على هامش تأطيره لورشة تكوينية حول العلاقات بين ضفتي المتوسط بين الماضي والمستقبل، «بيان اليوم» تحاور الدكتور كارلوس ميدينا كبريرا أستاذ جامعي وخبير العلاقات بين الثقافية بين الضفتين ومنسق الوفد الإسباني المشارك في ملتقى طنجة للشباب والديمقراطية، وذلك ليقربنا أكثر من المشترك بين بلدان البحر الأبيض المتوسط ودور الشباب في خلق التفاعلات الثقافية..
> بداية، ما الإضافة الذي شكلها هذا الملتقى الشبابي بالنسبة لكم؟
< هذا الملتقى صراحة شكل فرصة للتعارف بين شباب الدول المشاركة، خصوصا دول البحر الأبيض المتوسط، لا سيما وأن هناك مشترك ثقافي وتاريخي يجمع بين دول الضفتين، كما أن هذا الملتقى هو جسر للتعارف وتبادل الخبرات والأفكار والبحث عن رؤى مشتركة بشأن القضايا التي تجمع البلدان المتوسطية، لا سيما إسبانيا والمغرب.
> هل الشباب قادر على التغيير والخوض في نقاشات تهم القضايا والملفات الكبرى؟
< أكيد، ولعل هذا سبب تواجدنا في الملتقى المتوسطي، دائما هناك أمل، ونحن من خلال هذا النشاط نأمل في أن نصل إلى حلول بشأن الملفات التي نناقشها، وخلق الفارق في القضايا والإشكاليات التي تستأثر اهتمامنا بالضفتين الشمالية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. وأعتقد أن مثل هذه الملتقيات تعطي إضافة نوعية للسياسات الدولية.
> في إطار التقارب بين شعوب الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسطي، كيف لنا ومن خلال هذه الملتقيات أن نغير الصورة النمطية المتبادلة بين سكان هذه الشعوب؟
< بالثقافة يمكننا أن نغير هذه الصورة النمطية وكذلك بالعديد من الآليات التواصلية، مثل هذه الفضاءات التي احتضنتها مدينة طنجة، والتي نأمل أن تبقى حدثا سنويا، لأنه حقيقة وكما ذكرت يشكل فرصة لتقارب الأفكار والتفاعل الثقافي.
> يشهد العالم دينامية جديدة من صعود أحزاب يمينية متطرفة في بعض الدول، وخصوصا بأوروبا، ألا تعتقد أن هذا سيؤثر سلبا على العلاقات والتواصل بين الشعوب؟
< بالفعل، هناك موجة يعرفها العالم، من خلال صعود عدة أحزاب يمينية وليبرالية، بالعالم بما فيها الدول العربية كذلك، لكن كما قلت نحن نراهن على الشباب، شباب هذه الدول من أجل يحملوا مشعل النقاش والتواصل وإحداث فضاءات لذلك، من أجل التأثير في سياسة الحكومات إيجابا.
> بالنسبة لهذا الملتقى المتوسطي، كيف تنظرون إليه كمشروع مستقبلي؟
< أكيد، فهذه الدورة الأولى كما ذكرنا هي فقط خطوة أولى في إطار التأسيس لملتقى متوسطي يضم دول البحر الأبيض المتوسط جميعها، وأن تكون المشاركات مكثفة في الدورات المقبلة، أعتقد أن الدورة الثانية، دورة السنة المقبلة، ستعرف تطورا أكبر وستكون حدثا قويا بامتياز، كما أن هذه الدورة الحالية شكلت محطة أساسية للتأسيس لهذا المحفل الشبابي، والبدايات كما تعرفون صعبة دائما، لكن ورغم ذلك ورغم الصعاب نجحت الدورة بفضل منظميها وبفضل المشاركين، وكما قال الوزير بنعبد الله في افتتاح الملتقى، نتمنى أن يستمر هذا العرف وأن يظل حاملا لهموم وقضايا شعوب البحر الأبيض المتوسط.
> حاوره: محمد توفيق أمزيان