شكلت زيارة ممثلي الإعلام الوطنية لمركز محمد السادس لكرة القدم، أول أمس الأربعاء، فرصة للوقوف على حجم الاستثمار الذي خصص للبنية التحتية الخاصة بكرة القدم على الصعيد الوطني، مجهود مالي مهم أخرج لحيز الوجود معلمة رياضية غاية في الروعة، جعلت من هذا المركز واحدا من أهم المراكز على الصعيد الدولي.
تقوية البنية التحتية التي تجلت في تشييد مجموعة من المشاريع والمنشآت الرياضية، منها 150 ملعبا بالعشب الاصطناعي في المدن الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب إعادة هيكلة ملاعب أخرى مثل كالبشير بالمحمدية، وملاعب أسفي ووجدة وخريبكة، بالإضافة إلى مساهمة الجامعة في تشييد مراكز تكوين الأندية مثل الفتح والجيش وتطوان، ودعمها لمركزي الرجاء والوداد المقرر افتتاحهما قريبا، أضف إلى ذلك المراكز الجهوية الخمسة ذات المستوى العالي والموزعة عبر مختلف الجهات.
أرقام ومعجزات تؤكد أن المشاريع التي تحدث عنها رئيس الجامعة منذ أربع سنوات لم تكن مجرد كلام يطلق على عواهنه، بل حقيقة خرجت إلى حيز الوجود، وستسائل الآن عائلة كرة القدم الوطنية، بعد أن أصبحت الكرة بمرمى مختلف المتدخلين والفاعلين المطالبين بالرفع من سرعة العمل للوصول إلى تحقيق التطور الذي يترقب إليه الجمهور الرياضي.
والمؤكد أن المجهود الذي بذل ويبذل على مستوى البنيات التحتية في حاجة أيضا إلى مجهود على المستوى البشري والتقني، وإلى فاعلين عبر مختلف الجهات، حيث لابد وأن يهم الإصلاح كل المناطق، وإلا ما الفائدة من كل هذا المجهود المالي والاستثمارات المهمة في الأوراش والمنشئات.
وحين نتحدث عن سياسة القرب وتنفيذ المشاريع على مستوى الجهات، فإننا نتحدث عن العصب التابعة للجامعة، والتي يعود لها قرار تطبيق تصور الإدارة التقنية الوطنية حتى يكون هناك عمل موحد يشمل كل المنظومة ككل قمة وقاعدة، إلا أن الواقع الذي تعيشه هذه العصب وتفاوت العمل بها، يطرح بالفعل إشكالا حقيقيا، يقتضي اتخاذ إجراءات عاجلة.
فالواقع الذي تعرفه هذه العصب غير مشجع تماما، فمنها من يعيش في سبات عميق، وعملها شكلي فقط، ووجودها كعدمها، وبعضها تقتصر على تنظيم بطولات لا تعرف أي تطور، بدون هدف أو حماس أو نتائج تستحق الذكر.
وهذا مشكل حقيقي بالفعل، تطرق له المكتب الجامعي خلال آخر اجتماع له، حينما تحدث في بلاغ حول الموضوع عن دور العصب وضرورة البحث في واقعها على المستوى الوطني، وإدخال تغييرات على توزيعها حتى تكون قادرة على مواكبة التحولات التي تعرفها كرة القدم الوطنية.
تحريك العصب ومراقبة العمل الذي تقوم به مسألة جوهرية، وللوصول إلى هذا الهدف لابد من اتخاذ إجراءات وقرارات حتى وإن كانت قاسية، فإنها تبقى مسألة حيوية لأن الهدف الأسمى خدمة المنتخبات الوطنية بمختلف الفئات ذكورا وإناثا.
محمد الروحلي