شدد مدرب المصري فريق سریع وادي زم طارق مصطفى، على أنه يعمل في إطار مشروع متكامل يهدف أساسا إلى ضمان البقاء ضمن فرق الصفوة، مبرزا أن بلوغ السريع لدور ربع نهاية كأس العرش يعتبر إنجازا تاريخيا، وأن فريقه قادر على تجاوز فريق الرجاء البيضاوي رغم صعوبة المهمة.
وأوضح طارق مصطفى في حوار أجرته معه “بيان اليوم”، إن البطولة المغربية تبقى قوية ومشوقة ويتقارب فيها مستوى الفرق، عكس الدوري المصري الذي يتسيدها الزمالك والأهلي، مشيرا إلى تجربته السابقة مع فريق الدفاع الحسني الجديدي، والتي اعتبرها ناجحة بغض النظر عن المشاكل التي واجهته.
وأضاف طارق مصطفى أن حب الفريق وانسجام مكوناته هو ما شجعه على الاستمرار على رأس الإدارة التقنية للسريع، متمنيا أن يقوده إلى بلوغ نصف نهائي كأس العرش، وتحقيق مرتبة مشرفة على مستوى البطولة الاحترافية، شاكرا جماهير الفريق على مساندتها للسريع في السراء والضراء.
< تعاقدت الموسم الماضي مع سريع وادي زم في لإنقاذ الفريق من مخالب النزول إلى بطولة القسم الثاني، ألم تكن مغامرة بالنسبة لكم؟
● صحيح أن المرحلة كانت صعبة، لكن حين يكون المحيط يبعث على التفاؤل والارتياح ينجح المرء في مهامه. هذا الأمر ساعدني في النجاح في مهمتي بفضل تظافر جهود الجميع، وقد كانت المرحلة بالنسبة لي تحد وليست مغامرة. استعنت ب والعمل طبعا، ولم أكن في حیاتي یة، كتحد أولا وكتجربة مفیدة ثانیا، والذي یقبل بالتدریب بعد حسن شحاتة وسط زخم مشاكل عدة بفريق الدفاع الحسني الجديدي، ما كان لیخاف من ركوب أي قطار بدت معيقاته، وما شجعني على قبول معرفتي السابقة بالكرة المغربیة من خلال تجربتي السابقة بالدفاع الجدیدي قبل ثلاث سنوات، فالتحدي والطموح شعاراي في الحیاة.
< ما الأمور التي شجعتك على تمديد مقامك على رأس العارضة التقنية لسريع وادي زم؟
● أعتقد أن حب سریع واد زم واحترامه لي أكبر ربح جنیته، زد على ذلك احترافية المكتب المسير وتشبثه بي لاستكمال البرنامج الذي سطرناه، ثم انضباط اللاعبين وتفانيهم في الدفاع عن ألوان الفريق. كل هذه عوامل حفزتني على مواصلة المشوار. صحيح أن إمكانیات الفريق المادية محدودة، لكن لديه مسیرون في المستوى المطلوب، ما جعلني آخذ فكرة الإمكانیات بعین الاعتبار حین الخوض في موضوع الانتدابات، حتى لا أؤثر سلبا على ميزانية الفريق المتضررة أصلا، هذا بالإضافة إلى أن الفریق من أطیب الناس، فهو جمهور يتنفس كرة القدم، حافز لأي كان بأن ی من أجل إسعاد الناس.
< سبق أن خضت تجربة أولى بالدفاع الحسني الجدیدي والآن بسریع واد زم، كيف تقيم التجربتین؟
● على مستوى طریقة اللعب أو أسالیب التدریب، لیس فرق كبير بین الفريقین. أحاول تطبیق ما كنا نطبقه خلال التجربة الأولى التي كان من تقدیم مستویات جیدة، حیث كنا نقف ندّا قویا في وجه جمیع الفرق، حتى المعروفة بالریادة، والكل يتذكر كیف فزنا أمام الرجاء البيضاوي بمیدانه، وكیف حققنا التعادل أمام الوداد البيضاوي، بعد أن كانوا متفوقین عددیا ومن حیث النتیجة. أما من ناحیة الإمكانیات فلا مجال للمقارنة بین الفریقین، حیث أن إمكانیات الفریق الجدیدي حالیا تض إمكانیات الفرق الكبرى، عكس ما كان متوفرا خلال الفترة التي أشرفت على تدریبه، ويعود الفضل في الانتعاشة المالية إلى الإدارة الجديدة التي عرفت كیف تدبر المرحلة، إذ تركز على الاستثمار من أجل الارتقاء بالفریق بالموازاة مع تحقیق المسطرة، تجربة مستوحاة من الأندیة الأوربیة، حیث یمكن أن یوفر لك بیع لاعب واحد مبلغا محترما لحل كل المشاكل المالیة التي قد تؤثر سلبا على مسار الفریق. أعتقد أنه حان الوقت لیلعب الفریق الجدیدي من أجل الظفر بالألقاب في ظل توفر كل الإمكانیات، عكس الفترة السابقة التي عرف فيها الفريق مشاكل مادیة حالت دون التتويج بالألقاب.
< أنت مقتنع بالتركیبة المتوفرة من اللاعبین؟
● بالتأكيد .. مادام من وضعت فيهم الثقة. هم الآن لم يخيبوا ظني. أنا أركز على تلقینهم أن یلعبوا بالطریقة التي أرید، ولیس العكس، فاللاعب الذي یقنعني من تكون لدیه القابلیة في فلسفتي، ولیس غیر ذلك، مادامت الطریقة التي أحاول أن أشتغل علی تعتمد أساسا على الأداء الجماعي. وعلى ضوء ذلك لدي متطلبات محددة بدقة في اللاعب الذي یصلح من غیره، لذا أنا مقتنع باللاعبین المتوفرین حالیا، جیدون وتتوفر فی الشروط المطلوبة. أتمنى أن یقولوا الموسم.
< ما هو شعور طارق مصطفى وهو يقود سريع واد زم لأول مرة في تاريخه لدور ربع نهائي كأس العرش؟
● هو إحساس وشعور لا يقاس وسيدون بمداد الفخر في تاريخ النادي. طموحنا الآن بات أكبر بعد بلوغ دور الربع. أعتقد أن منافسة الكأس لا يمكن الجزم فيها بمن سيتأهل، فقد تتساوى حظوظ الجميع، وهذه خاصية تطبع الكرة المغربية ،لأنه لا يمكن أن نحدد سلفا الفريق الذي سيفوز بالكأس ونفس الشيء يقال عن البطولة الاحترافية.
< ستواجهون في دور الربع فريق الرجاء البيضاوي، كيف ترى المباراة؟ وهل لديكم الإمكانيات لإحراج الرجاء؟
● الرجاء فريق ألقاب وسيكون مطالبا بالحفاظ على لقب النسخة السابقة، ويقوده مدرب كبير اسمه خوان كارلوس غاريدو، لذلك فمن المنتظر أن تكون مباراة صعبة ولا مجال فيها للأخطاء بالنسبة للسريع. أظن أننا نحظى بامتياز اللعب على أرضنا وأمام جماهيرنا. أكيد أن سريع وادي زم يكبر مع الكبار، ولدينا الطاقات الشابة لمقارعة الرجاء، وسنعمل ما بوسعنا طاقما تقنيا ولاعبين من أجل المرور لدور النصف، وأتمنى أن يسعفنا الحظ أمام الفريق الأخضر.
< ما طموحكم الموسم على مستوى البطولة الاحترافية؟
● أطمح إن شاء الله إلى قيادة الفريق نحو بر الآمان، أي ضمان البقاء مبكرا، وتحديدا بعد نهاية مرحلة الذهاب.و لما لا المنافسة على المراتب الأولى، لأننا نملك فريقا شابا يلعب كرة جماعية. أظن أن كل الظروف مواتية لتحقيق الأهداف المسطرة، وأتمنى أن يكون الحظ بجانبنا، وأن يبعد عنا لعنة الإصابات. كما یعلم الجمیع، فإن البقاء ضمن قسم الصفوة للموسم الثاني توالیا، الأساسي الذي سطّرناه، بالنظر إلى مجموعة من العوامل، من بی التغییر الجذري على مستوى التركيبة البشرية، ثم المستوى العام الذي سیطبع الموسم من خلال النظرة التقنیة لباقي الفرق الأخرى. فعملنا كطاقم تقني منصب على حصول الانسجام داخل المجموعة، ثم بعد ذلك مناقشة كل مباراة على حدة من أجل حصد أكبر عدد من النقاط، لأن كل الفرق مستعدة بشكل جید، وبالنسبة لنا كفریق سنسعى لضمان البقاء، لكن لن ننتظر إلى الدورات الأخیرة لتحقیق المسعى، وسنحاول ضمان البقاء خلال مرحلة النصف الأول من الموسم، حتى یتسنى لنا إتمام ما تبقى منه بأریحیة.
< كیف ترى مستوى الكرة المغربیة وهي تعيش موسمها الاحترافي الثامن؟
● الكرة المغربیة ی أن تدخل الشركات الكبرى على خط الاستثمار في المجال عكس نظی المصریة، لأن الدوري المغربي یضم فرقا قویة جدا، فبإمكان طرح مجال الاحتضان للمنافسة أمام الشركات مثلا، أن یوفر إمكانیات ضخمة أمام الفرق من أجل تنمیة المنتوج الكروي وتقدیمه في ظروف أفضل مما علیه الآن، وذلك عبر الرفع من قیمة اللاعبین محلیا، لأن أول ما یفكر فيه اللاعب المغربي الاحتراف بالخلیج، بغیة تحسین وضعيته الاجتماعية، لأن الفرق المغربیة لا ی أن توفر له المثل. وعلیه فالدوري المغربي لو تم تسویقه بالشكل الأمثل سي طفرة كبرى، وبالتالي سیتمیز عن باقي الدوریات، وسیرتقي إلى مصاف الدوریات الكبرى لا محالة.
< ما هو الفرق بین الكرة المغربیة ونظی المصریة؟
● هناك اختلاف كبير بين الدوريين المغربي والمغربي. فالبطولة المغربیة تعتبرا دوریا تمیزه القوة والسرعة، بدلیل أن لا أحد یعرف مسبقا من یتوج باللقب ولا من ینزل إلى الأقسام الموالیة، عكس البطولة المصریة التي تتحدد فی معالم المرشحین للتتویج والنازلین إلى القسم الموالي بشكل مسبق، إضافة إلى كون الزمالك الناديان المسیطران على المنافسات .
< هل أنت مرتاح بوادي زم؟
● أنا وسط عائلتي الثانية بالمغرب، والشعب المغربي شعب مضياف وناسه طيبون. أنا أمارس حياتي بشكل عادي كما لو أني بمصر. أتابع مباریات كرة القدم في مختلف الدوریات، وأستغل الوقت كذلك للتواصل مع العائلة والأصدقاء. أعشق كرة القدم و وكل شيء یرتبط وعلى العموم فطارق مصطفى جد مرتاح بمدينة وادي زم.
< كلمة أخيرة ..
● أشكر كل من ساعدني على تحقيق ما جئت من أجله، وهو ضمان البقاء بالنسبة للسريع. أشكر الجمهور الذي يعشق فريقه ويدعمه أينما حل وارتحل، وأعدهم بأننا سنكون بتوفيق الله عند حسن ظنهم.
< حاوره: عبد الله مرجان
