أعطى المعهد الثقافي الفرنسي بالدار البيضاء مساء أول أمس؛ انطلاقة موسمه الثقافي الجديد، وعمل من خلال الندوة الصحافية التي عقدها بهذه المناسبة، على تقديم الخطوط العريضة لبرنامجه الثقافي الذي يمتد إلى نهاية السنة الجارية.
وفي تقديمه وتأطيره لهذه الندوة، أشار مدير المعهد مارتان شينو، إلى أن شعار الموسم الثقافي الجديد، هو “التقاسم” سعيا إلى تعزيز الروابط التي تجمعنا.
ولفت الانتباه إلى أن الخيط الناظم بين مجمل الأنشطة الثقافية المبرمجة، هو الوقوف على مدى التحول الذي تشهده مدينة الدار البيضاء، والاحتفاء بهذا الفضاء بكل تناقضاته. موضحا أن “هذه التناقضات ليست حتمية ويمكن التغلب عليها، فالدار البيضاء تستحق أفضل من ذلك، فالمشاريع الكبرى التي تنفذها السلطات العمومية تعطيها نفسا جديدا: تهيئة الكورنيش ومنتزه جامعة الدول العربية والإعداد لافتتاح المسرح الكبير وإنشاء مساحات جديدة مفتوحة للعموم منها مطار أنفا السابق.. صورة المدينة تتحسن وعلى مستويات أخرى، يعمل العديد من السكان والفعاليات على تعزيز احترام الآخر وتكثيف الأنشطة الثقافية وتسهيل الولوج إليها.. لتصبح الحياة في الدار البيضاء أكثر جمالا..”.
وأضاف في هذا السياق أنه “بمناسبة الموسم الثقافي الجديد، ندعو لاكتشاف وللانضمام إلى هذه المشاريع وهؤلاء الأشخاص وتلك الطاقات التي تحول الدار البيضاء ببطء وبشكل عميق، سواء مشاريع كبيرة أو أعمال صغيرة، محركها الأساسي هو الحافز نفسه: حب عميق لهذه المدينة الرائعة”.
وتم إبراز أن البرمجة الثقافية تضم 17 عرضا فرجويا، 44 عرضا سينمائيا، معرضان تشكيليان، وأكثر من 21 لقاء فكريا وعلميا.
يتوزع البرنامج الثقافي على عدة محاور: السينما والفكر والتشكيل وفن الرقص.. العديد من العروض ستقدم في هذا الإطار، لأجل الإسهام في النهوض بالحركة الثقافية لمدينة الدار البيضاء.
ففي ما تبقى من الشهر الجاري، ستقام لقاءات علمية حول “معمار المغرب”، و”الذكاء الاصطناعي”، و”تجارب حول فن الديكور” و”تقديم حصيلة مشروع البحيرة التي أنجزت في الألفة”، و”دروس حول البيئة وكيفية الحفاظ عليها”، و”مدى تقدم العلوم في وقتنا المعاصر” و”تكريم الكاتب الراحل محمد لفتاح”، و”عرض تاريخ فن الكراكيز”، و”ليلة الفلاسفة”، و”الشباب والإعلام الرقمي” و”تقديم كتاب رسائل إلى شاب مغربي”، “عرض حول علم الحفريات”.
ومن بين العروض السينمائية المبرمجة: “أحمد الشاب” لجون بيار، و”المنبع” لرودولف لوغا، و”مخالب وريش وزغب وشوارب”..
ومن بين العروض الغنائية: “رقصة الفراشات” لتروب لايا، إلى جانب أنشطة أخرى متنوعة.
هناك الكثير من الإشراقات على مدى الموسم الثقافي: اللقاءات الكوريغرافية للدار البيضاء، ليلة الفلاسفة، أسبوع الرسوم المصورة وسوق مبدعي نويل.
ولعل أبرز الأنشطة المبرمجة التي تصب في تخيل وبناء المدينة وعالم الغد، هو الدورة الثانية لتظاهرة “نشيد الطائر الطنان” التي من المقرر أن تقام يومي خامس وسادس أكتوبر القادم. إنها تظاهرة لإلهام ودعم أولئك الذين لهم غيرة على البيئة وحب التضامن في قلب حياتهم اليومية.
وتمت الإشارة إلى أن المستهدف الأول من مجمل الأنشطة، هو الجمهور الفتي، حيث هناك مجموعة من الأنشطة الغنية المتنوعة موجهة للأطفال لأجل مصاحبتهم في تعلمهم للفنون والثقافة والمواطنة.
وخلال هذا الموسم الثقافي كذلك، ستتواصل استفادة المتمدرسين من برنامج التربية على الصورة وعروض الموسيقى والكراكيز، فضلا عن الورشات التي تحتضنها المكتبة الوسائطية الخاصة بالشباب.
عبد العالي بركات