نبيل بنعبدالله: ندير يعتة كان وطنيا غيورا ومناضلا اشتراكيا تقدميا ويساريا صنديدا

بحضور نخبة وقامات من عالم السياسة والإعلام والثقافة وحقوق الإنسان والاقتصاد والفن، احتضن المقر المركزي لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط، مساء أول أمس الثلاثاء، حفل تقديم كتاب “هكذا كان يقول ندير يعتة”، الذي استعادت فيه نجلة الراحل سوسن يعتة رصيدا من كتابات الصحفي الشامخ ندير يعتة التي طبعت مرحلة بالغة الأهمية من تاريخ المغرب الحديث، وشكلت كلمات مقالات وصاحب عمود “ولكن يقول الآخر” جرس تنبيه لأصحاب القرار في فترة كان حمل القلم والكتابة الصحفية واجهة أساسية من واجهات النضال الحزبي والسياسي.
وقال نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في كلمة ألقاها في هذا اللقاء الذي جاء تنظيمه على بعد يومين من عقد حزب الكتاب لمؤتمره الحادي عشر، “إن ندير يعتة كان من الأسماء التي فرضت مكانتها في الساحة الإعلامية، بل داخل الحزب، حيث كان شخصية تحظى باحترام وتقدير في كلا الفضاءين، ليس لانتمائه لعائلة يعتة وحمله اسم يعتة، ولكن لأنه كان ندير يعتة، بل استطاع أن يحوز على تقدير وحضور دولي حيث حصل على اعترافات كثيرة على هذا المستوى”.


واستحضر الأمين العام، في كلمته بمناسبة هذا الحفل، خصال شخصية الراحل ندير يعتة المتفردة والمتعددة، معتبرا إياه وطنيا غيورا، ومناضلا اشتراكيا تقدميا، ويساريا صنديدا، يدافع عن مواقفه لكن في ذات الوقت كان رجل الانفتاح والحوار، ساهم بشكل كبير رفقة رفاق قياديين في الحزب في تجديد النفس الحزبي وفي أن يستمر حزب التقدم والاشتراكية إلى يومنا هذا، حيث كان لايخشى أن يدخل في بعض المجالات الجديدة التي لم يكن للحزب موقف واضح منها وكان تأثيره على هذا المستوى بالغا في رفاق الحزب”.
وقدم نبيل بنعبد الله محطات الإعداد لهذا الكتاب الذي كان مشروعا حمله أعضاء الحزب، وعلى رأسهم الراحل علي يعتة، منذ الذكرى الأربعينية لوفاة ندير يعتة، مستعرضا تفاصيل واقعة غريبة، ذلك أنه أثناء الإعداد لهذا المشروع، يقول المتحدث، ضاع الملف الذي كان يضم المقالات التي كان يكتبها وينشرها الراحل في جريدة البيان الصادرة باللغة الفرنسية، ولم يتم العثور عليه ليلغى إصدار الكتاب.
وثمن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عاليا المبادرة الخلاقة التي قامت بها نجلة الراحل ندير يعتة، سوسن يعتة، المتمثلة في الإعداد لمشروع إصدار كتاب يضم بين دفتيه مختارات من المقالات القيمة خطها الراحل والتي تؤرخ لمرحلة من مراحل المغرب الحديث، مقالات تناولت بالتحليل مختلف المواضيع والقضايا التي ترصد الوضع السياسي والواقع الاجتماعي والاقتصادي، وقضايا المحيط الإقليمي والدولي.
وأشار في هذا الصدد إلى المجهود الكبير الذي قامت به سوسن يعتة، عبر التنقل لمختلف المؤسسات من أجل تجميع مقالات ندير يعتة، منها المكتبة الوطنية الفرنسية التي تتوفر على كل ما كان ينشر في المغرب طيلة القرن الماضي إلى غاية العشرين سنة الأخيرة، كما أشاد بالعطاء اللامتناهي الذي أبداه الناشر عبد القادر الرتناني، مدير دار نشر “ملتقى الطرق”، الذي تكلف على نفقته بطبع وإصدار الكتاب.
ومن جهتها، كشفت سوسن يعتة نجلة الراحل ندير يعتة، عن الدوافع المتعددة التي أدت بها إلى أخذ المبادرة لإصدار كتاب “هكذا قال ندير يعتة”، أبرزها الوفاء لروح أب استثنائي شكل علما وشخصية متفردة سياسيا وإعلاميا، فضلا عن إخراج وثائق تخص الموروث الإيديولوجي والتاريخي لعائلة يعتة، ليطلع عليها الجيل الجديد من العائلة.


كما أن المبادرة، تشير سوسن يعتة تسعى إلى إبراز الأفكار التي تضمنتها الكتابات الصحفية لندير يعتة الذي يختزل مرحلة مهمة من تاريخ المغرب، خاصة وأن الأمر يتعلق بنجل مؤسس الحزب الشيوعي المغربي وحزب التحرر والاشتراكية ثم حزب التقدم والاشتراكية، مشيرة إلى أن ما جمعته من آلاف المقالات بلغت نحو 3000 مادة بين مقالات وحوارات.
من جانبه، أشار عبد القادر الرتناني، إلى ما يشكله الراحل كقامة صحفية في المغرب بل في الساحة العربية والعالم، بكتابته وبعد رؤيته الثاقبة، حيث كان صحفيا لامعا من خلال أسلوبه ومنهجتيه والأفكار الطلائعية التي كانت تضمها مقالاته، لافتا إلى ما حظي به الراحل نتيجة ذلك من تقدير مستحق على المستوى العريي حيث حصل بالعاصمة الأردنية عمان على جائزة كاتب أفضل افتتاحية التي يمنحها صندوق الأمم المتحدة للسكان، وذلك سنة 1987، كما كان من بين الصحفيين الأربعة الذين حضوا باستقبال بالبيت الأبيض بواشنطن الذين أجروا حوارا تاريخيا مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب.

< فنن العفاني
تصوير: رضوان موسى

Related posts

Top