‎مونديالنا…

تنطلق اليوم الأربعاء منافسات كأس العالم للأندية بالمغرب، بمشاركة صفوة كرة القدم على صعيد القارات الست، وسيشهد حفل الافتتاح إجراء اللقاء الأول ويجمع بين بطل المغرب فريق المغرب التطواني ونادي أوكلاند سيتي النيوزلندي.
فبعد النجاح الذي عرفته النسخة الماضية على الأراضي المغربية، تتجه الأنظار مرة أخرى إلى المغرب حيث مسك ختام سنة كروية مذهلة تميزت، على الخصوص ـ كما جاء على لسان رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاترـ  بتنظيم كأس عالم رائعة بالبرازيل.
وإذا كان الاتحاد الدولي قد عبر عن ثقته الكبيرة في إمكانية تنظيم دورة أخرى رائعة على أرض المغرب، فإن حجم هذه الثقة يجب أن ينعكس على أدائنا الجماعي ونحن نستقبل عالم كرة القدم الدولية بمختلف تنوعاته، بدء من أسرة الفيفا مرورا بالأندية المشاركة، ووصولا إلى الجمهور المنتظر توافده بكثرة على جل المدن المغربية وبصفة خاصة العاصمة الرباط، وأيقونة السياحة الدولية..  مراكش الحمراء…  
إن احتضان تظاهرات من هذا الحجم لم يأت من فراغ، بقدر ما يترجم العمل المبذول على مستوى الأجهزة المشرفة على الشأن الرياضي التي تفوقت في تقديم ملفات مضبوطة وضمانات ملموسة وبنيات تحتية في المستوى، الشيء الذي يجعلها تحظى بثقة الأجهزة الدولية، هاته الأخيرة ترى في التجربة المغربية على مستوى التنظيم مثالا يحتذى به ليس فقط عربيا وقاريا، بل حتى دوليا.
فبناء على تجارب سابقة موفقة، يقدم المغرب دائما نفسه كبلد مرجعي، رائد في مجال تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، وهو ما يجب تأكيده في منافسة نحتضن تعد مثالا للتظاهرات الكونية التي تشد انتباه كل المتتبعين بمختلف القارات.
والمؤكد أن أهمية الأندية المشاركة في هذه النسخة الحادية عشرة وبصفة خاصة بطل أوروبا ريال مدريد بنجومه الكبار، منح الحدث ثقلا خاصا واستثنائيا، مما زاد من ثقل المسؤولية أمام البلد المنظم، نظرا للمتابعة القياسية المنتظر تخصيصها للتظاهرة.    
الشيء الذي لا يجب أن يغيب عن ذهن الجميع أن المغرب تحمل تكاليف باهظة مقابل رغبته في احتضان هذه التظاهرة لسنتين متتاليتين، وهذا ما يقتضي تضافر جهود الجميع من أجل استثماره على الوجه الأكمل، واستغلال هذه الفرصة المتاحة، صحيح أن المسؤولية تقع بالأساس على اللجنة المنظمة وكل أجهزة الدولة الساهرة مباشرة على كل مراحل التنظيم، فان المسؤولية تقع كذلك على الجميع، وحين أقول الجميع، فإن الأمر يهم حتى رجل الشارع العادي الذي سيصادف الجمهور بشوارع المدن والمطارات والفنادق والمقاهي والمطاعم، وكل من له علاقة لا من قريب أو بعيد بالموندياليتو.
إن النجاح على مستوى التنظيم، سيقدم بدون أدنى شك صورة إيجابية عن المغرب ويساهم في الترويج لاسمه على الصعيد الدولي، كبلد نام منفتح متسامح مستقر، يتمتع بحضارة ضاربة بجذور التاريخ، يحترم حقوق المرأة ويؤمن بالتعديدية كمنهج واختيار لا محيد عنهما، بلد قطع خطوات مهمة على درب ترسيخ المبادئ الديمقراطية واحترام دور المؤسسات، هذه المميزات وغيرها هي التي يجب أن نبرزها ونحن نحتضن الموندياليتو، والعالم كله يراقب مغرب التحدي…
[email protected]

Top