لا يختلف اثنان على كون التنافس الرياضي أمرا مطلوبا، وهذا مبدأ لا نقاش فيه، على اعتبار أنه يساهم بدرجة كبيرة في تحقيق التطور المنشود على جميع المستويات.
إلا أن هذا التنافس لابد وأن يبقى في حدود الإطار الرياضي الصرف، وأن لا يتجاوز الحدود المسموح بها، وأن لا يتحول إلى عداء لا يمكن لأي أحد التكهن بمداه أو تطوراته أو تفاعلاته.
في حفل عشاء رسمي تقليدي نظم من طرف مسؤولي نادي الترجي التونسي، على شرف بعثة الرجاء من مسيرين وإداريين قبل المباراة التي تدخل في إطار دور المجموعات الخاصة بعصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، ردد بعض الحضور من الجانب المغربي أغنية شعبية معروفة، إلا أنه تم تحوير كلماتها لترمز للجانب الودادي.
يمكن أن يستصاغ هذا السلوك ولو على مضض، إذا كان يتعلق بجمهور عادي يفتقد إلى التأطير وبعد النظر، خاصة وأن الحادث سجل خارج المغرب وفي مناسبة نظمت من طرف فريق نعرف درجة العداء الذي يكنه لفريق لوداد البيضاوي وللجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبصفة خاصة رئيسها فوزي لقجع الذي يخوض حربا ضد الممارسات التي يقوم بها بعض مسيري الترجي، ممارسات فاسدة، عانت منها المنتخبات والأندية المغربية على حد سواء والرجاء في مقدمتها.
لكن أن تسجل هذه السابقة بحضور أعضاء الوفد الرسمي وبحضور أيضا عبد السلام حنات المصنف ضمن حكماء الرجاء، فهذا أمر غير مقبول تماما ومرفوض رفضا باتا، لكونه يدخل في إطار التهور وافتقاد بعض النظر، صحيح أن الخروج عن النص في بعض المواقف مسألة مألوفة أحيانا، إلا أن تدخلا حاسما من طرف العقلاء من الحضور كان ليعيد الأمور بسرعة إلى جادة الصواب.
التبعات، وكما كان متوقعا جاءت كبيرة وردود الفعل المنتقدة كثيرة وكثيرة جدا، خاصة من طرف الوداديين الذين رؤوا في هذه النازلة سلوكا مجانيا وسابقة في تاريخ العلاقة بين الناديين الكبيرين، والتي تميزت تاريخيا بالصراع والتنافس، دون أن تتجاوز الخطوط الحمراء، ودون أن تصل إلى حدود التجريح المقصود، وفي ضيافة الخصوم.
والآن، وبعد أن وصلت الأمور إلى مستويات غير مقبولة تماما، وبعد أن شنت حملة على بعض الصحفيين الذين عبروا عن رأيهم بوضوح وصراحة، من المفروض أن يتدخل العقلاء من الطرفين قصد تطويق كل هذه التداعيات والتطورات السلبية المرفوضة.
والحكماء والعقلاء هذا دورهم، والظرف الحالي يتطلب تدخلا حاسما، فالوداد والرجاء ناديان كبيران يفتخر بتاريخهما الكبير كل رياضي مغربي من طنجة إلى الكويرة، ولوناهما الأحمر والأخضر يشكلان في النهاية لون العلم الوطني، وعلى هذا الأساس يجب أن نتعامل، وأي اختلاف في النهاية لا يجب أن يفسد للود قضية…
محمد الروحلي