يواصل اللاعب الدولي المغربي يوسف النصيري هداف إشبيلية، تحطيم الأرقام بالدوري الاسباني لكرة القدم.
نهاية الأسبوع، عاد لتسجيل هاتريك جديد، وكان هذه المرة بمرمى نادي قاديش، بعدما حقق نفس الإنجاز، يوم الثلاثاء الماضي في مرمى ديبورتيفو ألافيس.
ستة أهداف في ظرف خمسة أيام، جعلته في صدارة هدافي “الليغا” بـ 12 هدفا، متقدما على العديد من النجوم الذين يميزون البطولة الإسبانية، وفي مقدمتهم الظاهرة الكونية ليونيل ميسي.
يوسف النصيري مرشح فوق العادة لمواصلة التألق، بفضل اجتهاده وطموحه، وعزمه القوي على منافسة الكبار، في واحد من أقوى الدوريات على الصعيد الأوروبي.
والإيجابي أن لا يوسف النصيري، ولا الحارس المتألق ياسين بونو الذي يحمي عرين إشبيلية بكثير من الاقتدار، هما منتوج مغربي خالص، تكونا محليا، واستطاعا تحقيق مسار احترافي رائع، يؤهلهما للذهاب بعيدا، خاصة وأن هناك إمكانية الانتقال لأندية أقوى تعبر عن رغبتها في الاستفادة من خدماتهما.
بالإضافة إلى اللاعبين النصيري وبونو، هناك بالتأكيد أسماء أخرى توقع على مسار جيد، كنايف اكرد، وزهير فضال، وجواد ياميق، وبدر بولهرود، وأشرف بنشرقي وبدر بانون … وغيرهم من اللاعبين الذين تكونوا بالأندية المغربية، لينتقلوا إلى عالم الاحتراف سواء إفريقيا أو أوروبيا، دون أن ننسى لاعبين آخرين انضموا لأبرز الأندية بالخليج العربي، والتي تنافس سنويا على الألقاب بالقارة الأسيوية.
كل هذه الأسماء وغيرها، تؤكد أن هناك إمكانية العودة مجددا لتكوين جيل جديد من اللاعبين المتميزين، لديهم القدرة على كسب مكان داخل كبار الأندية الاحترافية، إلا أن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب الكثير من الأسس القادرة على جعل كرة القدم الوطنية، مؤهلة لإنتاج المواهب، وجعلها قبلة لأصحاب الاختصاص الذين يبحثون باستمرار على اقتناص النجوم الصاعدة سواء بإفريقيا أو أمريكا اللاتينية، وحتى بدول أوروبا الشرقية سابقا.
إن تحسين شروط التكوين على أسس علمية صحيحة، وتشجيع أهل الاختصاص داخل المراكز على الصعيد الوطني، يبقى ضمانة أكيدة لربح هذا الرهان المستقبلي، وهذا من شأنه جعل كرة القدم الوطنية رياضة منتجة، قادرة على المساهمة في تمويل الأندية، وتقوية ميزانياتها، على غرار أقوى المدارس على الصعيد الدولي، حيث يعد رقم المعاملات سنويا بملايير الدولارات، وهذا مكسب مهم داخل سوق مفتوح بالنسبة لأصحاب التخطيط والتدبير المحكم.
إن التألق الأوروبي لكل من يوسف النصيري وياسين بونو، بالإضافة إلى الأسماء التي ذكرناها، يؤكد أن تكوين لاعبين متميزين جد ممكن، والمدخل إلى ذلك يمر عبر إيمان مسؤولي الأندية الوطنية الراسخ، بأهمية دور مراكز التكوين، كأداة لا غنى عنها لتطوير المنظومة ككل.
>محمد الروحلي