تحول الاجتماع الذي عقدته صباح أول أمس الاثنين لجنة المسابقات الخاصة بالأندية، التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن طريق “فيديو كونفيرونس”، إلى مواجهة مفتوحة بين المغرب ومصر .
حاول الجانب المصري من خلال هذا الاجتماع الخروج بالمصادقة على احتضان بلادهم للمربع الذهبي لمسابقة عصبة الأبطال، الذي يعرف مشاركة فريقين من المغرب ومثلهما من مصر، معتمدا على دعم حكومي مطلق وحملة دعائية مركزة، تروج لأحقية مصر، وتهاجم المغرب.
استعمل المصريون ضغوطات مختلفة من أجل انتزاع هذا المطلب الذي رأوه حقا بالنسبة لهم، بحجة أن المغرب سيحتضن نهائي كأس الكاف، إلا أن لجنة المسابقة التي يرأسها الكونغولي كونستانت أوماري، وتضم في عضويتها المغربي فوزي لقجع، لم تساير “الفراعنة” في أهوائهم، ليتم في الأخير الرجوع إلى الخيار الأول، كحل وسط، ألا وهو نظام الذهاب بالمغرب والإياب بمصر .
وحسب ما تسرب من أخبار من الداخل، فان الاجتماع كان مهددا بالتوقف في أكثر من مرة، بعد الموقف الرافض والمطلق الذي عبر عنه فوزي لقجع، إذ عارض بشدة إجراء نصف النهاية النهاية بالقاهرة، الشيء الذي لا يخدم نهائيا مصلحة الوداد والرجاء المغربيين، ويقوي كليا وتلقائيا حظوظ الأهلي والزمالك.
استغرق النقاش مدة طويلة، ورغم كل المحاولات التي بذلها ممثل الاتحاد المصري، فكان من الضروري العودة للبرنامج الأول، ألا وهو إجراء الذهاب والإياب بين الدار البيضاء والقاهرة، مع إلغاء خيار سطاد رادس بعد اعتذار السلطات التونسية، لأسباب خاصة بهم، مع العلم أن المصري هاني أبو ريدة هو الذي سبق أن فاجأ الجميع خلال اجتماع المكتب التنفيذي بتقديم اقتراح إجراء التظاهرة بالإمارات، إلا أن هذا السيناريو الذي تشم منه رائحة المنفعة الخاصة، رفض بالمطلق من طرف كل الأعضاء، على اعتبار أن هذه المسابقة ليست استعراضية، ولابد أن تجرى كالعادة فوق أرض إفريقية.
الخيار النهائي كان هو إجراء مباراتي النصف بين الوداد ضد الأهلي، والرجاء أمام الزمالك بالدار البيضاء يومي 25 و 26 شتنبر القادم، والإياب بالقاهرة يومي 2 و 3 أكتوبر، وهذا التاريخ يخدم مصلحة الناديين المغربيين، بحكم أن البطولة الوطنية ستنتهي منتصف شهر شتنبر، وهناك متسع من الوقت للاستعداد لهذا الحدث القاري الهام، والذي تحول إلى مجال للمنافسة والصراع بين دول شمال أفريقيا خاصة، والدليل على ذلك فضيحة ملعب رادس التي لا زالت تبعاتها مستمرة حتى الآن.
للإشارة، فان الأشقاء المصريين حاولوا أيضا تغيير القرار بخصوص نهاية كأس الكونفدرالية التي ستجرى بمركب الرباط، إلا أن أملهم خاب مرة أخرى، والسبب تواجد عضو مغربي بحضور وازن اسمه فوزي لقجع، لا يتنازل ولا يساوم على حساب مصالح كرة القدم المغربية.
فما رأي أصحاب الحروب الداخلية الصغيرة والخاسرة، المنشغلين بأمور داخلية تافهة، بينما هناك صراع المصالح الكبرى مفتوح بين الدول على أكثر من صعيد، ومن المفروض خوضه بكثير من الثقل والدعم والمساندة، لا بالتفرقة والتشهير وترويج المغالطات.
“الله يهدي ما خلق وصافي”.
> عادل غرباوي