في إطار برنامجه السنوي وخصوصا الشق المتعلق بالتواصل المباشر مع مختلف الشرائح المجتمعية، ومن أجل تسليط الضوء على عدة ظواهر، تعوق التنمية بكل أشكالها، كموضوع زواج القاصرات الذي أصبح يشكل خطرا على مستقبل الفتيات خصوصا اللواتي تعانين الفقر والهشاشة والأمية، الشيء الذي يخلق منهن مطلقات قبل السن القانوني للزواج، وبالتالي يصبحن معنفات مما يساهم في تشتيت هذه الأسر والزج بهن في متاهات الحياة اليومية الصعبة.
و لهذا الغرض، نظم مركز البشرى للاستماع والتوجيه للنساء والفتيات ضحايا العنف بإقليم سيدي بنور، التابع للجمعية البنورية لمناهضة العنف ضد النساء، بشراكة مع كل من وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية ووكالة التنمية الاجتماعية بتنسيق مع السلطة المحلية، حملة تحسيسية يوم الأربعاء 28 دجنبر الماضي، وسط ساحة الأمير بسيدي بنور في موضوع زواج القاصرات، حيث كانت فرصة سانحة لعضوات الجمعية للتواصل المباشر مع مختلف المواطنين والمواطنات لتحسيسهم بخطورة زواج الفتيات القاصرات، لما له من انعكاسات سلبية على الصحة النفسية والبدنية وفق منهجية وقائية و علاجية .
وفي هذا الإطار، قالت سميرة بودركا لبعض ممثلي وسائل الإعلام المحلية والوطنية، إن الهدف من حملتهن كفعاليات جمعوية وحقوقية، هو إثارة انتباه كافة المسؤولين والفاعلين إلى ظاهرة العنف الأسري بين الواقع والمأمول، مناشدة المشرع المغربي من أجل إعادة النظر في النصوص القانونية المؤطرة لهذا النوع من الزواج، لأن البنت القاصر مكانها الطبيعي هو المدرسة أولا.
تجدر الإشارة إلى أن الخيمة التي احتضنت إدارة هذه الحملة التحسيسية، عرفت زيارة عدد مهم من طرف رؤساء بعض الجمعيات المحلية، بالإضافة إلى بعض عناصر الضابطة القضائية المهتمة بالعنف ضد النساء، أعضاء داخل الخلية المحلية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، وبعض عضوات قسم المساعدة الاجتماعية بمحكمة الأسرة وممثلة وكالة التنمية الاجتماعية والمستشارين القانونيين للجمعية.
محمد الصفى