وعاد بودريقة…

بعد سبع سنوات من هروبه الكبير، وتخليه مكرها عن الرئاسة لفائدة سعيد حسبان، عاد محمد بودريقة لمنصب رئيس فريق الرجاء البيضاوي، بعد تنافس غير متكافئ مع نفس الشخص الذي سبق أن خلفه.

الكل يتذكر ان بودريقة غادر سنة 2016، بعد جمع عام صاخب، وبقي تقريره المالي معلقا حتى الآن، مانحا هدية ملغومة لحسبان، ليغادر هو الآخر، بعد عجز عن الصمود، لأسباب يعرفها الخاص والعام، إذ قضى سنتين من الحروب والصراعات، والمكائد، والحرب الخفية…

عاد بودريقة إذن، لكن هذه العودة تختلف كثيرا، لاختلاف ظروف وتجربة سنة 2012، حيث كان مجرد مشجع عادي يفضل الجلوس بمنطقة “المكانة”، ليتحول حاليا إلى رجل سياسي، برلماني، رئيس مقاطعة، وعضو جامعي، وهي مناصب وقبعات مختلفة، من المفروض توظيفها خدمة لهذا النادي المرجعي الذي غادره، وهو في وضعية مأساوية، مخربا من الداخل، يعاني الإفلاس والخصاص الفظيع…

والمعروف أن بودريقة الذي غادر منصب المسؤولية، ظل دائما يتابع كل صغيرة وكبيرة، بل يسعى دائما للتأثير على اختيارات الرؤساء الذين جاؤوا من بعده، إلى درجة أن عزيز البدراوي قال في إحدى خرجاته -وهو صائب في حكمه-، إن صاحبنا يعتقد دائما أنه هو الرئيس الفعلي للنادي…

والكل يعرف أيضا أن بودريقة كان يساهم باستمرار في عدم استقرار المكاتب الذي تحملت المسؤولية من بعده، بطرق مختلفة وتأثيرات متعددة، خاصة إذا تجرأ أي مسؤول على الحديث عن التركة الثقيلة التي خلفها، أو طالب بافتحاص الجانب المالي؛ وعلى وجه  الخصوص منحة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والتي بقيت طريقة صرفها غامضة، مما لازال يثير الكثير من التساؤلات وعلامات استفهام…

خلال إحدى خرجاته الإعلامية بعد انتخابه، وعد بودريقة باتباع الحكمة والتريث والرزانة في التعامل مع الوضع الحالي، وأنه سيعمل على تقوية الجانب المؤسساتي توخيا للحكامة، قصد تفادي ما عاشه الرجاء خلال السنوات الأخيرة، حتى لا يعيش النادي مرة أخرى أزمات مالية إدارية، وحتى تقنية.

هذا ما وعد به، فهل سينجح في التكفير عن الأخطاء القاتلة التي ارتكبها سواء كرئيس أو كمتابع لا يكل ولا يمل؟…

ما علينا الآن إلا أن ننتظر، ونتمنى له التوفيق وكامل النجاح، لأن في نجاحه نجاح ناد كبير ، خلق ليكون دائما ضمن مصاف الكبار …

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top