رمضان كريم

يحل اليوم رمضان في بلادنا، وتعيش كل الشعوب المسلمة شهر الصيام، وذلك في ظروف مجتمعية صعبة جراء استمرار تداعيات تفشي فيروس«كورونا»، واستمرار الإجراءات التقييدية، وتواصل حملة التلقيح، وتطلع الناس إلى التعافي، وعودة الحياة إلى إيقاعاتها الطبيعية.
رمضان هذه السنة، يفرض الاستمرار في التضحية وتقييد حركية التنقل من أجل تفادي انتشار الوباء أكثر، وهذه الوضعية تطرح، من جهتها، تحديات اجتماعية واقتصادية وتدبيرية لا بد من تقوية التعبئة والجهد العمومي للتخفيف من حدتها.
فئات عديدة من شعبنا تجد نفسها طيلة هذا الشهر محرومة من مصدر قوتها اليومي، وبعضها لن يستطيع حتى ممارسة حرفة لإطعام أسرته، وهذا يقتضي من السلطات العمومية تمتين الجهد العمومي لتوفير الدعم الضروري لهذه الفئات الفقيرة والمعوزة، وإنجاح الآليات الإدارية والتواصلية اللازمة لذلك.
من جهة ثانية، سياق هذا الشهر الكريم والظروف المجتمعية  المرتبطة به، تستوجب تعزيز التواصل مع الرأي العام الوطني وتنويره، سواء بالتحدي الوبائي ومخاطره أو بالإجراءات الحكومية المتخذة وأهميتها، والسعي، بذلك، لتطوير التعبئة المجتمعية العامة بغاية ضمان الاطمئنان وسط الناس وإشعاع الثقة.
ولا يجب أن تضاف التدابير التقييدية في الحركة إلى ممارسات تدليسية أو مضاربات في أسعار المواد الأساسية وزيادات فيها، وبالتالي لا بد أن تمارس السلطات المحلية أقصى درجات الرقابة واليقظة بشأن الوضع في الأسواق والحركة التجارية المحلية.
من المؤكد أن الظرفية الخاصة لرمضان هذه السنة ستكون، مع ذلك، صعبة، ولن تخلو من قلق وانشغال لدى فئات عريضة من شعبنا، ولكن من واجب السلطات الإدارية العمل، على الأقل، للتخفيف من حدة ذلك، وتفادي بروز مشكلات جديدة في أسواق المواد الأساسية وفِي الحياة العامة، علاوة على أهمية تكثيف برامج التوعية والتنوير عبر وسائل الإعلام، والتواصل المستمر مع الرأي العام الوطني.
وحيث أن رمضان يمثل لدى المسلمين، بشكل عام، شهر الالتزام بالممارسات الفاضلة، وتقوية سلوك العطف والرحمة وفعل الخير، فمن المهم اليوم استثمار هذه القيم السلوكية لتعزيز التضامن بين الناس، وتحفيز  الانخراط الشعبي التلقائي لإسناد الجهد العام للدولة بهذا الخصوص.
الظروف الوطنية والمجتمعية المميزة لرمضان هذه السنة، تفرض علينا كلنا، فرديا وجماعيا، الوعي بمخاطر التحدي الوبائي علينا وعلى بلادنا، ومن ثم تمتين التزامنا كلنا بالإجراءات الوقائية، والسعي لمساعدة أنفسنا ووطننا للخروج من زمن الجائحة، والعودة إلى حياتنا الطبيعية في أقرب وقت.
هذا هو دورنا اليوم، وعلينا القيام به، وذلك على غرار الجهد المبذول اليوم في كل بلدان العالم في مواجهة «كورونا». رمضان كريم لكل شعبنا… 

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

الوسوم
Top