من المنتظر أن يستفيد حوالي ربع مليون (250 ألف) طفل وطفلة هذه السنة من برنامج التخييم الوطني برسم هذه السنة، حيث كشفت وزارة الشببة والرياضة رفقة شركائها ممثلة في الجامعة الوطنية للتخييم عن طموحها لتحقيق هذا الرقم الذي سيتوزع بين135 ألف مستفيد من المخيمات القارة الموضوعاتية و70 ألف مستفيد من المخيمات الحضرية والقرب، و30 الف مستفيد من لقاءات اليافعين و5 ألاف مستفيد من اللقاءات الإعدادية، ضمنهم أطفال من بلدان صديقة وشقيقة بإفريقيا، وأبناء المهاجرين الأجانب بالمغرب الذين تمت تسوية وضعيتهم القانونية.
وأفاد خالد برجاوي، وزير الشباب والرياضة بالنيابة، وزير التربية والتكوين، أن هذا العرض الذي تم إطلاقه تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، تطمح الوزارة من خلاله هذه السنة إلى تمكين أكبر عدد من الأطفال من الاستفادة من التخييم، بحيث يصل العدد إلى حدود ربع مليون طفل، مشيرا أن الوزارة بتعاون مع الجامعة الوطنية للتخييم عملت على توسيع شبكة الفضاءات المخصصة للتخييم، من خلال توفير أماكن جديدة ممثلة في المؤسسات التعليمية وجعلها رهن إشارة الجمعيات التي ستشارك في العملية.
وقال الوزير في هذا الصدد «إن الوزارة قامت رفقة شريكها الأساسي ممثلا في الجامعة الوطنية للتخييم بتهييء الظروف والفضاءات المناسبة للتخييم، بحيث تم إصلاح الكثير من فضاءات للتخييم جديدة الموزعة عبر مجموع أنحاء الوطن، وساء في المدن أو القرى وكذلك تم إصلاح الكثير من العيوب التي لحقتها»، مبرزا أن وزارة الشبيبة والرياضة بتعاون مع وزارة التربية والتكوين المهني سيعملان هذه السنة على مأسسة هذه الشراكة للتمكن من استغلال أكبر لشبكة من المدارس والمؤسسات التعليمية.
وأفاد أن توسيع الشبكة الخاصة بفضاءات التخييم تأتي في إطار تنزيل مضامين خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش للعام الماضي، والذي حث فيه جلالته القطاعات الوزارية على تقديم رعاية خاصة للعالم القروي والمناطق الجبلية، مشيرا ان الوزارة رفقة شركائها ستحرص هذه السنة بشكل كامل على مراعاة مقاربة الإنصاف وتكافؤ الفرص وتمكين الفئات الهشة والتي لم تستفد من قبل من البرنامج من الاستفادة من العملية.
ولفت الوزير إلى الخاصية التي تطبع العرض الوطني للتخييم لهذه السنة، ذلك أنه وطنيا يتم تنزيل نظام الجهوية، مشيرا ان الوزارة عملت في هذا الصدد على هيكلة المديريات التابعة لها وفق هذا المنظور، ترجمت عبر 12 مديرية جهوية، والتي باتت لها الصلاحية الكاملة للمساهمة واتخاذ القرار فيما يخص التخييم، فضلا عن اضطلاعها بدور في توفير خدمات القرب، والسهر بعناية على مرور هذا العرض في أحسن الظروف.
هذا فيما الخاصية الأخرى ترتبط بظروف دولية، تتمثل في عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، وهو البعد الذي سيتم اتخاذه بشكل أكثر زخامة وبشكل مؤسساتي، بحث سيتم طرح عروض للتخييم لفائدة الأطفال من البلدان الإفريقية الصديقة بشكل مكثف، علما أن العرض كان مطروحا في السابق، بما فيهم أبناء المهاجرين الأفارقة الذين تمت تسوية وضعيتهم، وكذا المهاجرين الأجانب المنحدرين من بلدان أخرى.
وفي موضوع ذي صلة، كشف الوزير في تصريح لوسائل الإعلام بشأن مخيم الهرهورة الذي كان سيتم إغلاقه، أن وضع هذا المخيم لن يطرأ عليه أي تغيير، وأنه لازال يعد من الفضاءات المعدة للتخييم، موضحا أن الوزارة تبذل مجهودا بتنسيق مع المندوبية السامية المياه والغابات للعمل على استمرارية خدمات هذا المخيم، ولكن وفق منظور جديد يحافظ على البيئة ويقدم في ذات الوقت خدمة في المستوى، مؤكدا بالقول «إن هذا الأمر سيتطلب مشاورات ومجهودات من قبل الطرفين «.
ومن جهته، اعتبر محمد قرطيطي رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، أن أهم المؤشرات والمعطيات التي ستطبع البرنامج الوطني للتخييم لهذه السنة والذي يحمل هذه السنة شعار «المخيمات فضاء للإبداع»، هو الطموح في أن يرتفع عدد طلبات الجمعيات المحلية إلى 500 طلب عوض 404 خلال السنة الفارطة، وكذلك بالنسبة للجمعيات الوطنية والمتعددة الفروع أن يرتفع عددها إلى 70 و75 جمعية من أصل 52 جمعية التي تمت معالجة ملفاتها السنة الماضية «.
وأضاف أن أحد جوانب التميز لهذه السنة أيضا أن خارطة التخييم ستعرف توجها جديدا، حيث من المقرر أن يرتفع عدد المخيمات التي توجد تحت وصاية وزارة الشيبة والرياضة من 45 إلى 50، وذلك بفضل إدخال فضاءات جديدة تم هيكلتها وإصلاحها وتجهيزها، بمدن طنجة، المحمدية، العرائش وجزء من رأس الماء بمنطقة لأطلس المتوسط.
وأوضح أن هذه الفضاءات تتوفر على 106 من المخيمات الفرعية وهي التي من المنتظر أن تستقبل أكبر عدد من الأطفال والشباب، بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية التي وضعتها وزارة التربية والتكوين المهني رهن إشارة العملية في إطار عملية شراكة، حيث ستتم الاستفادة منها بشكل مقنن عبر تعاقد بين الجمعيات المستفيدة ووزارة التربية من جهة ووزارة الشبيبة والرياضة، من جهة أخرى، على أساس أن تحرص الجمعيات عند انتهاء فترة التخييم على ترك المؤسسات التعليمية في أحسن حال عند مغادرتها.
وكشف بشأن مسألة تأطير الأطفال، عن مشاركة حوالي 15 ألف شاب، من الذين استفادوا من دورات تكوينية على مراحل متعددة، مبرزا أن محطة التكوين كل سنة تهم مستوى المنشطين ومدراء الإدارة التربوية، ومكوني التدريب وتداريب التخصص، حيث يستفيد منها سنويا 10 آلاف من الشباب المشارك، وذلك في إطار تجديد الموارد البشرية من حيث التكوين والتأطير والتنشيط.
كما أشار أن الجامعة ستعمل هذه السنة على دعم الإدارة التربوية حتى تكون البرامج مفيدة، وكذا دعم الحكامة التدبيرية بإحداث لجنة القيادة، وبإحداث لجنة للأخلاقيات ولجنة لفحص الفضاءات وذلك ضمانا لولوج الأطفال لهذه المرافق بشكل جيد.
فنن العفاني
نحو استفادة 250 ألف طفلة وطفلا من التخييم عام 2017
الوسوم