يتواصل الحضور المغربي المصري اللافت على مستوى المنافسات الإفريقية لكرة القدم الخاصة بالأندية، بعدما تأهل فريقان عن كل دولة لدور نصف عصبة الأبطال، وكلها تنتمي لمدينتين كبيرتين هما الدار البيضاء والقاهرة.
فريق الرجاء البيضاوي أقصى نادي تي. بي. مازيمبي الكونغولي، بينما أزاح فريق الوداد البيضاوي من طريقه نادي نجم الساحل التونسي، أما بالنسبة للجانب المصري، فتأهل كل من الزمالك والأهلي، على حساب كل من الترجي التونسي وماميلودي صانداوز الجنوب الإفريقي.
أما على مستوى كأس الاتحاد، فهناك أيضا فريقان من المغرب ومثلهما من مصر، خاضوا أمس مباريات إياب دور الربع، وهناك احتمال التقاء فريقي نهضة بركان وحسنية أكادير في دور النصف، ومن جانب الآخر يواصل نادي بيراميدز وحده مساره بتوازن كبير.
ويعتبر وصول هذا العدد المهم من الأندية إلى دور متقدم من المنافسات القارية ترجمة حقيقية لتفوق كرة القدم بشمال إفريقيا، وخاصة المغربية والمصرية، بينما ذهبت الأندية التونسية، ضحية هذا التفوق على الأقل هذه السنة.
على مستوى الأرقام، فإن تفوق كرة القدم على مستوى شمال القارة، ترجم بالخصوص في السنوات الأخيرة، واكتمل هذا التفوق بالعودة القوية للفرق المغربية التي أصبحت منافسا قويا، لتعوض غيابا قاسيا غير مقبول، وبالتالي فإن أندية إفريقيا جنوب الصحراء، لم تعد قادرة على مواجهة مد عرب إفريقيا، باستثناء صانداوز ومازيمبي.
كل هذا يترجم تفوق البطولات العربية على باقي الدوريات الإفريقية، وذلك راجع بطبيعة الحال إلى فارق الإمكانيات، ويبقى كل من صانداوز ومازيمبي الوحيدين القادرين على الحفاظ على لاعبيهم المتميزين، وحتى هذه الفرضية أصبحت غير صامدة أمام إغراءات فرق الشمال، ولنا في حالة مالانغو خير دليل.
من الممكن أن تكون نهاية عصبة الأبطال هذه السنة، مغربية مصرية، أو حتى مغربية مغربية، أو مصرية مائة في المائة، فكل الاحتمالات تبقى واردة، لكن المؤكد أن المواجهات ستكون قوية ندية مثيرة، صعبة على التحمل، وكل الأمل أن تحافظ على طابعها الرياضي الصرف، وأن لا تشهد تجاوزات أو انفلاتات تخرج المناسبة عن إطارها الرياضي، وأن تقدم صورة إيجابية عن كرة القدم الإفريقية والعربية.
محمد الروحلي