اختتمت أول أمس السبت، بمدينة فاس الدورة الـ 24 لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة، وكانت آخر فقرة ضمن برنامجها الذي تواصل منذ الـ 22 من شهر يونيو الماضي، العرض الجميل لفرقة صوفيتو كوسبل شوار، من جنوب إفريقيا وكان بمنصة باب المكينة التاريخي، حيث حج جمهور كبير من أجل متعة راقية، ولتوديع نسخة هذه السنة من المهرجان الذي يحتفي بربع قرن من الوجود في نسخة السنة القادمة.
صوفيتو كوسبل شوار
ويعتبر الكوسبل الموسيقى الأكثر شعبية في جنوب افريقيا والأكثر مبيعا أيضا والمستهلكة من طرف من طرف الأفارقة السود.
ومنذ تأسيسها سنة 2002 قامت مجموعة صوفيتو كوسبل شوار بمسيرة فنية رائعة في العالم أجمع وسجل ست أسطوانات (منها أسطوانتان حصلتا على غرامي أوارد الأمريكية).
فعمق دقة الأصوات والطاقة الفاتنة في الرقص ووميض الألوان: مع صوفيتو كوسبل شوار الكل يشارك في الاحتفال بروحانية سعيدة ومرتفعة.
وهم مفخمون حينما يغنون إيمانهم وبحيوية بهلوانية عندما يصبحوا راقصين أو ممثلين، وهم فنانون متعددو الاختصاصات متمكنون من موضوعهم بدقة عالية.
و تحتل الموسيقى الصوتية، في جنوب إفريقيا مكانة مهيمنة وتعدد أصوات الزولو في حقول العمال المهاجرين توجد في كل مكان.
وفي الكنائس والطوائف المتواجدة بكثرة في جنوب إفريقيا ( 4500 كنيسة على اختلافها) كما هو الحال في كل القارة الإفريقية توجد جوقات زاخرة، ووجد الكوسبل هناك أرضية خصبة للتطور. حيث الأناشيد الغربية والأمريكية تمازجت بالثقافات وباللغات المحلية.
موسيقى السفارديم
كما تميز اليومان اللذان سبقا ليلة الختام، بالعديد من المفاجآت والفقرات الجميلة، فقد احتضن المعبد اليهودي الفاسيين بالملاح، بمدينة فاس العتيق، حفلا لموسيقى السفارديم والغناء العربي- الأندلسي. أحياه الثلاثي الذي يتألف من الأمريكي جيرارد إيديري (القيثار)، والمغربي عبدو وردي (القانون- العود والغناء)، والبولوني روفر سيواك (الآلات الإيقاعية)، الذين تمكنوا من إتحاف عشاق الموسيقى بعرض فني بهي من وحي تقاليد السفارديم العبرية، وتلك العربية والإسبانية والتركية.
وتحت التصفيقات الحارة لجمهور المهرجان الذي أسرته روعة وبهاء الحفل، أدت المجموعة عرضا بمثابة سفر مشوق في عوالم غناء السفرديم تم خلاله استعراض باقة متنوعة من الترانيم الصوتية المستوحاة من الموروث الموسيقي اليهودي.
ويعد جيرارد إيديري، الذي رأى النور بالدار البيضاء وترعرع في كل من باريس ونيويورك، خريجا لمدرسة مانهتان المرموقة للموسيقى، فهو حاصل على شهادة عليا في الأداء الصوتي، كما أدى أزيد من ثلاثين دورا غنائيا مع دور أوبرا بالولايات المتحدة الأمريكية.
ويتمتع جيرارد إيديري، الذي يعتبر على نطاق واسع كمغني وعازف قيثار، بمجموعة رائعة من الأنماط والتقاليد من مختلف أنحاء العالم. ومن أجل اكتشاف وحفظ الأغاني والقصص والألحان بشكل منتظم من أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وبلاد فارس القديمة، فإنه يتعاون أيضا مع العديد من الموسيقيين الموهوبين ذائعي الصيت، وهو واحد من أبرز المتخصصين في موسيقى شتات السفرديم عبر العالم.
وبالمعبد اليهودي أيضا، أبهر الكاتب والملحن الموسيقي سيمون الباز وفرقته، مساء الثلاثاء الماضي، جمهور مهرجان فاس، بحفل موسيقي لـ”المطروز”، وهو فن يشتهر به اليهود المغاربيون، حيث تماهت صوتيات اللغات مع الموسيقى لتحدث فضاء متعدد الثقافات.
ثلاث رسائل من سراييفو
كما تميز يوم الجمعة، بمنصة باب المكينة، عرضا لمجموعة من الفنانين ذوي الأصول والديانات المختلفة، يقودهم الموسيقار كوران بريغوفيتش، تحت عنوان ثلاث رسائل من سراييفو. مضمونها الدعوة إلى تحقيق توافق بين الأديان عبر لفيف من الموسيقيين المسيحيين والمسلمين واليهود.
وترعرع كوران بريغوفيتش في مدينة سراييفو بصربيا، في حي قال إن الوقت فيه كان يقاس بأجراس الكنائس، وبالأذان المنبعث من المآذن، وكان لذلك تأثير على نوع الغناء الذي اختاره، وقوامه نشر المحبة والسلام والتضرع من أجل أن يسود السلام العالم.
هذا ويبقى العرض الافتتاحي من أشد العروض المتنوعة التي قدمتها الدورة، إبداعا، فقد تألق الفنان الكبير جوردي سافال في ملحمة “ابن بطوطة ” التي حشد لها مجموعة من الموسيقيين من الغرب والشرق.
> مبعوث بيان اليوم إلى فاس: سعيد الحبشي