كوفيد 19.. عملية التلقيح الوطنية تمر في أجواء آمنة

تضاعف عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح ضد وباء كورونا، خلال الشطر الأول من عملية التلقيح الوطنية المتواصلة حاليا بمختلف عمالات وأقاليم المملكة. وقد وصل عدد هؤلاء المستفيدين من التطعيم خلال هذه المرحلة إلى غاية الساعة السادسة مساء من أول أمس الأربعاء إلى 308398 شخصا.
وفيما تركز هذه الحملة، على الاحترام الأمثل للأولويات التي حددتها وزارة الصحة في ما يتعلق بمرحلتها الأولى، والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات المختصة للتصدي لانتشار الفيروس من ارتداء الكمامة الواقية، والتباعد الجسدي، توفرالتعبئة الشمولية للإمكانات اللوجستيكية الضرورية والحشد الكبير للموارد البشرية من طواقم طبية وتمريضية وسلطات وأعوان وإداريين، الظروف الجيدة لإنجاح مختلف مراحل هذه العملية الضخمة التي تشهدها بلادنا، كما يساهم التطور الإيجابي للمؤشرات الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا بالمملكة، في مرور هذه العملية في أجواء آمنة ومريحة بعيدا عن الشعور بالخوف من جراء ارتفاع أعداد الإصابات.

تعبئة قوية

وفي هذا الإطار، تجري حملة التلقيح على مستوى عمالة وجدة أنكاد، حيث تعرف انخراطا كبيرا لأسرة التربية والتعليم، سواء الأطر التربوية أو الإدارية أو التقنية التي يفوق سنها 45 سنة. ويستفيد من هذه العملية، التي انطلقت يوم الاثنين الماضي وتتواصل إلى غاية 8 فبراير الجاري، 3613 شخصا من أسرة التربية والتعليم، والذين سيتلقون الجرعة الأولى من اللقاح.
ويتوزع المستفيدون خلال هذه المرحلة من عملية التلقيح الواسعة النطاق، تماشيا مع المعايير المحددة من قبل وزارة الصحة، على 173 مؤسسة مدرسية عمومية من كافة المستويات الدراسية، إلى جانب 87 مؤسسة خصوصية.
وتمت تهيئة مركزين للتلقيح لهذه العملية والتي تم لإنجاحها تعبئة كل الوسائل البشرية واللوجستية، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والصحية. وعلى مستوى جهة الشرق، سيستفيد من المرحلة الأولى من الحملة ما مجموعه 9815 فردا من أسرة التربية والتعليم والتكوين، ويتوزعون على المديريات الإقليمية لوجدة انكاد (3613) وتاوريرت (852) وجرادة “494” وفجيج “468” والناضور “1881” والدريوش “399” وجرسيف “751” وبركان “1357”.
ظروف مثالية

وعلى غرار باقي عمالات وأقاليم المملكة، تتواصل بإقليم اليوسفية، حملة التلقيح في ظروف جيدة. وقد عرفت مختلف نقط التلقيح باليوسفية، أول أمس الأربعاء، إقبالا مكثفا للفئات المستهدفة ضمن المرحلة الأولى من الحملة، مثال على ذلك، دار الشباب الأمل، حيث يتم استقبال المستفيدين من طرف الأطر الصحية، لإعطائهم الجرعة الأولى من اللقاح، في التزام تام بالتدابير الوقائية من انتشار الفيروس. وأكد المندوب الإقليمي للصحة باليوسفية، محمد العتيقي، على الظروف الجيدة التي تمر منها حملة التلقيح بالمراكز التي أحدثتها وزارة الصحة بالنسبة للمرحلة الأولى من العملية، في أفق تعميمها تدريجيا لتشمل جميع مراكز التلقيح التابعة لتراب الإقليم، التي يقدر عددها بـ 15 مركزا، منوها، في نفس الوقت بمستوى التعبئة وحس المسؤولية لجميع الشركاء، من أجل ضمان نجاح هذه الحملة، ومشيدا كذلك بحسن استقبال الفئات المستهدفة من قبل الأطر الصحية.
وعلى نفس الشاكلة تتواصل الحملة على مستوى إقليم شفشاون، وهي تسير في ظروف مثالية وقد شملت أكثر من 70 في المائة من الفئات المعنية بالمرحلة الأولى على مستوى الإقليم، أي ما يعادل 3927 مستفيدا، وذلك إلى حدود يوم الثلاثاء الماضي.
وأكد المندوب الإقليمي للصحة بشفشاون، الدكتور خالد أمال، أن حوالي 80 في المائة من الفئات المهنية العاملة في الصف الأمامي استفادت من الجرعة الأولى من اللقاح، ويتعلق الأمر برجال الصحة والتعليم والسلطات العمومية والأمنية، وحوالي 70 في المائة من المواطنين الذين تفوق أعمارهم 75 سنة.
وأشاد المسؤول بتجند كافة المتدخلين، بإشراف من السلطات الإقليمية لشفشاون والمديرية الجهوية للصحة، لإنجاح الحملة الوطنية للتلقيح، موضحا في هذا السياق، أنه تم لهذه الغاية إحداث 35 محطة، من بينها 32 محطة بالوسط القروي، تضم 43 فرقة طبية، من بينها 38 فرقة بالوسط القروي، لإنجاح حملة التلقيح، مشيرا إلى أن هذا التنظيم مكن من تغطية كافة الجماعات الترابية القروية على مستوى الإقليم، سواء من خلال الفرق القارة بمراكز التلقيح، أو عبر الفرق المتنقلة التي تشرف على التنقل بشكل منتظم لتلقيح المستفيدين من العملية غير القادرين على الانتقال إلى المراكز المحددة.
تحسن متواصل

من جانب آخر، وفي ما يخص الحصيلة نصف الشهرية المرتبطة بالوضعية الوبائية بالمملكة فقد سجل مؤشر توالد الحالات لفيروس” كوفيد 19″ تحسنا متواصلا، حيث استقر عند 80. 0 بداية الأسبوع الجاري. وأفاد رئيس قسم الأمراض السارية بوزارة الصحة، عبد الكريم مزيان بلفقيه، في معرض تقديمه لهذه الحصيلة يوم الثلاثاء الماضي، بإن عدد الحالات الإيجابية المسجلة عرفت انخفاضا متواصلا للأسبوع الـ11 حيث قدرت نسبة هذا التراجع العام الوطني بناقص 26.4 بالمائة.
وأشار إلى أن هذا الانخفاض سجل في عشر جهات تتمثل في كلميم واد نون (ناقص 78 بالمائة)، وفاس مكناس (ناقص 65.1 بالمائة)، ودرعة تافيلالت (ناقص 38 بالمائة)، وسوس ماسة ( ناقص 32.6 بالمائة )، والرباط سلا القنيطرة (ناقص 32 بالمائة)، والدار البيضاء سطات (ناقص 22.9 بالمائة)، ومراكش آسفي (ناقص 22.6 بالمائة)، وطنجة تطوان الحسيمة (ناقص 26.5 بالمائة)، والشرق (ناقص 14.5 بالمائة)، وبني ملال خنيفرة (ناقص 7.4 بالمائة)، والعيون الساقية الحمراء (ناقص 6.5 بالمائة). في المقابل ، يبرز المسؤول، سجلت جهة الداخلة واد الذهب ارتفاعا إيجابيا في عدد الحالات.
أما في ما يتعلق بمنحنى الوفيات، يضيف بلفقيه، فقد سجل انخفاضا بـ 40 بالمائة خلال الأسبوعين الماضيين، مشيرا إلى أن هذا الانخفاض شمل عشر جهات بنسب متفاوتة، ومبرزا أيضا انخفاض في عدد الحالات النشطة بـ22 بالمائة، وفي عدد الحالات الحرجة التي يتم استشفاؤها في أقسام العناية المركزة بـ20.4 بالمائة خلال نفس الفترة. وعلى الصعيد العالمي، ارتفع عدد الحالات الإيجابية إلى 103 مليون و670 ألف و319 حالة، أي بمعدل إصابة تراكمي يقارب 1330 لكل مائة ألف نسمة.
أما عدد الوفيات فوصل إلى مليونين و241 ألف و15 حالة، أي بمعدل إماتة يناهز 2.2 بالمائة، في حين ناهز عدد الأشخاص المتعافين 75 مليون و269 ألف و6، بنسبة تعاف تبلغ 72.6 في المائة.
وأشار نفس المسؤول، إلى أن استمرار تحسن الحالة الوبائية بالمملكة يمثل عاملا إيجابيا لإنجاح عملية التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا.
حصيلة يومية

أما بخصوص تطور الوضع الوبائي المرتبط بـ”كورونا” بالمملكة، خلال الفترة الممتدة ما بين الساعة السادسة مساء من يومي الثلاثاء والأربعاء، فقد تم تسجيل 774 إصابة جديدة و933 حالة شفاء، و14 حالة وفاة.
ورفعت هذه الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 473 ألف و47 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 451 ألف و780 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 95.5 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 8323 حالة، بنسبة فتك قدرها 1.8 في المائة.
وتتوزع حالات الإصابة المسجلة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة عبر جهات المملكة بين كل من جهات الدار البيضاء-سطات (302)، وطنجة-تطوان-الحسيمة (106)، والشرق (80)، والرباط-سلا-القنيطرة (69)، وسوس ماسة (60)، ومراكش آسفي (44)، والداخلة وادي الذهب (32)، ودرعة تافيلالت (27)، وبني ملال خنيفرة (21)، وفاس مكناس (16)، والعيون الساقية الحمراء (15)، وكلميم واد نون (2).
أما الوفيات فعرفت تسجيل أربع حالات بجهة الدار البيضاء-سطات، وحالتين بكل من جهات الشرق والرباط-سلا-القنيطرة وسوس-ماسة، وحالة وفاة واحدة بكل من جهات مراكش-آسفي، ودرعة-تافيلالت، وبني ملال-خنيفرة، وفاس-مكناس.
وبلغ مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب 1301.6 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة بلغ 2.1 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما وصل مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج خلال نفس الفترة إلى 12 ألف و944 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 54 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 650 حالة، 57 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و329 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة بـ(كوفيد-19)، فقد بلغ 20.6 في المائة.
وتهيب وزارة الصحة بالمواطنات والمواطنين الانخراط الجماعي في الحملة الوطنية للتلقيح ضد ” كوفيد 19 ” مع الاستمرار في احترام التعليمات والتدابير الوقائية التي ستحد من انتشار هذا الفيروس وبلوغ عملية التطعيم لأهدافها.

> سعيد أيت اومزيد
> تصوير: مكاو عقيل – رضوان موسى

Related posts

Top