5745 رقم قياسي في عدد الإصابات بالفيروس بالمملكة والوفيات في ارتفاع مستمر

رقم قياسي جديد، تم تسجيله بالمملكة خلال الفترة الممتدة ما بين الساعة السادسة مساء من يومي الثلاثاء والأربعاء، مما يرفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 235 ألفا و310 حالات، ومعدل الإصابة التراكمي إلى 648 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة بلغ 15.8 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ24 ساعة المنصرمة.
وتأتي جهة الدار البيضاء- سطات في صدارة الجهات من حيث عدد الإصابات المسجلة خلال الـ 24 ساعة الماضية بـ 2478 حالة منها 2059 حالة بمدينة الدار البيضاء، متبوعة بجهات الرباط-سلا-القنيطرة “896”، والشرق “781”، وطنجة-تطوان-الحسيمة “379”، ومراكش-آسفي “290”، وسوس-ماسة “257”. كما تم تسجيل 182 حالة بجهة بني ملال-خنيفرة، و144 حالة إصابة بجهة درعة- تافيلالت، و132 بجهة الداخلة وادي الذهب، و90 إصابة مؤكدة بجهة فاس-مكناس، و66 حالة بجهة كلميم- واد نون، و50 حالة بجهة العيون-الساقية الحمراء.
وعرفت الوضعية الوبائية خلال الـ 24 ساعة الماضية، تسجيل 82 حالة وفاة جراء الفيروس، وهو رقم عال لم يسبق أن سجل بالمملكة، حيث مجموع الوفيات ارتفع إلى 3982 حالة، مع استقرار نسبة الفتك عند 1.7 في المائة. وسجلت بجهة الدار البيضاء سطات، أعلى نسبة من هذه الحصيلة اليومية الثقيلة بـ 26 حالة وفاة، منها 20 حالة بالدار البيضاء لوحدها، تليها جهات بجهة الشرق بـ 18 حالة، والرباط- سلا-القنيطرة بـ 13 حالة، مراكش-آسفي بـ 8 حالات، وست حالات بجهة بني ملال-خنيفرة، و4 حالات بجهة فاس-مكناس، وثلاث حالات بجهة سوس-ماسة، وحالتين بجهة العيون-الساقية الحمراء، وحالة وفاة واحدة بكل من جهتي طنجة-تطوان-الحسيمة ودرعة- تافيلالت.
وبين 37 ألف و442 مصابا لا زالوا حاليا يتلقون العلاج، تدهورت الوضعية الصحية لـ 76 حالة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ليرتفع العدد الإجمالي لهؤلاء المصابين في حالة خطرة أوحرجة إلى 886 حالة، يوجدون جميعهم بأقسام الإنعاش والعناية المركزة، 66 منهم تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي.
هذا وقد سجلت المملكة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 3977 حالة شفاء، ليرتفع ومجموع حالات الشفاء التام إلى 193 ألف و886 حالات بنسبة تعاف تبلغ 82.4 في المائة.
وإن كانت لهذه المعطيات من معنى أدق، فإنها تعكس بوضوح مدى تفاقم الوضعية الوبائية بالمملكة، ويستبان ذلك من المعدل التراكمي للإصابة بالمرض الذي يتضاعف أكثر فأكثر، الشيء الذي يحيل على التساؤل عن الجدوى من التدابير والقيود الجديدة التي اتخذتها الحكومة وتم تفعيلها قبل أيام في عدد من المدن والأقاليم لمحاصرة تفشي الجائحة؟.
الوضعية مقلقة ومقلقة جدا، بل تبعث عن الخوف من أي مصير محتمل يسترخص فيه أرواح المواطنين، خصوصا في العاصمة الاقتصادية، حيث يتم تسجيل أكبر عدد من حالات الإصابة يوميا، تعجز المنظومة الصحية المنخورة على تلبية حاجاتهم للعلاج.
بل إن الكثير من المرضى ممن هم في وضعية حرجة، يتم تركهم دون عناية مركزة في المستشفيات في هذه الحاضرة، حيث يواجهون مصيرهم المحتوم، دون أن يتم وضعهم تحت أجهزة التنفس الاصطناعي لإعطائهم فرصة للنجاة، وذلك بذريعة عدم وجود أمكنة شاغرة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة.
ذلك ما أفاد به أقارب وذوو مصابين بالفيروس كانوا يرقدون ببعض المستشفيات العمومية بنفس المدينة، حيث تدهورت حالتهم الصحية كثيرا بعد أن عانوا من ضيق التنفس وضعف الأكسجين في الجسم وتوفوا جراء الاختناق، مصرحين في هذا السياق، بأن مسؤولي هذه المراكز الصحية، استدعوهم قبل وفاة مرضاهم ليخبروهم بحالتهم الحرجة، وليطلعوهم بعدم وجود أي إمكانية لنقلهم للإنعاش والعناية المركزة، بحجة عدم وجود أمكنة شاغرة في هذه الأقسام، وطلبوا منهم تقبل الأمر الواقع وعدم الاحتجاج عند نعي مصابيهم.
أمام هذا الوضع الصحي المتردي حتى قبل انتشار الوباء الذي فاقم الأمر أكثر، ما على الحكومة، سوى أن تجد مخرجا للحد من نزيف الوفيات بتعزيز المراكز الصحية الخاصة بكوفيد، وتوفير أجهزة التنفس الاصطناعي، والأدوية والأكسجين، من أجل التكفل بالمصابين ومراقبة المخالطين. وقبل ذلك الاهتمام بالأطر الطبية والتمريضية الذين أصبحت منهكة نفسيا وجسديا، وهي تخوض الصراع على جبهات مختلفة، جبهة في مواجهة الوباء، وجبهة لا تقل عنها ضراوة من أجل تفادي الإصابة بالفيروس في ظل الأعداد الكبيرة من المرضى الذين يتوافدون على المستشفيات في ظل انعدام شروط الاستقبال والإمكانيات الضرورية.

> سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top