طلبة الطب يواصلون الاحتجاج.. و28 منهم يعرضون على المحكمة في 23 أكتوبر المقبل  

عقب توقيف 28 منهم على خلفية الاحتجاجات التي نظمها طلبة كلية الطب والصيدلة بالرباط عشية الخميس الماضي، قرر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط متابعة ممثلين عن طلبة الطب بتهم العصيان والمشاركة في احتجاجات غير مرخصة.

ووفق ما صرح به بعض الطلبة المفرج عنهم صباح الجمعة الماضي، فإن وكيل الملك استمع لهم على خلفية المشاركة في الاحتجاجات، ووجه لهم تهم بالعصيان وعدم الاستجابة لتحذيرات وإنذارات السلطة وعناصر الأمن.

ومن المرتقب أن تنعقد أولى جلسات محاكمة طلب الطب والصيدلة الذين تقرر متابعتهم في حالة سراح يوم 23 اكتوبر الجاري امام المحكمة الابتدائية بالرباط بالتهم الموجهة اليهم.

وكانت قوات الأمن قد اعتقلت عشية الخميس الماضي أزيد من 28 طالبا من كلية الطب والصيدلة بكلية الطب والصيدلة بالرباط، وأطباء داخليين بالمستشفى الجامعي ابن سينا، على خلفية تفريق احتجاجات أمام الكلية، في إطار التصعيد ردا على صمت الحكومة وإدانة لتفريق معتصم للطلبة بالقوة ليلة الأربعاء الخميس والذي نتج عنه إصابات وإغماءات في صفوف الطلبة واعتقال 15 طالبا قبل الإفراج عنهم لاحقا.

وحسب مصادر من داخل لجنة طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب فإن متابعة 28 طالبا بتهم العصيان والمشاركة في احتجاجات غير مرخصة، محاولة جديدة من الحكومة لثني الطلبة عن الدفاع عن حقوقهم “العادلة والمشروعة”.

وأضاف ممثلون عن الطلبة باللجنة المذكورة أن الحكومة عوض سعيها للبحث عن حلول عملية والجلوس لطاولة الحوار وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، تزيد من إشعال لهيب الملف ودفعه في تجاه أكثر تصعيدا.

وقالت المصادر ذاتها إن مكان الطالب الطبيب هو كلية الطب والصيدلة والمستشفيات التي تجرى فيها التداريب وليس الشارع أو السجون والمحاكم، معتبرين ما وقع من تهميش واستقواء على طلبة الطب “عار” على الحكومة وعلى وزارة التعليم العالي وعلى وزارة الصحة.

وأضافت ذات المصادر أن طلبة الطب مدينون باعتذار رسمي من رئيس الحكومة ومن وزير التعليم العالي لما جرى لهم من تنكيل وتعنيف واعتقال يمس بكرامة أطباء المستقبل ويقدم صورة خادشة عن الوضع الحقوقي وعن صورة البلاد، وتزيد من تعميق أزمة اللاثقة وتكرس الشعور بالقهر وعدم الثقة.

ونبه طلبة الطب إلى مخاطر هذا الاستهتار الحكومي، مجددين التأكيد على أنهم يدافعون عن مطالب عادلة ومشروعة والتي يخوضون الاحتجاجات من اجل تحقيقها منذ أزيد من 10 أشهر، مطالبين الحكومة بالإنصاف وباحترام كرامة الأطباء والجلوس لطاولة الحوار وتجنب التهميش والإقصاء بهدف الحفاظ على جودة التكوين الطبي.

إلى ذلك، وجهت عدد من الهيئات بلاغات تضامنية مع طلبة الطب والصيدلة ضد ما تعرضوا لهم من عنف خلال تفريق معتصم لهم بالقوة وتفريق احتجاجاتهم واعتقال عدد منهم.

وأعربت عدد من الهيئات، ضمنها هيئات نقابية للمحامين ونقابة لأساتذة التعليم العالي، وأساتذة كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، عن رفضها لأساليب العنف ضد الطلبة الأطباء ورفض التنكيل بهم.

في هذا السياق، ندد أطباء أساتذة كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء بالتدخل العنيف في حق طلبتهم، منبهين إلى أن المقاربة الأمنية لن تزيد الوضع إلا تعقيدا، مطالبين بنزع فتيل الأزمة، وذلك بإعادة الطلبة الموقوفين والتراجع عن حل مكاتب مجالس الطلبة.

كما طالب الأساتذة مجالس الكليات بالانعقاد من أجل مراجعة القرارات التأديبية السابقة، كما دعوا إلى تمكين الطلبة من اعتماد مقاربة تشاركية في إصلاح الدراسات الطبية بإشراك جميع المواقع الجامعية.

إلى ذلك، كانت وزارة التعليم العالي قد أعلنت في بلاغ لها ن كليات الطب والصيدلة ستتخذ الإجراءات اللازمة لاستعادة السير العادي بها. موضحة أن الكليات ستتخذ الإجراءات اللازمة من أجل تمكين الطلبة الذين اجتازوا امتحانات الفصل الأول في دورة 5 شتنبر 2024 من استكمال امتحاناتهم خلال دورة استثنائية خاصة، وكذا تمكين الطلبة المنقطعين من اجتياز كل الامتحانات المستحقة برسم السنة الجامعية 2023 – 2024 في دورة استثنائية واحدة لكل فصل، وذلك قبل متم شهر نونبر 2024.

وحسب البلاغ ذاته، سيتم إلغاء نقطة الصفر بالنسبة للطلبة الذين لم يجتازوا الامتحانات، وتعويضها بالنقاط المحصل عليها في امتحانات الدورات الاستثنائية، والتداول في نتائج الامتحانات من أجل التسجيل في السنوات الموالية باعتبار النقاط المحصل عليها في الدورات العادية والاستثنائية دون الأخذ بعين الاعتبار شرط استيفاء التداريب حيث ستبرمج هذه الأخيرة لاحقا مع التقيد بغلافها الزمني الكامل وشروط اجتيازها واستيفائها، فضلا عن الإطلاق الفوري للمساطر الإجرائية من أجل مراجعة العقوبات التي صدرت في حق الطلبة المسجلين في مسالك الصيدلة والتي لها علاقة بالأحداث التي واكبت مقاطعة الدراسة بكليات الطب والصيدلة.    

محمد توفيق أمزيان

Top