في ظل توالي الأحداث وتسابق الأخبار، وطغيان متابعة الأندية الكبيرة لمنافسات البطولة الاحترافية لكرة القدم في قسمها الأول، وما تعرفه مسيرة المنتخبات الوطنية، يتناسى الكثيرون أن هناك صراعا ضاريا بالقسم الثاني، وغالبا ما يتم الالتفات لمجرياتها إلا حين قرب انتهاء منافسات البطولة، لمعرفة من الصاعد لبطولة الصفوة ومن النازل لقسم الهواة.
فرق متمرسة دخلت منذ انطلاق بطولة هذا الموسم في صراع قوي قصد تحقيق حلم الصعود إلى المكانة الطبيعية والعادية في مسارها، نظرا أولا لتاريخها العريق، وقيمة جمهورها، بالإضافة إلى وجود شخصيات وحتى عائلات مرتبطة بتسييرها منذ سنوات خلت.
إلى حدود الدورة الثانية عشرة من بطولة هذا الموسم، يظهر أن الفرق الطامحة إلى العودة لقسم الأضواء عددها كبير جدا مقارنة بالمواسم الماضية، ولا يمكن من الآن التكهن بهوية الناديين اللذين سيتمكنان من إنهاء هذا الصراع الضاري لصالحهما.
الراسينغ البيضاوي واتحاد الخميسات وشباب المحمدية والمغرب الفاسي، هذا الرباعي هو المحتل للصفوف الأربعة الأولى إلى حدود آخر دورة، لكن هناك أسماء أخرى تحقق نتائج جعلتها تحافظ على كامل حظوظها، كوداد فاس، الشباب السالمي، وهناك أيضا فرق بوسط الترتيب، لازالت أمامها إمكانية العودة لدائرة المنافسة مثل الاتحاد البيضاوي صاحب أكبر مفاجأة مدوية هذا الموسم، بعد الفوز بكأس العرش، وأمامه مباريات مؤجلة قد تمكنه من دخول دائرة الصراع على الصعود.
وبالنظر إلى باقي المراكز بسبورة الترتيب، نجد فرقا أخرى بأسماء كبيرة كالنادي القنيطري والكوكب المراكشي، والغريب أن الرتبتين الأخيرتين يتواجد بهما كل من شباب الريف الحسيمي النازل الموسم الأخير لهذا القسم، وبعده الاتحاد القاسمي الفريق العريق الذي يتخبط في مشاكل كثيرة جعلته عاجزا عن استعادة الماضي الذي جعله لسنوات خلت واحدا من أبرز الفرق بكرة القدم الوطنية.
منافسات قوية ومثيرة ومفتوحة على كل الاحتمالات، تستحق أن تخصص لها متابعة إعلامية تليق بهذه القيمة، خاصة على مستوى النقل التلفزي، كما تتطلب تخصيص مراقبة صارمة من طرف الجامعة قصد ضمان منافسة شريفة، والضرب بيد من حديد على كل من يسعى لطبخ النتائج أو الدخول في مساومة من أي جهة كانت، مع ضرورة مراعاة حساسية تعيينات الحكام، وضمان برمجة المباريات عادلة.
كل هذه المطالب تبقى عادية وضرورية قصد ضمان تكافؤ الفرص بين كل الفرق، وهذه مسؤولية الجهاز المشرف على تسيير شؤون اللعبة الأولى على الصعيد الوطني.
محمد الروحلي