خاليلوزيتش: المغرب سيكون رابع منتخب أقوده إلى المونديال

أكد الناخب الوطني البوسني-الفرنسي وحيد خاليلوزيتش أنه هدفه الأساسي في الوقت الراهن، يتمثل في قيادة المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، ليكون المدرب الوحيد في العالم الذي ينجح في تأهيل أربع منتخبات إلى العرس الكروي.

وقال خاليلوزيتش (69 عاما) في حوار أجراه السبت الماضي مع قناة (N1) الإخبارية، إنه يشعر بالتوتر والتشويق في الآن ذاته، قبل خوض المواجهتين المرتقبتين لكتيبة “أسود الأطلس” ضد منتخب الكونغو الديمقراطية يومي 25 و29 مارس الجاري بكينشاسا والدار البيضاء ضمن مباراتي الدور الفاصل.

وتطرق الناخب الوطني إلى المشاركة المخيبة للمغرب بكأس أمم إفريقيا 2021 بالكاميرون، موضحا أنه سيعمل على استغلال هذه التجربة لتطوير مستوى فريق شاب، مضيفا أن فريقه عانى من نقص التجربة وكثرة الإصابات، وخرج من البطولة بفضل المهارات الفردية لأحد أفضل لاعبي العالم المصري محمد صلاح.

واعتبر خاليلوزيتش مواجهة المنتخب الكونغولي اختبارا جيدا للاعبيه، مشددا على رفضه استدعاء أي لاعب لا يحترم المنتخب الوطني، في إشارة نجم نادي تشيلسي الإنجليزي حكيم زياش، والذي أثار استبعاده انتقادات لاذعة على المدرب البوسني.

وأعرب خاليليوزيتش عن أسفه جراء الحرب التي تخوضها حاليا أوكرانيا ضد الغزو الروسي، بناء على تجربته الشخصية التي عاشها في حقبة جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية، مبديا تأييده لقرار استبعاد منتخبات وأندية روسيا وبيلاروسيا من طرف الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم (فيفا) و(ويفا). 

كما تحدث المدرب البوسني في ذات الحوار، عن علاقته بالمنتخب الوطني للبوسنة والهرسك وأسباب عدم إشرافه على كتيبة “التنانين”، وآرائه وأفكاره التي كلفته أحيانا منصبه كمدرب لمنتخب اليابان، وارتباطه بناديه الأم فيليز الذي يحتفل هذا العام بمئويته.

  • كيف ترى الحرب المؤسفة في أوكرانيا، هل تذكرك بذكريات شخصية حزينة؟
  • أشاهدها وأتابعها باهتمام كبير. مع الأسف عشت على المستوى الشخصي تجارب مماثلة في حياتي. إنه وضع صعب بالنسبة لأي شخص. معاناة المدنيين والدولة. لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن تقع مثل هذه المأساة في القرن الواحد والعشرين. العالم كله متضامن، وما يزال يتعين عليه مساعدة هذا البلد بطريقة أخرى. أتذكر صور الحرب التي عشتها في موستار، وصور العائلات والنساء وخاصة الأطفال وهم يبكون ويصرخون. إنها صور من المؤلم جدا مشاهدتها.
  • ما تعليقك على العقوبات الرياضية التي فرضها (فيفا) و(ويفا) على روسيا وبيلاروسيا؟
  • مع الأسف، هذه العقوبات تبقى مبررة. فالرياضة منافسة اجتماعية يجتمع فيها الناس ويشجعون ويفرحون ويبكون. الخاسر الأكبر هم الرياضون الروس.
  • ستخوض مواجهتين حاسمتين يومي 25 و29 مارس الجاري ضد الكونغو الديمقراطية، هل يمكن القول إنهما أهم مباراتين في مسيرتك التدريبية؟ بحكم أنك إذا قدت المغرب إلى كأس العالم، ستصبح أول مدرب يتأهل رفقة أربعة منتخبات مختلفة، فهل تشعر بالتوتر بعد كل هذه السنوات والخبرة؟
  • هناك بعض التوتر والقليل من التشويق. أود تحقيق هذا الإنجاز. حتى الآن كل شيء على ما يرام. فزنا بجميع المباريات في التصفيات بطريقة مقنعة. نجحنا في تكوين مجموعة شابة وطموحة. في مباراة سد لا تعرف ماذا ينتظرك؟ سنلعب المباراة الأولى على عشب اصطناعي في ملعب الخصم. كل شيء يتغير عندما يتغير مكان اللعب. رغم ذلك، أعتقد أننا نملك الجودة لنخرج فائزين من المباراة ويتأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم.
  • لم تنجح في قيادة المنتخب المغربي إلى نهائي كأس أمم إفريقيا 2021، حيث انتهى مشواره على يد أحد نجوم اللعبة المصري محمد صلاح، فهل تعتقد أنك نجوت من الانتقادات التي طالتك بسبب عدم استدعاء النجم الأول للفريق حكيم زياش؟
  • لم أنج، وليس لدي أي مشكل. كنا حزينين جدا بعد الإقصاء، لأن المهارات الفردية للاعب كرة قدم هي التي حسمت نتيجة المباراة. كان بمقدورنا تسجيل هدف في الوقت الأصلي، لكن الحارس المصري تصدى لكافة محاولاتنا. علينا أن نعي جيدا أننا نتحدث عن فريق شاب، وأن أغلبية اللاعبين شاركوا لأول مرة في هذه البطولة الكبيرة. كان لدينا عدد من اللاعبين المصابين. لعبنا بقوة كبيرة. سنعمل على استغلال ذلك كتجربة رائعة لكي نتطور. الآن ينتظرنا اختبار جيد ضد الكونغو الديمقراطية، وفريقنا ينتظره مستقبل مشرق. خلال السنوات الثمانية القادمة، هؤلاء اللاعبون سيلعبون سوية لأنهم ما يزالون صغارا، وسيسهمون في ارتقاء الكرة المغربية. بالنسبة للعناصر التي لا تحترم منتخبها الوطني، فليس هناك لاعب فوق مصلحة المنتخب. وهكذا تعاملت مع مثل هذه المواقف أينما كنت كمدرب.
  • قلت مؤخرا إنه لا ينبغي للمنتخب الوطني للبوسنة والهرسك أن يقلق بشأن رحيل دجيكو وبيانيتش ذوي الخبرة، لأنك تعتقد أنه لدينا القدرة على إنتاج لاعبين جيدين من المنتخب الوطني؟ ولكن ما الذي يتطلبه الأمر بالنسبة للبوسنة والهرسك لكي تخلق الاستمرارية والمشاركة مرة أخرى في مسابقة كبيرة، كما حدث في عام 2014 مع سافيت سوزيتش؟
  • عندما أتحدث عن البوسنة والهرسك، فهو وطني الذي ولدت فيه، وربما سأموت هناك. أواجه صعوبة في التحدث عن ذلك. العديد من مشجعي البوسنة والهرسك غاضبون لأنني أرفض التدريب هناك. أنا لا أرفض. ولقد ساعدت دائما منتخب المنتخب الوطني. أتذكر مرة واحدة عندما كان سافيت سوزيتش مدربا، كانوا في وضع مالي صعب. أخبرني البابا أنهم لا يملكون ورق مرحاض. نظمت جولتين كبيرتين في اليابان والجزائر وجلبوا الكثير من المال. لكنني لا أحب التحدث عن الموضوع. اسمحوا لي أن أخبركم على الفور أن كونك مدربا لمنتخب البوسنة والهرسك ليس بالأمر السهل. ويرجع ذلك أساسا إلى الوضع السياسي. من الصعب إرضاء جميع الأطراف عندما يتعلق الأمر بالرياضة. أعلم أن هناك الكثير من التأثيرات السياسية على اختيار اللاعبين. من الصعب العمل في مثل هذا السياق. لذلك، لا أتخيل أن البوسنة والهرسك لا يمكنها اللعب في بانيا لوكا وموستار. هذا أمر لا يمكن تصوره بالنسبة لي. لم أستطع أبدا قبول ذلك. أول شيء سأطلبه أسأله لو أصبحت مدربا هو أن ألعب مباراة في بانيا لوكا. أما بالنسبة للاعبين الذين سيلتحقون بالمنتخب الوطني، فلا خوف عليهم. سيكون هناك جاك وبيانيتش. ستكون هناك مواهب جديدة. المدرب لا يمكنه الحصول على نتائج في غضون شهر أو شهرين. عليك توظيف الكثير من الناس، والجو خارج الملعب مهم للمنتخب الوطني. كان هناك مدربون ذهبوا إلى التصفيات. ولكن لم يكونوا موفقين في النهاية. وبغض النظر عمن يكون مدربا، سأكون دائما مع المنتخب الوطني للبوسنة والهرسك.
  • عندما غادرت باريس قلت: “أنا رجل حر ومستقل. أنا لا أنتمي إلى أي لوبي أو حزب أو دين أو طائفة. الحرية تدفع ثمنا باهظا”، هل يمكن اعتبار هذه الجملة جوابا لسؤالي السابق؟
  • أنا متمرد كما يقولون هنا. لم أنتم إلى أي شخص. لم يكن لدي أبدا لاعب أو مدرب أو وكيل أعمال يؤثر علي. قمت بالتصويت مرة واحدة في حياتي، ومن أجل استقلال البوسنة والهرسك. لم أصوت ولن أصوت. علي التصويت في فرنسا لأنني ملزم بارتداء وسام الشرف الفرنسي. وحتى عندما يحدث ذلك، أرمي الورقة فارغة. جميع الأديان متواجدة في عائلتي، ولا أستطيع الاختيار. والدي مسلمان حقيقيان. يتعبدان ويذهبان إلى المسجد. وعندما تزوجت قال لي والدي: “إذا كان ذلك جيدا، فهو جيد لي أيضا”. رؤيتي للإنسانية مختلفة كثيرا عن تلك التي تخلق انقسامات مختلفة. ربما أعيش في عالم مثالي وخيالي. قد أكون ذاتيا، ولكني لن أتغير. في اليابان، دفعت ثمن مواقفي رغم أنني قدت منتخبهم الوطني إلى المونديال. لم أسمح للرعاة بالتدخل في تشكيلتي، حيث أرادوا فرض لاعبين منهم. ولا شيء تغير أو سيتغير في عقليتي.
  • بعد 33 عاما، عاد فيليز ليشارك في البطولات الأوروبية. ماذا يمثل فيليز بالنسبة لك؟
  • فيليز هو جزء مني. عندما كان عمري 18 عاما، أراد والداي مني أن أواصل تعليمي وأن أصبح مهندسا. رفضت نصيحة والدي وقررت لعب كرة القدم. لا أعتقد أنني كنت مخطئا لأنني فعلت الكثير في هذه الرياضة. كل ما فعلته بفضل هذا القميص. أفضل لحظة في مسيرتي هي بلا شك عندما فزت بكأس الدولة القديمة مع النادي الذي يحتفل بمرور 100 عام على تأسيسه هذا العام. عندما أتذكر كيف احتفل سكان موستار والهرسك بذلك، كانت ذكريات جميلة حقا. فيليز كان وسيظل في قلبي. أنا على اتصال مع إدارة النادي، وأساعدهم بقدر ما أستطيع. كنت في تلك الحقبة عندما حاولوا تدمير فيليز، لكنهم لم يتوقعوا أن الكثيرين يعشقون هذا النادي. كنت سعيدا عندما شاركوا بالمسابقة الأوروبية كما لو كنت جزء منهم. أعتقد أنه يجب الاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس النادي باستحقاق لأنه رمز للمدينة. يجب أيضا أن تميز حكومة البوسنة والهرسك فيليز، لأن أندية قليلة يمكنها أن تتباهى بمثل هذا التقليد. يحظى فيليز بتقدير الناس في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في البوسنة والهرسك. يجمع هذا النادي الناس بغض النظر عن الدين والانتماء. وأتمنى له 100 عام أخرى من النجاح، لأن هناك القليل من هذه الأندية مثل فيليز.
  • شكرا جزيلا لك على المقابلة، نتمنى أن تكتب صفحات جديدة في تاريخ كرة القدم.
  • حسنا .. (اسمع). لا أعلم كم من الوقت سأكون بصحة جيدة، لكنني متحمس. كرة القدم هي شغفي. أنا هنا وحدي في المغرب. أحضر في الساعة 9 صباحا وأظل حتى الساعة 7 مساء. وأنتمي إلى مجموعة متميزة يمكنها القيام بهذه المهمة. لقد جلبت لي كرة القدم الكثير من الفرح، وكانت هناك أيضا لحظات صعبة، لكن هذه هي الحياة. لا أعرف كيف نجوت من هذه الحرب، لكنني ما أزال على قيد الحياة. أحد أهدافي الآن هو جلب هذا المنتخب الوطني الرابع إلى كأس العالم. وهو ما لم يتمكن أي مدرب من القيام به حتى الآن. كثير من الناس يتبعون ما يفعله وحيد وأشكرهم كثيرا على ذلك. في يوم من الأيام سآتي إلى البوسنة والهرسك لمساعدة كرة القدم هناك، كما فعلت حتى الآن. لكن أولا، آمل أن أقوم بمهمتي في المغرب بنجاح.

ترجمة: صلاح الدين برباش

Related posts

Top