أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة يوم الثلاثاء عن مقتل 21 شخصا في غارة إسرائيلية جديدة على مخيم للنازحين في رفح في جنوب قطاع غزة حيث تقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى وسط المدينة، وفق شهود.
ويأتي ذلك بعد يومين من ضربة إسرائيلية على مخيم للنازخين في شمال غرب رفح أوقعت 45 قتيلا، وفق وزارة الصحة في القطاع. ويعقد مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق جلسة طارئة بناء على طلب الجزائر للبحث في الضربة التي أثارت غضبا دوليا.
ومع تصاعد الإدانات الدولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، دخل أول أمس الثلاثاء قرار ثلاث دول أوروبية هي إسبانيا والنرويج وإيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين، حيز التنفيذ، ما أثار غضب إسرائيل التي ترى في ذلك “مكافأة” لحركة حماس التي تخوض منذ أكثر من سبعة أشهر حربا ضدها.
وقتل أول أمس الثلاثاء 21 شخصا على الأقل في غارة إسرائيلية على مخيم للنازحين في غرب مدينة رفح، وفق ما أعلن الدفاع المدني في القطاع.
وأكدت وزارة الصحة في قطاع غزة عن مقتل 21 شخصا وإصابة 64 آخرين بجروح، بينهم 10 إصابات “بالغة الخطورة”.
وتحدثت حركة حماس في بيان عن “مجزرة جديدة”.
ونفى الجيش الإسرائيلي أن يكون شن غارة على “المنطقة الإنسانية” في المواصي. وهي المنطقة التي خصصها للنازحين من رفح ووجههم للتجمع فيها عندما شن الجيش هجومه البري ودخل رفح في 7 مايو.
وأدت غارة إسرائيلية يوم الأحد الماضي إلى إشعال النيران في مخيم يزدحم بالنازحين في حي السلطان في شمال غرب المدينة ما أسفرعن مقتل 45 شخصا على الأقل وإصابة 249 آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري “ذخائرنا وحدها لا يمكن أن تشعل حريقا بهذا الحجم”.
وأضاف أن الجيش ألقى يوم الأحد مقذوفتين تحملان 17 كيلوغراما من “المواد المتفجرة” على موقع استهدف اثنين من كبار قادة حماس وقتلهما.
في واشنطن، قال البيت الأبيض إن “لا تغيير في السياسة” بعد الضربة في رفح. وردا على سؤال بشأن “عدد الجثث المتفحمة” الذي قد يدفع الرئيس جوبايدن لتغيير مساره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في تصريح للصحافيين “هذا ليس أمرا غضضنا الطرف عنه”.
إلى ذلك، قالت متحدثة باسم البنتاغون “إن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر أن ما يجري في رفح، ما يفعله الجيش الإسرائيلي، محدود النطاق”.
وأفاد مراسلووكالة فرانس برس وشهود في رفح عن قصف مدفعي وغارات جوية على وسط وغرب مدينة رفح المحاذية للحدود المصرية. كما أفاد شهود عن تقدم الدبابات الإسرائيلية نحو وسط المدينة وتمركزها فيها.
وقال ياسر عدوان (22 عاما) “آليات الاحتلال تتمركز في دوار العودة وسط مدينة رفح”. وأكد مصدر أمني أن “آليات الاحتلال موجودة الآن وسط وجنوب غرب رفح”.
وفرت عائلات فلسطينية الثلاثاء من حي تل السلطان. وتسبب القصف الجوي والمدفعي بحالة من الذعر في رفح.
وقالت فاتن جودة (30 عاما) لوكالة فرانس برس من حي تل السلطان “لم ننم طوال الليل، فالقصف من كل الاتجاهات بشكل عشوائي، قصف مدفعي وجوي”.
وأضافت “الوضع الليلة كان مخيفا للغاية. رأينا الجميع ينزح من جديد بسبب خطورة الوضع. نحن أيضا سوف نخرج الآن ونتجه إلى المواصي خوفا على حياتنا”.
وقال إيهاب زعرب (40 عاما) من سكان غرب رفح “الوضع صعب للغاية في المناطق الغربية في رفح. القصف لا يتوقف”.
وأضاف “نحن في حالة ذعر وخوف كبير. أطفالنا ونساؤنا لا يتوقفون عن البكاء فالقصف عنيف ومكثف ومشاهد المواطنين وهم ينزحون أثارت في قلوبنا الخوف أكثر، والعزم على النزوح إلى المواصي”.
قبل دخوله رفح، دعا الجيش الإسرائيلي المدنيين النازحين في شرق المدينة وسكانها إلى الانتقال إلى “المنطقة الإنسانية” في المواصي. وتقول المنظمات غير الحكومية والوكالات الدولية إن هذه المنطقة غير مجهزة بالماء والبنى التحتية ولا تصلح للنزوح.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن حوالي مليون مدني نزحوا من رفح خلال ثلاثة أسابيع بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء، وغالبيتهم انتقلوا إليها بعد أن عانوا من النزوح المتكرر.
وأضافت الوكالة على منصة “اكس” أن هذا الهروب يتم “من دون أن يكون هناك مكان آمن للذهاب إليه، تحت القصف، من دون ماء أو طعام، بين جبال من القمامة”، وأكدت أنه “يوما بعد يوم يصبح من شبه المستحيل تقديم المساعدة والحماية” للسكان..
ونشرت حماس أول أمس الثلاثاء شريط فيديو يظهر رهينة إسرائيليا على قيد الحياة في قطاع غزة.
وشوهد الرهينة الذي قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه يدعى ساشا تروبانوف (28 عاما) وهو يتحدث بالعبرية في مقطع فيديو لا تتجاوز مدته 30 ثانية. ولم يتضح تاريخ تصوير المقطع.
وقال “منتدى عائلات الرهائن والمفقودين” إن هذا الفيديو هو “دليل آخر على أنه يجب على الحكومة الإسرائيلية منح تفويض واضح لفريق التفاوض، ما قد يؤدي إلى اتفاق لإعادة جميع الرهائن”.
ورد ا على هجوم حماس، تشن إسرائيل حملة قصف مدمر على قطاع غزة يترافق مع عمليات برية، ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 36096 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتتزايد الضغوط على إسرائيل لوقف الحرب، بينما تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في القطاع المحاصر حيث لم تعد معظم المستشفيات تعمل.
أعلن الجيش الأميركي تعليق توصيل المساعدات إلى قطاع غزة بحرا، بعدما ألحق سوء الأحوال الجوية أضرارا برصيفه المؤقت.
دبلوماسيا، اعترفت إسبانيا وإيرلندا والنروج رسميا أول أمس الثلاثاء بدولة فلسطين، في قرار أكدت أنه يهدف إلى التقد م باتجاه السلام في الشرق الأوسط.
وقال رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في إعلان مقتضب بالإسبانية والإنكليزية أول أمس الثلاثاء، أن الاعتراف بدولة فلسطين “ضرورة لتحقيق السلام” بالإضافة إلى كونه “مسألة تاريخية” للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن هذا القرار “لم يتخذ ضد أي طرف وخصوصا ليس ضد إسرائيل، الشعب الصديق… الذي نريد أن تكون معه أفضل علاقة ممكنة”، مؤكدا أن الاعتراف بدولة فلسطين يعكس “رفضنا التام لحماس التي هي ضد حل الدولتين”.
وقال رئيس الوزراء الإيرلندي سايمن هاريس في بيان بعد وقت قصيرعلى إقرار اجتماع حكومي الخطوة “يرتبط قرارإيرلندا هذا بإبقاء الأمل على قيد الحياة” في الشرق الأوسط.
كما صرح هاريس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهوعلى “الإنصات إلى العالم ووقف الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة”.
في النرويج، أشاد وزير الخارجية إيسبن بارث إيدي بالقرار باعتباره “يوما تاريخيا ” بالنسبة لبلاده التي تعد “أحد أشد المدافعين عن الدولة الفلسطينية… منذ ثلاثين عاما “.
وبحسب بيانات السلطة الفلسطينية، اعترفت 145 من إجمالي 193 دولة في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.
ويعرقل تصاعد العمليات العسكرية على الأرض مفاوضات الهدنة.
أعلنت مصر التي تشارك في الوساطة من أجل اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس، أول أمس الثلاثاء أنها “تكثف جهودها” من أجل استئناف المفاوضات، بحسب ما قالت قناة “القاهرة الإخبارية” المقربة من المخابرات المصرية.
ونقلت القناة عن مسؤول مصري رفيع المستوى لم يكشف عن هويته، أن “الوفد الأمني المصري يكثف جهوده لإعادة تفعيل اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة”.
وأضاف المصدر نفسه أن مصر “أبلغت كافة الأطراف المعنية أن إصرار إسرائيل على ارتكاب المذابح والتصعيد في رفح الفلسطينية يضعف مسارات التفاوض ويؤدي لعواقب وخيمة”.
أ.ف.ب