ملف عالمي لحدث قاري

يستعد المغرب لوضع ملف ترشيحه لاحتضان دورة كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم لسنة 2025.
جاء هذا المستجد مباشرة بعد قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، بسحب التنظيم من دولة غينيا، نظرا لعدم جاهزية البنيات التحتية التي وعدت بتقديمها، حيث وقف رئيس (الكاف) باتريس موتسيبي بنفسه على حجم التأخر الذي تعرفه عملية الاستجابة لبنود دفتر التحملات.
والمغرب الذي عود أسرة كرة القدم الافريقية دائما على الاستجابة الفورية، كلما كانت الحاجة إلى دوره الرائد في كل القضايا الحيوية، وفي جميع المجالات، يقدم نفسه مرة أخرى، كمنقذ قادر على رفع التحدي، وجعل نسخة “الكان” لسنة 2025، من أنجح النسخ في تاريخ هذه التظاهرة على الإطلاق.
متسلحا بقيمة تجهيزاته وبنياته التحتية المتميزة، يبدو المغرب جاهزا، ليس فقط على مستوى الملاعب المنتشرة في كل الجهات والمناطق، بما في ذلك ملاعب التداريب، ولكن أيضا هناك جودة الطرق والفنادق ووسائل النقل والاتصال، والبنيات السياحية المختلفة، ومرافق الإقامة والترفيه والأمن، وغيرها من الأسس الضامنة لاحتضان حدث قاري بمواصفات دولية…
والإيجابي، أنه قبل وضع الترشيح الرسمي، بدأ الحديث عن مضامين الملف المغربي، وبكثير من التفاصيل والمعطيات الملموسة، وهذه مسألة طبيعية، نظرا لكون التجهيزات الرياضية والبنيات التحتية، أصبحت معروفة بكل المدن المغربية…
هناك مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، مجمع مولاي عبد الله بالرباط، الملعب الكبير بفاس، ملعب أدرار بأكادير، ملعب مراكش، ملعب ابن بطوطة بطنجة، المركب الشرفي بوجدة، الملعب البلدي ببركان، المركب الجديد بالحسيمة، ملعب سانية الرمل بتطوان.
وهناك ملاعب أخرى يمكن الاحتفاظ بها ضمن خانة الاحتياط، تتم الاستعانة بها كلما دعت الضرروة لذلك، كالملعب البلدي بالقنيطرة والعبدي بالجديدة…
إذن المغرب جاهز على جميع المستويات، ليس فقط استجابة لبنود دفتر التحملات، بل للمنافسة بقوة في حالة تقدمت بلدان أخرى بملفاتها، خاصة وأن هناك جهات من داخل القارة وخارجها، أصبحت لا تنظر بعين الرضا للدور الرائد الذي أصبح يلعبه المغرب، وتسعى لمحاربته، بوضع العراقيل أمام طموحاته المشروعة والمبنية على مبدأ رابح رابح…
مرة أخرى المغرب جاهز لتقديم صورة مشرقة عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في جمع شمل الأفارقة، وإظهار للعالم أن العائلة الأفريقية ليست في حاجة إلى وصاية من أية جهة كانت، وأنها قادرة على تدبير خلافاتها الداخلية بكثير من الرقي والتضامن الإنساني والمنفعة المتبادلة، وراء المغرب المنتمي لقارة ينصت لمطالبها وهمومها، ويترجم طموحات شبابها التواق إلى الاستفادة من خيرات قارة مفتوحة على كل التحديات…
فمرحبا بكم على أرض المغرب، ولتكن دورة 2025، عرسا حقيقيا تعبر فيه القارة بصدق عن طموحها وأمالها العريضة، واستشرافها للمستقبل بعيون أكثر تفاؤلا…

>محمد الروحلي

Top