تتناقل وسائل الإعلام الدولية هذه الأيام، خبر المبادرة التي أقدم عليها الاتحاد الدولي لألعاب القوى، بتخصيصه صندوقا بقيمة 500 ألف دولار ، لمساعدة رياضيي العاب ألقوى الذين فقدوا دخلهم، من جراء توقف المنافسات الدولية بسبب فيروس كورونا.
سيتولى رئيس “لياف” سيباستيان كو ، إلى جانب فريق عمل مكون من الخبراء، تقييم طلبات المساعدة، على أساس أن تقدم الاقتراحات من طرف الاتحادات القارية الستة لألعاب القوى.
والمؤكد أن هذه المبادرة تحمل الكثير من الإيجابية من الناحية المالية والمعنوية، خصوصا بالنسبة لرياضيين لا يتوفرون على عائدات مالية كبيرة، وبالأخص الصنف الثاني من الممارسين الذين كانوا ينتظرون مثل هذا الدعم، قصد تمكينهم بسرعة من العودة للتداريب، مباشرة بعد التخفيف من إجراءات الحجر الصحي.
والإيجابي أيضا في هذه المبادرة، هو أن هذا الاقتراح الذي تبناه الاتحاد الدولي لألعاب القوى، قدم من طرف بطل سابق، ألا وهو العداء الأولمبي والعالمي المغربي هشام الكروج، فهو صاحب فكرة إنشاء هذا الصندوق، والذي أراد من خلاله، المساهمة في التخفيف من الأضرار التي تلحق بالرياضيين، من جراء توقف المسابقات والملتقيات الوطنية والدولية.
هشام الكروج سيكون من بين أعضاء مجموعة العمل، التي ستشرف على الإجراءات الخاصة بطريقة توزيع المنح على الرياضيين، وتقييم وسيلة جمع أموال إضافية لهذا الصندوق.
البريطاني سيباستيان كو، كان أول من عبر عن شكره الخاص لهشام الكروج على تقديمه لهذه الفكرة، والتي تبناها بقوة، وبدون أي تردد أو حسابات خاصة، أمير موناكو ألبير الثاني، وهذا شرف للرياضة المغربية.
ويوم السادس من أبريل الماضي احتفل العالم باليوم العالمي للرياضة والتربية البدنية، حيث أقرته هيئة الأمم المتحدة، كموعد سنوي للتحسيس بأهمية الرياضة، ودورها في خدمة التنمية والسلام على الصعيد الدولي، وهذا الاقتراح أيضا مغربي، من خلال فكرة سبق أن قدمها كمال لحلو نائب رئيس اللجنة الأولمبية المغربية، والصحفي الرياضي الذي ارتبط بالمهنة لسنوات عديدة، وصنع لنفسه اسما لامعا، كما ضمن وضعا اجتماعيا مريحا.
وعلى غرار الكروج ولحلو، هناك العديد من الأسماء التي أفادت الرياضة الدولية، بعطاءات وأفكار خلاقة، وعلى سبيل المثال نوال المتوكل، البطلة التي كسبت احترام وتقدير أكبر هيئات الرياضة الدولية، وصنفت من بين أهم الشخصيات المؤثرة على الصعيد العالمي.
المجال هنا لا يتسع لذكر أبرز الأسماء التي شرفت وتشرف بعطائها اسم المغرب، والذين تحولوا من ممارسين إلى أطر وازنة تفيد بعطائها وتراكم خبرتها الرياضة العالمية، كعزيز داودة وعبد المالك لهبيل (ألعاب القوى) وكريم العلمي (كرة المضرب) وعبد الرزاق العلام (الكرة الطائرة) وأمينة لعناية (سباق الدراجات) وغيرها من الأطر التي تشتغل بكفاءة داخل أجهزة الرياضة الدولية.
المؤكد أن الطاقات موجودة، والأفكار الغنية النابعة من التجربة المغربية متوفرة، شريطة فتح المجال أمامها، ومنحها الفرصة لإبراز قدراتها، بصفتهم أهل الاختصاص القادرين على خدمة الرياضة المغربية التي توجد في أمس الحاجة إلى دور مهم لمثل هذه الأطر العليا.
والمطلوب هو أن يتم التفكير في صيغة و إطار يحتضن كل هذه الكفاءات، ويضمن استمرار دورها بعيدا عن لعبة الكراسي المتحركة التي كثيرا ما أضرت وتضر الرياضة المغربية والرياضيين المغاربة.
محمد الروحلي