مدرب فقد البوصلة…

  فجر فريق المغرب التطواني مفاجأة كبرى بإقصائه الوداد البيضاوي في نصف نهاية كأس العرش لكرة القدم، بعد انتصاره بضربات الجزاء الترجيحية، وانتهاء الوقت القانوني بهدفين لمثلهما.
ويأتي عنصر المفاجأة من كون الفريق التطواني غادر قبل الأسبوع فقط، حظيرة القسم الأول، بعدما احتل المرتبة الخامسة عشرة، بسلم الترتيب العام، مما فجر أزمة عارمة هزته من الداخل.
بعد هذا السقوط المدوي، أصبح مجرد فريق مهزوز نفسيا، قاطع اللاعبون الحصص التدريبية، اختفى مسيروه، سخط الجمهور، كلها عوامل لم تكن في صالح “الحمامة البيضاء”، في مواجهة بطل الموسم، بترسانة من اللاعبين المجربين، أغلبهم يحظى بالصفة أولية، وارتفاع كبير في المعنويات.
كل هذه الفوارق الشاسعة بين الفريقين، لم تمنع التطوانيين من مواصلة الحلم، والتشبث بخيوط الأمل، وهذا ما تحقق بالفعل، إذ جمع الفريق شتاته في آخر لحظة، وسافر إلى مراكش لخوض مباراة كانت تبدو على الورق غير متكافئة، بالنظر إلى الوضعية الحالية المتناقضة، بين بطل الموسم، وفريق عجز عن الحفاظ على مكانته بالدرجة الأولى.
ويعتبر التأهل للمباراة النهاية لكأس العرش، إنصافا للاعبين، الذين أبانوا منذ بداية الموسم، عن طموح كبير، وتمكنوا من تحقيق نتائج لافتة، إلا أن ما حدث خلال الدورات الأخيرة من البطولة، كان شيئًا غريبا وغير مألوف، إذ تجمد رصيده في 32 نقطة لعدة دورات، ولم يستطع إضافة، ولو نقطة واحدة لرصيده، إلى أن غادر بنفس عدد النقط، في سابقة لا من الصعب أن تتكرر.
المؤكد أن إقصاء الوداد في مسابقة الكأس التي لم يفز بها منذ عشرين كاملة، وهو الذي كان يحمل في السابق رقمها القياسي من حيث عدد الفوز، يعتبر إفلاس حقيقي لطاقمه التقني الذي يقوده التونسي فوزي البنزرتي، رغم الإمكانيات المتوفرة، خاصة من حيث وفرة اللاعبين الجاهزين، كلفوا خزينة النادي الشيء الكثير.
والمؤكد أن هذه النتيجة تعتبر مؤلمة بالنسبة لجمهور الوداد، انضافت للإقصاء المر في عصبة الأبطال الأفريقية، أمام كايزر شيفر الجنوب إفريقي، يحدث في وقت كانت فيه جماهيره العريضة تحلم بتحقيق الثلاثية.. عصبة، بطولة وكأس.
إلا أن ما حدث أمام المغرب التطواني، وقبله ضد كايزر شيفر، يؤكد صراحة أن الوداد يعاني كثيرا من غياب طاقم تقني قادر على قيادة فريق بحجم الوداد، بكل ما يتوفر عليه من إمكانيات، لا تقارن بالنسبة لباقي فرق البطولة الوطنية.
فهذه النتائج السلبية خاصة الإقصاء بعصبة الأبطال، وضياع لقب كان من الممكن أن يعزز حضوره على المستويين القاري والدولي، تؤكد أن الوداد في حاجة إلى تغيير ، يجعله قادر على المنافسة بقوة على البطولات والألقاب، كما هو الحال بالنسبة للنادي المصري الأهلي، مع أن المقارنة بين الناديين، تعتير مجحفة نوعا ما، وعلى جميع المستويات.
المنتظر الآن هو موقف رئيس الوداد سعيد الناصري من الإخفاق الذي يلازم فريقه، رغم الاستثمارات المهمة التي قام بها، والتي تؤهله للمنافسة على جميع الواجهات.
هل سيتشبت بهذا المدرب، رغم المطالبة الجماهيرية بالتخلي عنه، وضرورة التعاقد مع مدرب جديد، قادر على قيادة الفريق بالكفاءة المطلوبة؟
أم أنه سيواصل منح ثقته لمدرب أكد بالملموس أنه فقد البوصلة، ولم يعد قادرا على الخلق والإبداع ؟…

>محمد الروحلي

Related posts

Top