قال الباحث محمد لمين الراكب، منسق أكاديمي سابق بين الأكاديمية الجزائرية وبين جميع مراكز التلاميذ والطلبة الصحراويين بإيعاز مما يسمى وزارة التعليم بجمهورية الخيام، إن الحكم الذاتي هو الحل الوحيد الذي يصون كرامة الصحراويين ويجمعهم في كنف دولتهم، دولة الحق والقانون تحت السيادة الكاملة.
وأكد الأستاذ السابق بمخيمات تندوف، والرئيس الحالي لجمعية العائدين إلى أرض الوطن، في حوار مع جريدة بيان اليوم، على أن مشروع الحكم الذاتي، هو المشروع الوحيد الذي يضمن الاستقرار داخل المنطقة، ويعزز ويقوي لحمة هذا الاتحاد المغاربي الذي يسعى المغرب جادا ملكا وشعبا إلى بلوغه.
وقال لمين الراكب، إن الصحراويين المغاربة يرون في الحكم الذاتي فرصة تاريخية للمصالحة مع الذات، وللرجوع إلى الأصل، معتبرا أنه فرصة كذلك للمغرر بهم كي يعودوا لوطنهم المغرب، من أجل المساهمة في بناء الأقاليم الجنوبية التي عرفت التنزيل الفعلي للنموذج التنموي الذي أشرف عليه جلالة الملك، والذي رصدت له أكثر من 77 مليار درهم. فيما يلي النص الكامل للحوار
< بداية، كيف كانت عودتك إلى وطنك المغرب؟
> لا يخفى على أحد أن أعظم ما يمكن أن يقع للإنسان المغترب هو العودة إلى أرض الوطن؛
عدت إلى بلدي المغرب في سنة 2007، ومنذ ذلك التاريخ والحمد لله أنخرط في المجتمع المدني.
داخل المخيمات، كنا نخضع لتسميم أفكارنا وشحن العقول بالكره للوطن الأم المغرب.
كنت رجل تعليم سابق بمخيمات تندوف ومنسق سابق للطلبة الصحراويين بالجزائر، وكنت أرى بأم عيني ما يدور هناك من أساليب شيطانية.
تجربتي هنام مكنتني من الوقوف على الحقيقة. وأحمد الله أنني تمكنت من الانفلات من ذلك المستنقع لأعود إلى وطني الأم، وأأسس جمعية العائدين إلى أرض الوطن للإدماج والاندماج، والآن أنا رئيس المنتدى الصحراوي للترافع المدني على مغربية الصحراء.
آلينا على أنفسنا أن ننخرط في التوعية الشاملة للتعريف بمشروع الحكم الذاتي لأن فرحتنا لن تكتمل وأهلنا يئنون في العراء داخل مخيمات تندوف التي تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، تنتهج ضدهم سياسة تكميم الأفواه وسياسة التعذيب، ويزج بهم في السجون.
وخير مثال على ذلك، ما تابعه العالم في الأسابيع الماضية، لجريمة إحراق شباب من مخيمات تندوف يبحثون عن لقمة العيش، حيث يزج بهم الدرك الجزائري في حفر من النار ويكون مصيره مصيرا مجهولا..
نحن نتابع عن كتب هذه المعاناة وهذا التعذيب وهذا التنكيل الذي يطال أهالينا داخل مخيمات تندوف، بينما هنا في الأقاليم الجنوبية نعيش في بحبوحة من الأمن والرخاء.
<بعد قضائك لأزيد من عقدين من الزمن في كنف الجزائر وصنيعتها البوليساريو، عدت إلى أرض الوطن قبل قرابة عقدين من الزمن، كيف يمكن أن تصور لنا الأوضاع بين تندوف والأقاليم الجنوبية ؟
> حقيقة إن الصحراويون المغاربة داخل الأقاليم الجنوبية المغربية يعيشون حكما ذاتيا ويسيرون أنفسهم بأنفسهم.
لايخفى على أحد المكاسب والتراكمات والإنجازات الكبيرة التي حققتها الدبلوماسية الرسمية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، وما رافقها من مشاريع تنموية عملاقة وكبيرة في هذه الأقاليم الجنوبية، والتي كان لها الوقع والأثر الملموس على ساكنة هذه الأقاليم.
نحن الآن نتواجد في جهة وادي الذهب الداخلة، هذه الجهة التي تشهد إقلاعا تنمويا غير مسبوق وتعرف كذلك استثمارات ضخمة وكبيرة، وأصبحت وجهة سياحية عالمية، في أجواء من الرخاء والطمأنينة، وأنتم وقفتم بأنفسكم كصحافة على ما تحقق في هذه الجهة وفي هذه الأقاليم الجنوبية من دينامية متسارعة…
نحن نثمن كفعاليات مدنية عاليا هذه الإصلاحات الكبرى التي يقودها جلالة الملك في شتى المجالات، وها نحن الآن الحمد لله في هذه الأقاليم الجنوبية نعيش في هناء وأمان، وطبعا فرحتنا لن تكتمل ما دام أهالينا داخل مخيمات تندوف تتم المتاجرة بمعاناتهم؛ حتى الأطفال تغتصب هويتهم المغربية والصحراوية ويتم تصدير أفكارهم واغتصاب ثقافتهم إلى كوبا.
نحن نتابع الأوضاع المأساوية في الأسابيع الماضية كانقطاع الماء على أهالينا في مخيمات تندوف وانقطاعه في الجزائر، بينما هنا والحمد لله في الأقاليم الجنوبية ننعم بالماء الشروب وبخيرات لا تحصى، وبمبادرات تنموية خلاقة ومبدعة. فقد رأيتم المبادرات التي تم إحداثها، تحت إشراف ملكي، والتي تهدف إلى إدماج الشباب.
هنا في الأقاليم الجنوبية يتم فتح الأفق أمام الشباب للاندماج ودعم كل أفكاره الاستثمارية والمقاولاتية بينما الشباب داخل مخيمات تندوف يتم حرقهم في حفر وهو يبحث عن لقمة العيش.
< كنتم سابقا من المغرر بكم، كيف ترون مقترح الحكم الذاتي؟
> ثمنت كبريات العواصم الدولية مشروع الحكم الذاتي، ونحن بدورنا كصحراويين مغاربة نرى أن هذا المقترح يعتبر فرصة تاريخية للمصالحة مع الذات، للرجوع إلى الأصل، هو فرصة كذلك للمغرر لكي يعودوا لوطنهم الأصل المغرب، ويساهموا في بناء هذه الأقاليم الجنوبية التي عرفت التنزيل الفعلي للنموذج التنموي الذي أشرف عليه جلالة الملك، والذي رصدت له أكثر من 77 مليار درهم.
هذا النموذج التنموي الذي يعتبر الحكم الذاتي رافعة والحل الوحيد الذي يصون كرامة الصحراويين ويجمعهم في كنف دولتهم، دولة الحق والقانون تحت السيادة الكاملة.
< ماهو تقييمكم لأداء الدبلوماسية المغربية في ملف قضية الصحراء المغربية ؟ وما رأيكم في تدخل الجارة الشرقية في هذا الملف؟
> مؤخرا، تعاقبت اعترافات متتالية وانتصارات كبيرة، حيث تم على سبيل المثال فتح 25 قنصلية بين العيون والداخلة، وهذا اعتراف صريح بمغربية الصحراء. ومؤخرا أيضا تم تثمين الانتخابات الأخيرة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة وثمنتها كل المنظمات الحقوقية.
فبالتالي مشروع الحكم الذاتي، هو المشروع الوحيد الذي نرى فيه أنه يضمن الاستقرار داخل المنطقة، ويعزز ويقوي لحمة هذا الاتحاد المغربي الذي يسعى المغرب جادا ملكا وشعبا إلى تأثيثه، بينما جيراننا للأسف الشديد -السلطات الجزائرية- تسخر كل مقدراتها المادية واقتصادها للعداء تجاه المغرب، وبدل أن توظف ثرواتها لصالح الشعب الجزائري وأبناء الشعب الجزائري، توظفها لتقوي الانفصال وتدعم الجماعات الإرهابية.
نحن نتابع عن كتب هذه الأوضاع المأساوية ونتابع كذلك هذا الترنح وهذا الإفلاس السياسي للجارة الجزائر التي تسخر كل قدراتها من أجل شل كيان الاتحاد المغاربي الذي هو حلم كل أبنائه، ونتوقع بعد الاعتراف الإسباني، وتثمين رسالة الرئيس الألماني للحكم الذاتي، وبعد الاعتراف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية، (نتوقع) بحكم تتبعنا لما يجري داخل مخيمات تندوف أن تقع انشقاقات داخل قيادات هذه المخيمات وقياداتها العسكرية، ونتوقع كذلك مزيدا من الاعترافات لدول وازنة بمشروع الحكم الذاتي، ونتوقع كسب مزيد من الاعترافات؛ وقد تابعتم الأسبوع الماضي فتح قنصلية سورينيام هنا في الداخلة، ولا زالت هذه الدينامية الدبلوماسية التي يقودها جلالة الملك متسارعة.
تعرفون جيدا أن الدول لا تفتح تمثيلياتها اعتباطا وإنما بناء على خطة ديبلوماسية استراتيجية، وبالتالي هذه المكاسب كلها تجعلنا كفاعلين مدنيين نجدد تجندنا الدائم واستعدادنا التام للانخراط في التعبئة من أجل التعريف بمشروع الحكم الذاتي، وهي كذلك فرصة لنا لنجدد التأكيد على أننا جنود مجندون خلف جلالة الملك، ونتمنى دائما أن تبقى هذه الأقاليم الجنوبية والمملكة عامة مطمئنة إلى يوم التنادي.
< ما هي رسالتكم من جهة للمجتمع الدولي وللانفصاليين من جهة أخرى؟
> نحن كان مغررا بنا لأكثر من 20 سنة، كنا نسمع بأذن واحدة ونرى بعين واحدة هي الجزائر وصنيعتها البوليساريو، ونقول اليوم للمنتظم الدولي أنه آن الأوان للوقوف على حجم المعاناة داخل مخيمات تندوف، ولكسر أسوار السجون السرية في الجزائر ومخيمات تندوف، آن الأوان كذلك للمنتظم الدولي أن يحاسب الجارة الجزائر التي وفرت ومولت هذا الانفصال وكل هذه المنظمات من جيوب ومن خيرات ومن أموال الشعب الجزائري، لا لشيء سوى معاكسة الوحدة الترابية للمغرب.
نقول لهم بأن هذه الأقاليم الجنوبية، بفضل العطف المولوي الشديد، تمضي في دينامية تنموية متسارعة ومتنامية ونعيش الحمد لله في أمان ورخاء، وهذه المسيرة التنموية التي يقودها جلالة الملك متواصلة وإن شاء الله ستبقى هذه الأقاليم آمنة مطمئنة.
أما رسالتنا للانفصال، فقد آن الأوان لهم أن يعرفوا أن المغرب اليوم هو مغرب الإصلاح والمصالحة، وأصبح عليهم استغلال فرصة مشروع الحكم الذاتي ويكسروا قيود الوهم ويرجعوا إلى وطنهم الأم، فكل حقوقهم في العيش الكريم مضمونة في كنف دولة الحق والقانون.
< حاوره: عبد الصمد ادنيدن