مع ياسر الشايب تأسيس المكتب المتوسطي للشباب يخدم المصالح المشتركة العربية الأوروبية

ماذا يمثل بالنسبة لكم إحداث المكتب المتوسطي للشباب؟

– هذا المشروع مهم جدا لأنه يخدم المصالح المشتركة العربية الأروبية، فهو يسهل حركة تنقل الشباب الدارسين بجامعات الدول المتوسطية سواء منها العربية أو الأروبية، وهو يهدف إلى تمكين هؤلاء الشباب الذين يطمحون إلى استكمال دراسة الماجستير وجزء من الدكتوراه في إحدى الجامعات الأخرى التي يختارها الطالب، على أساس أن يحظى الطلب بموافقة الجامعة المستقبلة، وذلك في إطار عربي متوسطي أوروبي.

 

وهذا الأمر سيتيح لطلاب الضفة الجنوبية حرية التنقل خاصة وأن الطلبة سواء في المغرب أو مصر أو دول أخرى من دول الضفة الجنوبية للمتوسط يقصدون دول الضفة الشمالية لمتابعة دراساتهم العليا وفي معظم الأحيان لا يعودون إلى بلدانهم.

 

 

* هل معنى هذا أن مشروع إحداث هذا المكتب يأتي لوقف هجرة الكفاءات التي تتعرض لها مجتمعات الضفة الجنوبية؟

– عدد من البلدان جنوب المتوسط يغادر طلابها للدارسة بالجامعات الأوروبية ويستقرون هناك، فـمثلا، 70% من الطلبة الجزائريين الذين يقصدون أوروبا لمتابعة دراساتهم لا يعودون، ونحن نحبذ أن نتابع ونرافق الطالب المسافر  لبلد أروبي  لمتابعة دراسته، وهذا الأمر في نظري يضمن للطالب دراسة آخر ما توصل إليه العلم والعودة إلى بلده عند انتهاء التحصيل.

* ألا تعتقدون أن اختيار التعليم والتكوين للشباب عبر إحداث هذا المكتب هو محاولة للتغلب على التعثر الذي يرافق مسار بناء الاتحاد من أجل المتوسط؟

– مشروع الاتحاد من أجل المتوسط واجهته الكثير مشاكل كثيرة، ولا أحد يمكنه نكران ذلك، وحاليا لا يمكن القول  بفشل مسار الاتحاد الذي  مازال قائما ويتوفر على رئيس، و حسب ما يروج من معلومات فإن المغرب وإسبانيا سيتسلمان الرئاسة للسنوات الثلاث القادمة. وفي رأيي أن المشكلة التي عانى منها الاتحاد تتمثل في كونه لم تتم مصاحبته كمشروع من طرف الدول المشاركة فيه عبر إقامة صندوق مشترك للتمويل، فمشروع الاتحاد من أجل المتوسط يعد فكرة هامة على اعتبار أنه ملأ الفراغ الذي نتج عن توقف عملية برشلونة. ويلاحظ أن هناك الكثيرين الذين يتوقعون فشل مسار الاتحاد، أما أنا فعلى العكس من ذلك متفائل بمستقبله.

* هناك من يقول أن أزمة الشرق الأوسط تلقي بظلالها بشكل حاد على بناء الاتحاد وأنه نتيجة ذلك لن يتمكن من تحقيق الأهداف التي أنشأ من أجلها؟

– بالتأكيد أن مشكلة الشرق الأوسط أثرت بقوة على مسار الاتحاد من أجل المتوسط، وهناك العديد من اللقاءات التي لم تعقد بسبب ذلك، ورغم ذلك فإني لا أعتقد أن مشكلة الشرق ألأوسط ستؤدي إلى فشل مشروع الاتحاد، فهي لم تفشل عملية برشلونة بالرغم من أن المشاكل كانت آنذاك أكثر حدة مما هي عليه الآن.

Top