حضت منظمة الصحة العالمية دول العالم أول أمس الاثنين على الاستعداد لـ»وباء عالمي محتمل» في وقت دفع تسجيل إصابات ووفيات جديدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا إلى جهود أكثر صرامة لتقييد لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
وواصل عدد الوفيات في الصين ارتفاعه مع تأكيدk ما رفع العدد الرسمي للوفيات إلى نحو 2698.
وتصر السلطات الصينية على أنها احتوت الفيروس، مشيرة إلى تراجع معدلات الإصابات بفضل إجراءات إغلاق وحجر صحي في بؤرة تفشي المرض أو محيطها.
لكن تسارع انتشار الفيروس في أجزاء أخرى من العالم خلال الأسبوع الماضي، لتظهر بؤر جديدة في إيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا.
وأعلنت وفيات في كل من هذه الدول الاثنين، بينما سجلت أفغانستان والبحرين والكويت وأفغانستان والعراق وسلطنة عمان أولى الإصابات بالفيروس لديها.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن على دول العالم «القيام بكل ما هو ممكن للاستعداد لوباء عالمي محتمل»، لكنه شدد على أن الهيئة الدولية لا تعتبر أن الوضع بلغ هذه المرحلة بعد.
وقال للصحافيين في جنيف إن «الزيادة المفاجئة في عدد الإصابات في إيطاليا وجمهورية إيران الإسلامية وجمهورية كوريا (الجنوبية) مقلقلة للغاية».
وتوقع مسؤولون آخرون في المنظمة بقاء الفيروس «لشهور».
وأسفرت التطورات عن هبوط أسواق الأسهم وأسعار النفط العالمية بينما لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن.
وعززت السلطات جهودها لاحتواء تفش ي الفيروس، فسعت لإغلاق حدودها وأصدرت أوامر للناس بالتزام منازلهم ومنعت سفرهم.
لكن خبراء حذروا من أن الفيروس الذي أطلق عليه رسميا «كوفيد-19» سينتشر على الأرجح بسهولة أشبه بطريقة انتشار الإنفلونزا الموسمية العادية.
وقال الأستاذ المساعد في مجال علم الأحياء الدقيقة الخليوية لدى جامعة «ريدنغ» في بريطانيا سايمون كلارك «يبدو أن الفيروس قادر على الانتقال من شخص لآخر بدون ظهور أي عوارض، ما يجعل مهمة تعقبه صعبة للغاية، بغض النظر عما تقوم به السلطات الصحية».
وفي إيران، ارتفع عدد الوفيات جراء الفيروس الاثنين إلى 12 وهو العدد الأعلى خارج الصين.
وسرت مخاوف من أن الوضع في إيران قد يكون أسوأ مما أقر ته السلطات، بينما نقلت وكالة وكالة «إيلنا» الإيرانية القريبة من الإصلاحيين عن نائب في مدينة قم التي كانت الأكثر تأثرا بالفيروس قوله إن 50 شخصا توفوا فيها بكورونا المستجد.
ونفت الحكومة الإيرانية التقرير، متعهدة الشفافية.
ومع ذلك، لم تتحدث السلطات إلا عن 64 إصابة في إيران، وهو عدد صغير بالنسبة لعدد الوفيات، ما قد يعني معدل الوفيات قد يكون مرتفعا جدا.
وفي الصين، توفي 2592 شخصا من أصل 77 ألف إصابة.
وشهدت كوريا الجنوبية ارتفاعا سريعا في عدد الإصابات منذ ظهرت مجموعة من الإصابات وسط طائفة دينية في مدينة دايغو (جنوب) الأسبوع الماضي.
وتم تسجيل أكثر من مئتي إصابة وحالتي وفاة إضافيتين في كوريا الجنوبية الاثنين، ما رفع إجمالي عدد الإصابات إلى أكثر من 830، وهو أكبر عدد حتى الآن يتم تسجيله خارج الصين.
وتوفي ثمانية أشخاص بالفيروس في كوريا الجنوبية حيث أعلن الرئيس مون جاي-إن في عطلة نهاية الأسبوع رفع درجة التأهب من الفيروس إلى أعلى درجة (أحمر).
وفي إطار جهود احتواء الفيروس، تم تمديد عطل المدارس على الصعيد الوطني بينما صدرت أوامر لسكان مدينة دايغو البالغ عددهم 2.5 مليون بالتزام منازلهم.
وأعلنت السلطات في هونغ كونغ أنها ستمنع دخول الواصلين من كوريا الجنوبية، عدا سكانها العائدين، اعتبارا من الثلاثاء.
وأعلنت مونغوليا في وقت سابق كذلك منع هبوط الرحلات القادمة من كوريا الجنوبية بينما أعلنت سلطنة عمان تعليق جميع رحلات الطيران من وإلى إيران.
وازدادت المخاوف كذلك في أوروبا، مع إعلان إيطاليا عن حالتي وفاة جديدتين الاثنين، ليرتفع المجموع إلى خمسة.
وأصيب أكثر من 200 شخص في إيطاليا حيث تم تأجيل عدة مباريات لكرة القدم ضمن دوري الدرجة الأولى الإيطالي في عطلة نهاية الأسبوع .
وتم كذلك تعليق مهرجان فينيسيا الشهير فيما ألغيت عدة عروض أزياء ضمن أسبوع الموضة في ميلانو.
وصدرت أوامر لأكثر من 50 ألف شخص في نحو عشر بلدات في شمال إيطاليا بالتزام منازلهم بينما أقامت الشرطة نقاط تفتيش لتطبيق الحظر.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن السكان قد يواجهون إجراءات حظر تستمر لأسابيع.
وتم عزل حافلة وصلت إلى مدينة ليون الفرنسية من ميلانو لعدة ساعات الاثنين بعدما أظهر السائق عوارض إصابة محتملة بكورونا المستجد.
ويؤثر الفيروس بشكل متزايد على الاقتصاد العالمي، مع إغلاق العديد من المصانع في الصين أو انخفاض عدد العاملين فيها بسبب إجراءات الحجر الصحي.
وحذر صندوق النقد الدولي الأحد من أن الفيروس يشكل تهديدا للتعافي «الهش» أصلا للاقتصاد العالمي، بينما أشار البيت الأبيض إلى أن إغلاق شركات ومصانع في الصين سيؤثر على الولايات المتحدة.
وأرجأت الصين إلى أجل غير مسمى الاثنين الاجتماع السنوي لبرلمانها بسبب فيروس كورونا المستجد، لأول مرة منذ الثورة الثقافية في ستينيات القرن الماضي.
وأشاد رئيس بعثة الخبراء المشتركين بين منظمة الصحة والصين بروس أليوارد خلال مؤتمر صحافي في بكين بالإجراءات الصينية التي تم اتخاذها لاحتواء المرض والتي أشار إلى أنها منعت على الأرجح مئات آلاف الإصابات، لكنه أوضح أن الوقت حان لرفع بعض القيود.
وقال «يريدون بوضوح إعادة المجتمع إلى شكله الطبيعي بدرجة أكبر (…) لأن الفيروس قد يبقى (…) لشهور».
< أ.ف.ب