مجهر الخبرة الدولية

تتوالى زيارات وفود الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” للمغرب، حيث تحولت هذه الزيارات الميدانية والعملية، إلى خارطة طريق ترصد كل تفاصيل المنجزات التي تباشر داخل كرة القدم الوطنية خلال السنوات الأخيرة على أكثر من صعيد.
وفي هذا الإطار، تقوم الكاتبة العامة للفيفا السنغالية فاطمة سامورا صحبة وفد هام يتكون من خبراء وتقنيين دوليين، بزيارات للعدد من المدن المغربية من بينها الرباط، سلا، ومن بعدهما بركان، تسمح للجهاز الدولي برصد وتتبع دقيق، يخص مجموعة من المشاريع والأوراش، منها ما أنجز على أعلى مستوى، ومنها ما هو قيد الإنشاء.
ومن شأن هذه الزيارات تسويق التجربة المغربية، والتي تعتبر مفخرة كرة القدم الإفريقية، وتضاهي ما هو موجود بالدول الرائدة في هذا المجال، كما أن وفد الفيفا سيتمكن من الوقوف على نماذج مصغرة لمراكز محمد السادس الدولي لكرة القدم، على مستوى الجهات على الصعيد الوطني، ولعل مركز السعيدية دليل على قيمة هذه المراكز.
وليس مركز السعيدية فحسب، بل هناك أيضا مركز نهضة بركان الذي يدخل هو الآخر ضمن مخطط إنشاء مراكز متطورة خاصة بالأندية، كما هو الحال بالنسبة لأكاديمية الرجاء، ومراكز كل من الجيش الملكي والفتح الرباطي والمغرب التطواني، وغيرها من المشاريع التي شرع في إنجازها بأكثر من جهة، وأكثر من ناد من الأندية الوطنية.
ومن بين النقط التي تسترعي الانتباه خلال هذه الزيارة هناك إنشاء مكتب مشترك بين المغرب والكاف، وهو مؤشر جد إيجابي يؤكد على القيمة التي أصبح يحظى بها المغرب على مستوى الجهاز الدولي، والدور الريادي الذي يلعبه في سبيل تطوير اللعبة على الصعيد القاري، وجعلها قادرة على استشراف المستقبل بثقة أكبر.
ويبقى مشروع تطوير كرة القدم النسوية من بين الملفات التي تحظى بثقة الاتحاد الدولي، وجعل التجربة المغربية كنموذج يحتذى على المستويين العربي والإفريقي، نموذج يعتمد على تقوية الفرق من الناحية الإدارية والتنظيمية، وتمكين الممارسات من دعم مالي مباشر، لميزانية الفرق، ومدها بوسائل نقل خاصة، وخضوع مجموعة من اللاعبات لنظام دراسة ورياضة، وتنظيم بطولة احترافية، في أفق احتضان المغرب لكأس أفريقيا للأمم لكرة القدم النسوية.
وعليه، فإن الاتحاد الدولي كان محقا بوضع التجربة المغربية تحت مقياس الخبرة الدولية، وهذا ما يزيد من ثقل المسؤولية، قصد مواصلة أوراش الإصلاح والتطوير، والأكيد أن هناك مجهودا لابد وأن يبذل على مستوى القاعدة، أي الفرق التي توجد في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في الطرق والأساليب التي تشكل حاليا، عائقا حقيقيا أمام مواصلة مسلسل الإصلاح، بنفس الإيقاع الذي تباشر به الجامعة مسارها الناجح حتى الآن.

>محمد الروحلي

Related posts

Top