باعتبار حفل افتتاح مهرجان موازين – موسيقى العالم، يشكل دائما لحظة خاصة، غنية بالأحاسيس والعواطف، عاش الجمهور ليلة الجمعة، لحظات استثنائية وساحرة بمسرح محمد الخامس مع الأسطورة الحية شارل أزنفور، الذي أمتع الحضور الكثيف بأغانيه الخالدة. موضحا أنه حصل على لقب “فنان القرن” من قبل “سي إن إن” سنة 1988، وخاض مسارا فريدا امتد على 70 سنة. في رصيده أزيد من 100 مليون أسطوانة مباعة، و1200 أغنية، و80 فيلما، و294 ألبوما، المئات من الأسطوانات الذهبية، والبلاتينية والماسية، والآلاف من الحفلات في 94 بلدا عبر العالم.
وكانت منصة السويسي أيضا ضمن النجوم، حيث خلفت البريطانية إيلي غولدينغ، ذات 30 مليون ألبوم مباع، انطباعا قويا بإيقاعات الإلكترو بوب التي سحرت الجمهور وأسهمت في نجاحها منذ أولى ألبوماتها في سنة 2010، حسب البلاغ. وتتميز غولدوين بحضور قوي على الشبكات الاجتماعية حيث تتوفر على 30 مليون منخرط، وأظهرت الفنانة للجمهور مكانتها في عالم الموسيقى حيث راكمت الجوائز وإعجاب النقاد الذي استحقته بجدارة.
وأتاحت منصة النهضة “كفضاء متميز للتعبير الموسيقي الشرقي، بدورها لحظات قوية للموسيقى مع المطرب سامي يوسف، كاتب الكلمات، والملحن، والمغني والشاعر ويهتم هذا الفنان المبدع وبشغف كبير بأصالة التراث التقليدي. هذا الالتزام خوله بيع أزيد من 34 مليون أسطوانة وإحداث ثورة في فن “الأناشيد” بإعطاء انطلاقة ولادة نوع موسيقي جديد.
وحيث أن موازين كان دائما مرتبطا بالفنانين المغاربة، احتفظ بمكانة خاصة للمغنيين والمطربين بالمملكة. حيث كانت منصة سلا مسرحا للأداء المميز للعديد من الأسماء في الرصيد الوطني” من أمثال فاطمة الزهراء لعروسي، وطهور، ولطيفة رأفت وأوركسترا ركراكي وعبد الرحيم الصويري.
وكمهرجان إفريقي ملتزم في تثمين جميع أنواع موسيقى القارة، كان موازين في هذه السهرة الأولى أسمى فضاء لتمازج الأجناس. على منصة أبي رقراق، باناش كولتور ألقى مزيجا رائعا من العديد من الأساليب الموسيقية: من الريغي الخام المنفتح على التأثيرات الشرقية والأنغام بشمال أفريقيا. وخاضت الفرقة بتفوق مواضيع الحياة اليومية، “كل ذلك في قالب مليء بالطاقة الإيجابية الذي سافر بالجمهور إلى عالم موسيقي أخاذ ومبتكر” طبقا للبلاغ.
ويعتبر مهرجان موازين إيقاعات العالم، الذي أنشئ سنة 2001، موعدا لامحيد عنه لهواة وعشاق الموسيقى بالمغرب. ومن خلال أزيد من مليونين من الحضور لكل دورة من دوراته الأخيرة، فإنه يعد ثاني أكبر التظاهرات الثقافية في العالم.
ويقترح موازين الذي ينظم طيلة تسعة أيام من شهر ماي من كل سنة، برمجة غنية تجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، ويجعل من مدينتي الرباط وسلا مسرحا لملتقيات متميزة بين الجمهور وتشكيلة من الفنانين المرموقين. ويرسخ مهرجان موازين باستمرار التزامه في مجال النهوض بالموسيقى المغربية، حيث يكرس نصف برمجته لمواهب الساحة الوطنية الفنية. ويقترح مهرجان موازين الحامل لقيم السلم، والانفتاح، والتسامح والاحترام، ولوجا مجانيا لـ 90 في المائة من حفلاته، جاعلا من ولوج الجماهير مهمة أساسية. وعلاوة على ذلك، يعتبر المهرجان دعامة أساسية للاقتصاد السياحي الجهوي وفاعلا من الدرجة الأولى في مجال خلق صناعة حقيقية للفرجة بالمغرب.
وتم إحداث جمعية “مغرب الثقافات” خلال الجمع العام الذي انعقد بالرباط يوم 23 أكتوبر 2001 وفقا لمقتضيات ظهير 15 نونبر 1958، وهي جمعية غير ربحية تسعى، بالدرجة الأولى، إلى ضمان تنشيط ثقافي وفني من مستوى مهني عالي يليق بعاصمة المملكة لفائدة جمهور جهة الرباط سلا زمور زعير. ولتكريس القيم الأساسية للسياسة التنموية، عملت جمعية مغرب الثقافات على ترسيخ هذه المهمة النبيلة عبر إطلاق “مهرجان موازين – إيقاعات العالم” إلى جانب تظاهرات مختلفة، وملتقيات متعددة التخصصات، ومعارض الفنون التشكيلية، والحفلات الموسيقية والفنية.
مهرجان موازين لحظة استثنائية خاصة في المشهد الفني الوطني ونافذة لتكريس قيم الانفتاح المغربي
الوسوم