روكبان يشدد على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية وضخ نفس ديمقراطي جديد لتحصين البلاد

دعا الدكتور رشيد روكبان، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أول أمس بالدار البيضاء، إلى تقوية الجبهة الداخلية، مع ضخ نفس ديمقراطي جديد في حياتنا الوطنية العامة، وتصفية الأجواء السياسة والحقوقية، وتوفير أجواء الثقة، مع تجاوز كل الخلافات السياسوية والانتخابية بين الأحزاب، من أجل تحصين البلاد، ومواجهة كل الأخطار الداخلية والخارجية التي قد تهدد بلادنا مستقبلا.
وأضاف روكبان، في ندوة» الشباب والمشاركة السياسية»، نظمتها مندوبية الكشاف الجوال والشبيبة الاشتراكية بالحي الحسني بالدار البيضاء، وقام بتسييرها الزميل، عبد الإله شبل، من جريدة « هسبريس»، أن العالم العربي يعرف اليوم، اضطرابات، باستثناء بعض الأنظمة الملكية ودول الخليج، وأن هناك دولا أصابها التمزق والخراب والتقسيم، ناهيك عن الاقتتال الداخلي والطائفي في دول أخرى. وأرجع ذلك، إلى ما أسماه ب « المخططات الخارجية التي تستهدف العالم العربي»، مشيرا في الوقت نفسه، أن بلادنا مستهدفة بدورها بهذه المخططات.
ودعا الجميع إلى إعادة قراءة الخطاب الملكي التاريخي لسنة 2016 ، الذي وصفه ب « القوي والصريح»، لكونه كشف عن كل مايحاك من مؤامرات ومخططات تستهدف ليس فقط تقسيم الدول العربية بل تغيير أنظمتها.
وعن مسؤولية الفاعلين السياسيين والشباب اليوم، قال رشيد روكبان، على الأحزاب السياسة أن تنفتح على كل التعبيرات المجتمعية وتستمع إليها، معتبرا أن الشباب قوة للتغيير، ولا بد من توفير بنيات وفضاءات لاستقبالهم من أجل تأطيرهم وتكوينهم وتوعيتهم وتحسيسهم بدورهم في كل مشروع مجتمعي.
وأكد روكبان أن الشباب حاضر سياسيا، بغض النظر عن انخراطه في الأحزاب السياسية، أو لا، لكون العمل السياسي في نظره، ليس مرتبطا فقط بالأحزاب السياسية.
وأوضح في هذا الصدد، أن التعبيرات السياسية للشباب التي تتمظهر في كل مناحي الحياة، بدءا من مدرجات كرة القدم، والتيفوات، والأغاني، والشعارات، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، كلها تعبر عن مواقفه، مما يفرض على الأحزاب أن تجتهد في إبداع قنوات جديدة للتواصل معهم، والبحث عن حلول لمشاكلهم، مع احتضان كل التعبيرات السياسية الشبابية.
وخلص روكبان، إلى أن بلادنا في حاجة إلى أحزاب سياسية قوية، وإلى أشكال نضالية جديدة، وأساليب جديدة في التواصل، مع التداول على المسؤوليات وفتح المجال أمام الشباب لتحمل المسؤولية، لتحصين بلادنا والمحافظة على استقرارها.
ومن جهته، قال عبد الكبير اخشيشن، عضو المجلس الوطني لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن ظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة في الحياة السياسية، بصفة عامة، أو العزوف عن العمل داخل الأحزاب السياسية، بصفة خاصة، لا تهم بلادنا فقط، بل أصبحت ظاهرة عالمية وتجاوزت الحدود الوطنية.
وأضاف خلال هذه الندوة، أنه في قراءته للتجربة الشبابية المغربية، فقد كان للشباب دور مركزي وحيوي في العمل السياسي في بلادنا، فقد كانوا في نظره في طليعة كل المعارك الديمقراطية والسياسية. وأوضح في هذا الصدد، أن الشباب كان حاضرا إبان التوقيع على وثيقة الاستقلال، وفي بناء الديمقراطية، كما أن سجون بلادنا» استقبلت» المئات بل الآلاف منهم، دفاعا عن الوطن والديمقراطية والعدالة والكرامة.
ولاحظ اخشيشن، أن اهتمام الشباب اليوم بالسياسة في تراجع مخيف، ولا يحتل سوى مساحة ضيقة، لأن نسبة انخراط الشباب في الأحزاب السياسية المغربية بناء على معطيات المندوبية السامية للتخطيط ضئيلة جدا، وتعكس وضعا مأساويا . وبلغة الأرقام، ف 80 في المائة من الشباب يرفضون الانضمام إلى الأحزاب السياسية، معتبرا، أنه لايمكن اعتبار الدولة هي السبب الوحيد وراء عزوف الشباب من الانخراط في العمل السياسي، من خلال تبخيسها للعمل السياسي وللفاعلين السياسيين، وتزوير الانتخابات، وغيرها من الأساليب التي انتهجتها الدولة في تعاملها مع الفعل السياسي والسياسيين.
ودعا اخشيشن، أنه بعد التصويت على دستور 1996 ، تولدت رغبه قوية لدى الجميع في بناء دولة تحتضن الجميع، مما يفرض اليوم بناء الثقة، وإعطاء دينامية جديدة للعمل السياسي.
ودعا اخشيشن، الدولة والفاعلين السياسيين إلى ممارسة النقد الذاتي والوضوح، في ظل تراجع الفعالية التنظيمية والتأطيرية للأحزاب، وأصبحت شبكات  التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدي هي التي تلعب الدور المحوري في تشكيل الوعي السياسي للشباب، وداخل المجتمع.

حسن عربي

Related posts

Top