حضور مغربي لافت…

بحضور لافت في دور مجموعات للمنافسات الخاصة بالأندية على الصعيد الإفريقي، تواصل الفرق المغربية الأربعة تألقها، من خلال أكبر تمثيلية للأندية المغربية في تاريخ مشاركتها بكأس “الكاف”، عن طريق كل من  نهضة بركان، حسنية أكادير والرجاء الرياضي، وتأكيد الوداد لمشوارها الناجح في عصبة الأبطال.
تمكن الوداديون من العودة بفوز ثمين خارج ملعبه أمام لوبي ستارز النيجيري، بهدف دون رد، ليعوضوا خسارة الجولة الماضية أمام صن داونز، ويرفعوا رصيدهم إلى 6 نقاط، مقتربين من حسم أحد مقعدي المجموعة الأولى.
ظهر فريق الوداد  الأفضل في نيجيريا، وأضاع ضربة جزاء كانت كفيلة بمضاعفة النتيجة، ليتساوى في نفس المجموعة مع ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، الفائز على أسيك الإيفواري بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
في كأس الاتحاد، جاء لقاء حسنية أكادير ضد الرجاء البيضاوي بملعب أدرار، قمة في كل شيء، إثارة  تشويق، فرص كثيرة، سخاء بدني، ضغط عال، لعب مفتوح ومحاولات كثيرة من الطرفين، زاده الحماس الجماهيري روعة، مع إهدار العديد من  الفرص التي كان بإمكانها أن تنهى المواجهة بأكثر من هدف لمثله.
في نفس المجموعة، نجح فريق نهضة بركان في العودة بتعادل ثمين أمام مضيفه أوثو دويو الكونجولي، بهدف لمثله، كان الفريق المحلي السباق للتسجيل. وأدرك البركانيون التعادل في الدقيقة الأخيرة، في مباراة جرت في ظروف استثنائية، خاصة بعد إصرار مسؤولي الفريق الكونغولي إجراءها ببلدة اوندا معقل ابن رئيس الدولة، وقبول إدارة بركان والكاف بهذا الاختيار أربك حقيقة المنظمين، خاصة على مستوى النقل التلفزي بعد تغيير مكان المباراة في آخر لحظة. 
  الفرق المغربية الثلاث متساوية في هذه المجموعة  بنقطة واحدة مع الفريق الكونجولي بصدارة المجموعة الأولي، في انتظار المواجهات المرتقبة خلال الجولات القادمة، حيث سيستقبل “النسور الخضر” في الجولة الثانية أوتوهو دويو الكونغولي يوم 13 فبراير، فيما ستجمع مواجهة مغربية أخرى خالصة مثيرة فريقي نهضة بركان وحسنية أكادير.
هذا الحضور اللافت لم يأت بطبيعة الحال من فراغ أو صدفة، بقدر ما يعكس نهضة كروية حقيقية تشهدها كرة القدم الوطنية في السنوات الأخيرة، وكان لازما أن ينعكس هذا التطور على مستوى القاري، بحكم أنها البوابة التي تقود نحو العالمية.
وما تصنيف البطولة الوطنية في المرتبة الأولى إفريقيا، إلا دليلا آخر على هذا التطور الذي جاء بفضل التغييرات المهمة التي قادتها الجامعة، وانخرطت فيها ولو بنوع من التعثر أغلب الأندية الوطنية، والنتائج حاليا تشهد على ذلك، كما يظهر من خلال تمثيلية مهمة سنويا في دور المجموعات، وتتويج مغربي كل سنة سواء في عصبة الأبطال أو كأس الاتحاد.
هذا المكسب لابد وأن تطبعه الاستمرارية المطلوبة،  ولابد من تكريس هذا الحضور اللافت والمهم، ولن يتأت ذلك إلا عن طريق مواصلة برنامج التطوير والإصلاح والهيكلة والحكامة واحترام التخصصات، ولابد أيضا من ضمان دعم مالي أساسي ومستمر ، حتى لا يبقى أمر الحضور الافريقي مقتصرا  على الجامعة المشرفة والأندية المعنية، بقدر ما يجب أن يدخل ضمن إستراتيجية الرياضة الوطنية عموما.

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top