حرب بالوكالة خدمة للوكلاء

بدون سابق إنذار، وبدون معطيات دالة، ولا مؤشرات مسبقة، اندلعت مؤخرا حملة تصريحات، بشن هجوم مركز، كترجمة لأهداف غير بريئة تماما.
يتعلق الأمر بالترويج لإمكانية عودة المدرب الفرنسي هيرفي رونار، قصد الإشراف مجددا عن الطاقم التقني للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، خلفا للبوسني وحيد خاليلوزيتش، على بعد أشهر معدودة من المشاركة بكأس العالم قطر 2022.
موضوعيا، لا شيء يوحي باحتمال عودة، تبدو حاليا جد مستحيلة، مادام رونار مرتبطا بعقد مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، وحقق معه التأهيل إلى المونديال القادم، وكثيرا ما عبر الطرفان عن ارتياحهما، لنتيجة العمل المنجز داخل المنتخب السعودي.
والحالة هذه، كيف يتم الترويج حاليا لهذه العودة بالذات؟ مادامت هذه العودة التي يتم الترويج لها، غير المبنية على أي أساس، ولماذا رونار بالضبط؟ وليس غيره من المدربين غير المرتبطين بعقد شغل.
وعليه، فإن وراء الأمر ما وراءه، وانكشفت نواياه بسرعة، بعد الخروج الإعلامي الأخير لوكيل رونار الجزائري فريد عياد.
هذا الوكيل الذي مارس التسيب داخل المنتخب المغربي أيام رونار، وكسب مكانة خاصة، بل تصرف كما شاء، وكان يعيش كل التفاصيل من داخل المعسكرات، وطريقة الإعداد للمباريات الودية، وحتى الرسمية، نفى في تصريح غير بريء لراديو (أصوات)، وبالضبط خلال البرنامج الذي يقدمه باقتدار الزميل يوسف الحيدواي، نفيا قاطعا، إمكانية عودة مدربه للإشراف على كتيبة “أسود الأطلس”، بالتأكيد أن ذلك مجرد شائعات.
إلا أن هذا الوكيل، وهو يدلي بنفس التصريح “أسقط الطائرة”، وراح مباشرة للهدف المطلوب من الترويج للخبر غير الصحيح، وانكشف الغرض من الخروج الإعلامي غير البريء، في هذا الوقت بالذات.
هذا “الفريد” ربط إمكانية عودة مدربه بشرط أساسي، يتمثل في نظره بعدم وجود الزميل محمد مقروف مستشار رئيس جامعة كرة القدم فوزي لقجع، متهما إياه بتحريض الصحافة الوطنية ضد رونار، ومده رجال الإعلام بأخبار غير صحيح، أثرت على علاقة الإطار الفرنسي مع الصحافة المغربية.
كل هذا المعطيات التي تفيد باستهداف محمد مقروف بالاسم، ليست سوى مجرد تصفية حسابات، لها بدون أدنى شك امتدادات داخلية، والسيد فريد مستعد دائما للقيام بهذه المهمة الخاصة، خدمة لطرف معين، في إطار السعي لاستعادة مكان تحت شمس المنتخب، وفرض اسم هذا اللاعب أو ذاك، داخل تركيبة أسود الأطلس لمصالح تجارية محضة، واستعادة اليد الطولى التي كان يتمتع بها داخل المنتخب المغربي، والتي حرمت عليه بتواجد المدرب وحيد خاليلوزيتش…
واستهداف مقروف بالدرجة الأولى، يعود للدور الذي قام ويقوم به، وذلك بالكشف عن كل المخططات والتلاعبات التي يقوم بها الوكلاء، كما كان الأمر مع رونار، عندما تم الترويج لإمكانية انتقال رونار لتدريب الجزائر واليابان، ليتبين في الأخير أن الترويج لهذا الانتقال مباشرة بعد العودة من مونديال روسيا، مجرد عملية ابتزاز مكشوفة، الهدف منه الضغط على إدارة الجامعة، والاستفادة من نسبة الرفع من راتب المدرب.
إنها حرب بالوكالة في إطار تحالف الوكلاء، خدمة لأجندة خاصة، لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بمصلحة الفريق الوطني المغربي، الذي يبقى بالنسبة لهم مجرد منصة لعقد الصفقات والاستفادة من النسب المتاحة…

>محمد الروحلي

Related posts

Top