لماذا يفضل أيت منا الصمت؟

تشتكي الجماهير الودادية، بعد كل دورة من أخطاء التحكيم، فعقب كل مباراة يتم تقاسم لقطات وفيديوهات، وتظهر تفسيرات متعددة، تذهب كلها في اتجاه التظلم، من حدوث أخطاء التحكيم، بل توجه اتهامات مباشرة نحو جهاز التحكيم، وبكون هناك نية مبيتة، تستهدف الوداد، وأن الأخطاء ليست عفوية.
بل هناك شريط يستعرض كل الأخطاء التحكيمية التي كان الوداد ضحية لها منذ بداية الموسم، إلى درجة الاتهام بحرمان الفريق من نقط، كان من الممكن -حسب عشاق الحمراء- أن تجعله خلف نهضة بركان المتزعم، بفارق لا يصل إلى 15 نقطة، كما هو الحال الآن.
آخر هذه الحالات التي وقف عليها الجمهور الوداد، سجلت خلال المباراة ضد النادي المكناسي، برسم الدورة الـ (22) من البطولة الاحترافية، بعد حرمانه من هدف محقق، بدعوى حالة شرود، مع أن خبراء التحكيم، أكدوا أن الهدف الذي سجله فهيم كان صحيحا، وأن زميله لم يكن متسللا، ولم يحجب الرؤية عن الحارس.
فالأخطاء التي يحتج عليها جمهور الوداد بقوة، سجلت أيضا بمباريات أخرى، إلى درجة أن مسؤولي جهاز التحكيم، اعترفوا أكثر من مرة، بحدوث أخطاء مؤثرة على مجريات مباريات معينة، خدمت فرقا، وأثرت على مصالح أخرى.
حدوث هذه الأخطاء المتكررة، دفع فوزي لقجع رئيس الجامعة، إلى الاعتراف بأن التحكيم بالبطولة الوطنية، يعاني من مشاكل تستوجب التطوير، رغم الجهود التي بُذلت خلال السنوات الماضية، بما في ذلك إدخال تقنية “الفار”، إلا أن الشكاوى من القرارات المثيرة للجدل، لم تتوقف، مما يطرح تساؤلات حول مدى نجاعة الإصلاحات السابقة، وما إذا كانت هناك إرادة حقيقية لتغيير الوضع الحالي.
إلا أن الغريب هو كون الشكاوى والاحتجاجات، تأتي من كل حدب وصوب، باستثناء مكتب الوداد الذي يلازم الصمت المريب، يحدث هذا، رغم أن الرئيس أيت منا، تعود على الإدلاء بتصريحات مثيرة، كما أن المكتب الذي يترأسه، يمتنع عن إصدار بلاغات تعكس درجة من الاحتقان، تعم الأوساط الودادية.
يحدث هذا بالرغم من تواجد عضوين “وداديين” داخل مكتب العصبة الذي يقوده عبد السلام بلقشور، كما أن الإدارة الحالية للفريق الأحمر، لم تتفضل بانتقاد، قرار تقليص فترة الانتقالات الشتوية إلى 15 يوما، عوض شهر كامل كما هو معمول به دوليا، علما أن الجمهور الودادي اعتبر أن تقليص المدة، هو استهداف مباشر لمصالح الوداد، الطامح لاحتلال مرتبة تسمح له بالمشاركة الموسم القادم، بعصبة الأبطال الإفريقية.
وحتى عندما تجرأ مسؤول بفريق كرة القدم النسوية بإصداره بلاغا احتجاجا على ظلم التحكيم، واتهامه بعرقلة مسار الفريق، فوجئ المسكين، ببلاغ مضاد ليس من جهاز التحكيم أو العصبة المشرفة، بل من المكتب المديري للنادي الذي ينتمي له بقيادة الرئيس.
بلاغ مكتب أيت منا عبّر عن استغرابه الشديد من انتشار بلاغ فرع كرة القدم النسوية، وصفه بغير الرسمي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستنكرًا مضمونه، ومؤكدًا أن أي تصريح باسم النادي يجب أن يصدر عبر القنوات المخولة بذلك.
ختم أيت منا بلاغه باتخاذ إجراءات صارمة بشأن هذه الواقعة، حيث تقرر عقد اجتماع عاجل لمناقشة الأمر واتخاذ قرارات حاسمة.
كل هذه المعطيات تجعلنا نتساءل مع المتسائلين، حول الأسباب التي تجعل أيت منا، يلازم الصمت، ويمتنع عن الاحتجاج المباح، وهو الذي كان يبحث عن الأضواء بشتى الطرق…

>محمد الروحلي

Top