمقراطية، لحظة استرجاع قوية استحضرت من خلالها أسرة “البيان” و”بيان اليوم” السياسية والإعلامية، أبرز روادهما الذين أسسوا لممارسة إعلامية متميزة في المشهد الإعلامي الوطني الراحل علي يعته ورفاق دربه الذين واكبوا معه المسير، وأيضا الأقلام التي عملت وكتبت في الصحيفتين من ضمن جيل المؤسسين أو الأجيال الأخيرة التي جاءت بعد زمن البداية والتأسيس.
وفي هذا السياق، أكد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على أن الفقيد علي يعته مؤسس جريدة “البيان” في 24 نوبر 1972، كان يناضل يوميا من أجل صدورها لتكون صحافة للرأي أولا، وللإخبار والتواصل مع المواطنين، وأيضا للتعبير عن قضايا الوطن والشعب، وتعزيز العمل السياسي الحزبي دفاعا عن أفكار التقدم والحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة.
وأضاف نبيل بنعبد الله، خلال هذا الحفل الذي حضرته شخصيات سياسية وزعامات حزبية من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والعدالة والتنمية وقوى يسارية ونقابات ومنظمات حقوقية وجمعيات أمازيغية، وممثلي الهيئات الإعلامية الوطنية مثل الفيدرالية المغربية لناشري الصحف والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، (أضاف) أن من بين أسباب نزول جريدة “البيان” خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ مغربنا الحديث، هو الرغبة في الإسهام في تفعيل الحوار السياسي تدعيما للبناء الديمقراطي والتنموي للمغرب، ولذلك هي بقيت منفتحة على مختلف تعبيرات وآراء المناضلين وعموم المواطنين.
وتوقف المتدخل كذلك عند مسار هذه التجربة الإعلامية المتميزة والتي رهنت نفسها، منذ البداية، للدفاع المستميت عن قضايا الوطن ومصالحه العليا، وفي مقدمتها السيادة الوطنية والوحدة الترابية، وناهضت بحزم كل من يحاول المساس بهما أو الإساءة إليهما، مؤمنة بضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والإجماع الوطني حول الوحدة الترابية للمملكة.
كما لفت محمد نبيل بنعبد الله، الى دور “البيان” باعتبارها تعبيرا يوميا عن قضايا ومطالب الجماهير الشعبية وتطلعاتها المشروعة، وتطرح مشاكلها المختلفة وتدافع عن حقوقها وتبرز كفاحاتها وتساند نضالاتها وتتضامن معها ضد الاستغلال والاحتكار والظلم والتمييز، وفي الوقت ذاته، قال المتحدث، تقوم “البيان” منذ إحداثها بكفاح مستمر من أجل الديمقراطية، وذلك لكي تكون لهذه البلاد مؤسسات تمثيلية حقة وممارسة انتخابية وديمقراطية تعددية، وحريات فردية وعامة، وحتى يتمكن الشعب المغربي من تسيير شؤونه بنفسه، في ظل تقاليده الأصيلة، وحتى تسود في هذه البلاد العدالة الاجتماعية، ويتحقق التقدم الاقتصادي والعدل والمساواة والاطمئنان والأمن والتسامح والوئام.
وذكر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بالقيم التي تأسست عليها جريدة “البيان” وآمنت بها منذ البداية، مشيرا إلى أنها لم تتخل يوما، منذ صدورها، عن الالتزام بمبادئ وقيم التضامن الأممي، والمساهمة في معركة الإنسانية من أجل توطيد السلم العالمي، والدفاع عن كل القضايا العادلة، ومناصرة كفاح الشعوب من أجل تحررها، ومساندة نضال الطبقات العمالية في سبيل انعتاقها الاجتماعي، موضحا أن الدور الأساسي في ذلك كله يعود لكثير من المناضلات والمناضلين والمثقفين والباحثين، ويعود أساسا لحزب التقدم والاشتراكية الذي أنشأ “البيان” ووفر لها أسباب الحياة.
من جانبه، أكد الزميل محتات الرقاص رئيس مجلس تسيير شركة “BAYANE.sa”، مدير نشر صحيفتي: “ALBAYANE” و”بيان اليوم” أن الاحتفال بمرور 45 سنة على صدور العدد الأول من جريدة “البيان” هو حدث، بقدر ما يهم العائلة الإعلامية والسياسية للجريدة، يهم أيضا الصحافة الوطنية ببلادنا، ذلك أنه من خلال تتبع مسار 45 سنة من عمر “البيان” يمكن، أيضا، تتبع مسار نضال الشعب المغربي من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتعددية، ومن أجل الحرية والتقدم والمساواة.
وأضاف محتات الرقاص، أن الاحتفال بمرور 45 سنة من عمر “البيان” بقدر ما يذكر بمصاعب ومشكلات أزمنة البدايات وسنوات الرصاص، فهو يندرج أيضا ضمن التحديات المطروحة، اليوم، على قطاع الصحافة الوطنية، كما يندرج ضمن النداء والتطلع لضرورة تعزيز مهنة الصحافة في بلادنا، والحاجة الملحة لتطوير مسارها وترسيخ تعدديتها وتمتين استقرار مقاولاتها، وأيضا من أجل تكريس نضال الشعب المغربي من أجل الديمقراطية والتقدم المجتمعي والحداثة، مشيرا إلى أن هذا الاحتفال، هو أيضا مناسبة للقيام بوقفة تأملية وتقييمية لما تحقق في المشهد الإعلامي المغربي حتى اليوم، ولما لم يتم تحقيقه بعد.
وأكد مدير نشر جريدتي “بيان اليوم” و”البيان”، على أن كل العاملين من صحفيين وتقنيين وإداريين تحذوهم الرغبة لمواصلة المسير واستكمال الرسالة التي حملها مؤسسو الصحيفتين، وفي مقدمتهم الراحل علي يعته، ومن ثم مواكبة مختلف التحولات التي يعرفها المغرب اليوم من أوراش وطنية ومشاريع سياسية واقتصادية واجتماعية كبرى، مشيرا إلى أن اليوميتين شكلتا منذ البداية منبرا مفتوحا لمفكرين ومناضلين سياسيين وأدباء، من أجل النشر على أعمدتها والتعبير عن القضايا العادلة التي تشغل بال الرأي العام الوطني، فكانتا طيلة العقود السالفة، يضيف المتحدث، منبرين فرضا وجودهما وأثبتا حضورهما في التعاطي والتفاعل مع مختلف الأحداث والقضايا الوطنية والدولية الكبرى، بكثير من العمق والجدية والرصانة وبعد النظر، وبالإصرار على المصداقية، والالتزام بأخلاقيات المهنة، وبالحرص على المصلحة العليا لبلادنا وشعبنا.
يشار إلى أن جريدة “البيان” كانت قد صدرت أول مرة يوم 24 نوفمبر1972 كأسبوعية باللغة العربية أولا، ثم بعد ذلك كأسبوعية باللغة الفرنسية، وتحولتا لاحقا إلى يوميتين، وفي سنوات تالية حملت الطبعة العربية تسمية “بيان اليوم”، واحتفظت شقيقتها بالفرنسية بتسمية “ALBAYANE”، وعقب وفاة الفقيد علي يعته تولى تدبير هذه المؤسسة الإعلامية محمد نبيل بنعبد الله، ثم خلفه أحمد زكي، وبعدهما اسند تسيير شركة “BAYANE.sa” لمجلس تسيير ترأسه في البداية محمد قاوتي، ثم بعد ذلك الصحافي محتات الرقاص، الذي يترأس اليوم مجلس تسيير الشركة، بمعيّة المدير الاداري والمالي محمد بوراوي، منذ 2013، وتم تجديد الثقة فيهما من طرف مجلس المراقبة في 2017 لولاية تدبيرية جديدة تتواصل إلى اليوم.
محمد حجيوي