مدير الصحة العالمية: اللقاحات من أقوى الاختراعات في تاريخ البشرية والقضاء على الوباء “مسألة اختيار”

أكد الدكتور تيدروس ادهانوم غبريسيوس مدير عام منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات من أقوى الاختراعات في تاريخ البشرية، موضحا إنه بفضل اللقاحات، لم يعد الجدري موجودا، وشلل الأطفال على وشك القضاء عليه، ويمكن الآن الوقاية بسهولة من الأمراض التي كان يخشى منها مثل الدفتيريا والتيتانوس والحصبة والتهاب السحايا.
وقال في بيان إن اللقاحات الجديدة تساعد أيضا في إنقاذ الأرواح من سرطان عنق الرحم والإيبولا والملاريا، مضيفا، أنه في العام الماضي، أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام لقاح الملاريا الأول في العالم على نطاق واسع، والذي يمكن أن ينقذ حياة عشرات الآلاف من الأطفال كل عام. ومع ذلك، توقع غيبريسيوس أن يتجاوز الطلب العرض بكثير في السنوات القادمة. وبالطبع، تساعد اللقاحات في تغيير مسار جائحة كورونا، كما يقول.
إنجاز علمي “مذهل”

وأضاف أن تطوير اللقاح الأول والموافقة عليه في غضون 12 شهرا من تحديد هذا الفيروس التاجي الجديد كورونا يعد إنجازا علميا مذهلا، لكن هذا الانتصار العلمي تم تقويضه بسبب عدم المساواة الهائلة في الوصول إلى هذه الأدوات المنقذة للحياة.
ووفقا للاتجاهات الحالية، هناك 116 دولة خارج المسار الصحيح لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في تطعيم 70% من سكان كل بلد بحلول منتصف هذا العام، ولم يتلق أكثر من 80% من سكان إفريقيا جرعة واحدة بعد.
وأوضح، أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لعبوا دورا حيويا في معالجة هذه التفاوتات من خلال مسرع توفير أدوات كورونا (ACT)  وركيزة مرفق كوفاكس لتوفير لقاحات كورونا التابع للمنظمة (COVAX). واشاد بالاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء فيه لإنشاء صندوق اقتناء اللقاحات الأفريقي  (AVAT)، مشيرا إلى أنه بفضل هذه الآليات، نتغلب الآن على بعض قيود العرض التي واجهناها العام الماضي.
ودعا جميع البلدان إلى سد فجوة التمويل العاجلة لـ (ACT Accelerator) البالغة 16 مليار دولار أمريكي، لإتاحة اللقاحات والاختبارات والعلاجات ومعدات الوقاية الشخصية في كل مكان. في الوقت نفسه، أكد على ضرورة تعلم الدروس التي يلقننا إياها الوباء، ومن أكثر الأمور وضوحا الحاجة الملحة لزيادة الإنتاج المحلي للقاحات، لاسيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لهذا السبب أنشأت منظمة الصحة العالمية والعديد من الشركاء مركزا لنقل التكنولوجيا للقاحات (mRNA) في جنوب إفريقيا، لتمكين المصنعين من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من تلقي التدريب والتراخيص لإنتاج لقاحاتهم الخاصة.
وأشار أيضا إلى جهود المنظمة في تعزيز القدرات التنظيمية في هذه البلدان حيث يمكن أن تلعب وكالة الأدوية الأفريقية دورا مهما للغاية، خاصة بعد أن قام أحد الشركاء في المركز، وشركة افريجين (Afrigen)، بتطوير لقاح يعتمد على تقنية (mRNA)، بناء على المعلومات المتاحة للجمهور حول تكوين لقاح موجود.
خطر ظهور متحور جديد

من دهة أخرى، حذر غبريسيوس من البديل التالي لفيروس كورونا، مشيرا إلى أن الوصول غير العادل للقاحات والتشخيصات في العديد من البلدان، جنبا إلى جنب مع ارتفاع معدل انتقال العدوى، يخلق بيئة مواتية لتطور المتغيرات الجديدة، وأنه كلما استمر هذا الأمر، فقد يؤدي إلى استمرار الوباء.
وقال، إن الاعتقاد بأن الوباء قد انتهى بسبب التغطية العالية للقاحات يمكن أن يكون “خطيرا”، كما دحض الادعاءات القائلة بأن متغير أوميكرون  كان أقل حده.
وأشار تيدروس، إلى أن 70 ألف شخص يموتون كل أسبوع بسبب مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه، وأن 83% من سكان أفريقيا لم يتلقوا بعد جرعة واحدة من لقاح كورونا، مضيفا أنه مؤسسات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم كانت تجهد وتتعثر تحت عبء الحالات، وتابع: “في الواقع، فإن الظروف ما زالت مثالية لظهور متغيرات أكثر قابلية للانتقال وأكثر خطورة”.
“القضاء على الوباء مسألة اختيار”

وأوضح تيدروس، كانت هناك حاجة إلى موارد كبيرة على الصعيدين الوطني والعالمي لضمان الأمن الصحي العالمي، وشدد على أن أي جهد لتعزيز هيكل الأمن الصحي العالمي لا يمكن أن ينجح إلا إذا تم إعطاء الأولوية لدور منظمة الصحة العالمية على إنشاء آليات جديدة.
وقال “نحن بحاجة إلى تعاون في مواجهة التهديدات المشتركة”. نحن بحاجة إلى أنظمة وأدوات أقوى للوقاية من الجوائح المقبلة واكتشافها والاستجابة لها بشكل أسرع، وردا على سؤال حول متى سينتهي الوباء، قال: “سينتهي عندما نختار إنهاءه، لأنه، في نهاية المطاف، ليست مسألة صدفة، إنها مسألة اختيار”.

Related posts

Top