‎وفاق سطيف…

تتواصل بمركب الرباط منافسات النسخة الحادية عشرة لمونديال الأندية في كرة القدم نهاية الأسبوع الجاري، ومن بين الأندية التي تلعب أولى المباريات هناك وفاق سطيف بصفته بطل القارة الأفريقية.
ومن المنتظر أن يخوض الفريق الجزائري الذي حل بالمغرب أول أمس الثلاثاء، أولى مبارياته يوم السبت القادم، حيث سيواجه الفائز في مباراة الافتتاح التي جمعت أمس الأربعاء المغرب التطواني وأوكلاند سيتي النيوزيلندي، أي أن هناك احتمالا كبيرا أن تكون هناك مواجهة مغربية جزائرية بمناسبة هذه الكأس العالمية.
سواء تم هذا اللقاء بين الفريقين المغاربيين أو لم يتم، فالمؤكد أن تواجد وفاق سطيف ضمن هذه البطولة لن يكون مسألة عادية لعدة اعتبارات لا تخفى على أحد.
فقد عودتنا كل اللقاءات السابقة بين كرة القدم المغربية ونظيرتها الجزائرية، على الندية والإثارة وتوثر الأعصاب، وهذه مسألة طبيعية وعادية، في مثل هذه المواجهات التي تجمع كل بلدين جارين، إلا أنه من غير المسموح أن تصل إلى مستوى الحرب المعلنة وطغيان التعصب الذي يصل أحيانا إلى حدود الخلاف بين البلدين، ومن حسن الحظ أن الحدة التي تعرفها اللقاءات الرياضية بين المغرب والجزائر  لم يسجل أن وصلت إلى حدود العداء بينهما، إذ كانت الحكمة والتعقل والتروي هي السمات الحاضرة في كل المناسبات.
وحين تتحدث عن المخلفات السلبية لمثل هذه المواجهات نستحضر الأحداث الخطيرة التي عرفتها مباراة منتخبي الجزائر ومصر بأم درمان السودانية سنة 2009، برسم تصفيات مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، والتي هددت أحداثها بقطع العلاقات بين البلدين العربيين الشقيقين، كما اعتبرت سابقة في التاريخ الرياضي الحديث، نظرا للأبعاد التي وصلت إليها فيما يخص درجة الحدة والتعصب إلى حدود العداء التاريخي.
الأمر  الذي لا جدال فيه أن العلاقات المتينة والقوية بين الشعبين المغربي والجزائري أقوى من أن تؤثر فيها نتيجة مقابلة عابرة سواء تم المباراة بين بطل المغرب وبطل إفريقيا أو في مواجهة فريق آخر، أن الأمر لا يجب أن يتعدى المجال الرياضي والابتعاد عن أي تعصب أعمى، وأي فريق سيواصل المنافسات سيمثل قارتنا الأفريقية وهويتنا العربية، إذن ومن هذا المنطلق فمساندة الوفاق تبقى ضرورية في كل الحالات، للتأكيد على أن هموم واهتمامات الشعبين واحدة، وما يجمعهما أكثر مما يفرقهما.
صحيح أن حسابات النظام الجزائري ومعاداة حكامه لوحدة المغرب الترابية، خلقت وتخلق خلافات دائمة بين البلدين الشقيقين الجاريين، كما أن إصرار هؤلاء الحكام على استمرار إغلاق الحدود، يساهم في خلق أجواء من التوتر غير المقبول وغير المستساغ، بل والمرفوض من طرف الشعبين الجاريين، كما يؤكده ذلك تاريخهما المشترك كبلدين عربيين شقيقين…
مرحبا بأعضاء فريق وفاق سطيف في بلدهم الثاني ومتمنياتنا لهم بالتوفيق في هذه التظاهرة الدولية الهامة، ولتكن الروح الرياضية العالية الشعار الذي يطغى على كل اللقاءات سواء تلك التي سيكون فيها فريق وفاق سطيف طرفا فيها أو غيرها من المباريات التي تجرى بالمغرب أرض المحبة والإخاء والسلام والتسامح…

 

[email protected]

Top