حادث مأساوي شهده ملعب مدينة بنسليمان، بوفاة اللاعب رضا الساقي أثناء مقابلة الفريق المحلي ضد الفريق الزائر نجم الشباب البيضاوي، والتي جرت يوم الأحد الماضي عن بطولة الهواة.
وفاة هذا اللاعب جاءت بسبب ابتلاع لسانه، مباشرة بعد اصطدامه مع أحد لاعبي الفريق الخصم، اصطدام عادي واحتكاك مألوف، إلا أن النتيجة كانت مأساوية، ذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر، مخلفا حزنا عميقا لدى عائلته الصغيرة والكبيرة، وأيضا وسط كل مكونات وأعضاء نجم الشباب.
وحسب كل التقارير والمعطيات، فإنه كان من الممكن إنقاذ اللاعب المتوفى، لو قدمت له في الحين الإسعافات الأولية الضرورية، لكن في غياب شخص مختص في الإسعافات الضرورية، أو تواجد طبيب داخل الملعب، ظل اللاعب المسكين ملقى على الأرض، يحيط به أصدقاؤه الذين ظلوا عاجزين عن إنقاذ زميلهم، ليحملوه بأيديهم نحو سيارة الإسعاف، التي لا نعرف حتى الآن إذا ما كانت متواجدة داخل الملعب، أو تم الاتصال بمصلحة الإسعاف بعد دخول اللاعب في غيبوبة عميقة.
بعد حمله لسيارة الإسعاف كان اللاعب قد توفي، ولم يكن بالإمكان إنقاذه، لأن الوقت الذي كان من المفروض تقديم الإسعافات، وإرجاع اللسان إلى وضعه الطبيعي، واستعادة التنفس العادي، انتهى للأسف، وكل المحاولات التي بذلت بعد ذلك، كانت دون جدوى.
حسب تصريحات زملائه بنجم الشباب، فإن الفريق البيضاوي العريق لم يكن يتوفر خلال هذه المقابلة على مسعف أو مختص في الإسعافات الأولية، أو مسؤول طبي، مع أن القانون يفرض ذلك، وبالتالي فإن مسؤولي الفريق يتحملون مسؤولية هذا الحادث المحزن.
حسب رئيس العصبة الوطنية للهواة جمال السنوسي، فإن تحقيقا سيفتح، لمعرفة أسباب ومسببات هذه الفاجعة، وتحديد هوية، واسم الجهات المخلة بالواجب، سواء بالنسبة لفريق الشباب أو الفريق المستضيف، وأيضا حكم المباراة، المتهم من طرف بعض اللاعبين برفض توقيف المباراة، بعدما أخبر بالوضع الخطير للاعب الذي كان يعاني من اختناق وصعوبة في التنفس.
توفى اللاعب المسكين نتيجة الإهمال، أو عدم القيام بالواجب، لكن لابد من الوقوف عن الأسباب، واتخاذ الإجراءات الضرورية لتفادي مثل هذه الأخطاء القاتلة مستقبلا، والأكثر من ذلك معاقبة كل من أخل بالواجب ولم يحترم القانون.
ننتظر تبعات أسباب الوفاة، وذلك بتحديد الجهات المسؤولة، مع رفض أي محاولة لطمس القضية، أو التغطية عن الجهة التي لم تقم بالواجب المطلوب منها.
>محمد الروحلي
