بدأ اسم البطل المغربي يوسف زلال يتداول في الآونة الأخيرة، بعدما تمكن من تحقيق ثاني فوز له في بطولة القتال النهائي UFC، وذلك على حساب خصمه الأمريكي جوردان غريفن، بتاريخ 27 يونيو من الشهر المنصرم.
وقبل الخوض في تفاصيل المواجهة التي جعلته يسير بخطى ثابتة من أجل تحقيق حلمه والحصول على الحزام UFC، بعدما أصبح أول مقاتل مغربي يحقق انتصارين في هذه البطولة العملاقة، وجب التذكير ببعض المعطيات الشخصية التي تخص البطل المغربي الذي شرف المغرب أحسن تشريف.
يعتبر يوسف زلال من مواليد مدينة الدار البيضاء، حيث رأى النور في تاريخ الـ 4 من شهر شتنبر من سنة 1996، قبل أن يبدأ حكايته مع القفاز في عمر العاشرة من عمره، عندما قرر ممارسة رياضة الكيك بوكسينغ بإحدى الجمعيات المجاورة لمقر سكناه بمنطقة عين الشق.
وعن سن الـ 12 من عمره، انتقل زلال إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وواصل رياضته التي أصبح يعشقها كثيرا، وبات يحلم بأن يسير في يوم من الأيام أفضل مقاتل في العالم على حد تعبيره في الحوار الذي أجرته معه جريدة “البيان” الناطقة باللغة الفرنسية.
وحسب الإحصائيات الحالية، بات يوسف زلال، ابن منطقة عين الشق، أول مقاتل مغربي ينضم إلى بطولة القتال النهائي UFC، وهي منظمة أمريكية لفنون القتال المختلط ومعترف بها كأهم دوري عالمي لهذه الصنف الرياضي.
وبعد انضمامه بشكل رسمي لمنظمة UFC، تمكن زلال “الشيطان المغربي” كما يتم تسميته، من الفوز على الأمريكي أوستن لينغو، بعدما قام حكام النزال باحتساب النقاط ومنح نتيجة الفوز لصالح يوسف زلال (30-27)، في أولى مبارياته، شهر فبراير الماضي، الشيء الذي جعله يتلقى الثناء من أكبر الأيقونات في هذه الرياضة.
وبصم المقاتل المغربي المنحدر من مدينة الدار البيضاء على مستوى جيد في أولى مبارياته في منظمة UFC رافعا علم المملكة المغربية، بعدما أشاد به المعلق الشهير جو روغان، وهو يهتف بصوت عال، مفتخرا بجذور زلال المغربية والإفريقية.
وكان يوسف زلال على موعد مع ثاني مبارزاته بـ UFC، بعدما اتصل به أعضاء منظمة بطولة القتال النهائي لخوض مباراة أخرى ضد الأمريكي جوردان غريفين، في وقت رفض أغلب المقاتلين فكرة تعويض مقاتل آخر انحسب لأسباب غير معروفة، مع استعداد دام لفترة لم تبارح الأسبوعين.
وفي تاريخ 27 يونيو 2020، واجه البطل المغربي الأمريكي جوردان غريفين، في مباراة انتهت لصالحه بعد انتهاء الجولات الثلاث بواقع (29-28)، مدونا بذلك ثاني انتصاراته في منظمة UFC العالمية.
ويزاول ابن منطقة عين الشق تداريبه اليومية بـ Factory X Muay Thai بإنغليوود بولاية كاليفورنيا، حيث يطمح للوصول للعالمية وتحقيق الفوز تلو الآخر، والمنافسة على لقب حزام UFC العالمي.
جدير بالذكر أنه خلال شهر رمضان، نظم زلال وعائلته حملة لجمع التبرعات للفئات الأشد فقرا في المغرب من أجل تقديم الدعم والسند للأسرة المعوزة.

***

البطل المغربي في رياضة فنون القتال المختلطة MMA في حديث لجريدة «البيان»

أكد البطل المغربي رياضة فنون القتال المختلطة يوسف زلال، أنه ينتمي لمنطقة عين الشق بمدينة الدار البيضاء، قبل أن يشد الرحال صوب الولايات المتحدة الأمريكية في سن الـ 12 من عمره.
وأضاف زلال في حوار أجرته معه جريدة “البيان” في نسختها الفرنسية، أن مسيرته الاحترافية في هذا النوع الرياضي بدا في عمر 16 سنة، مشيرا، أن المكالمة التي تلقاها من منظمة “بطولة القتال النهائي” جعلته يشعر بالسعادة، دون قدرته على التعبير بأي كلمات.
واعتبر ذات المتحدث قائلا، “عندما أقاتل لا أفعل ذلك لنفسي فقط.. أنا أعتبر نفسي حامل أحلام الشباب المغربي.. كان حلم والدي هو أن يرى يوسف زلال مهندس كمبيوتر.. ولكن بعد اكتشاف موهبة ابنه في رياضة فنون الحرب، غير رأيه بشكل قاطع”.
ونفى البطل المغربي في ذات الحوار، تلقيه أي اتصال من أي جامعة مغربية بعد الفوز الأخير الذي حققه قبل أيام، كاشفا أنه تلقى مكالمة هاتفية من عثمان أبو زعيتر.

> تحدث لنا المكان ولد فيه وترعرع فيه يوسف زلال؟
– أنا أنحدر من مدينة الدار البيضاء وبالتحديد بمنطقة عين الشق التي أعشقها كثيرا.. لقد غادرت المغرب وأنا في سن الـ 12 صوب الولايات المتحدة الأمريكية.
> ما الأشياء التي اشتقت إليها في المغرب بلاد الأصل والعقل؟
– اشتقت كثيرا لعائلتي ولثقافة بلدي أيضا.. لقد عدت السنة الماضية إلى المغرب بعد عشر سنوات من الغياب في بلاد المهجر.. شعرت بنوع من الفرح والسرور وكانت لحظة مؤثرة، عندما عدت إلى بلدي الأم الذي افتقدته كثيرا.
> متى بدأت مسيرتك في منظمة فنون القتال المختلطة MMA؟
– كنت أعي جيدا بأن انتمائي لفنون القتال هو مستقبلي المهني.. مسيرتي الاحترافية بدأت في سن الـ 16 من عمري، بعدما انتقلت للولايات المتحدة الأمريكية.
> ماذا كان إحساسك عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من منظمة “بطولة القتال النهائي” Ultimate Fighting Championship؟
– لقد كان أحد أسعد أيامي في مسيرتي المهنية كمقاتل محترف.. لم يكن لدي أي كلمات للتعبير عن الفرحة والسعادة التي غمرتني في تلك اللحظة.. كنت متحمسا من أجل بدء مشواري كمقاتل في أكبر منظمة في العالم.
> كيف هو تفكير عائلتك بخصوص مستقبلك المهني كمقاتل محترف؟
– بالنسبة لعائلتي، أهم شيء هو أن أفعل أمورا تجعلني سعيدا.. في الحقيقة، كان حلم والدي هو أن يرى يوسف زلال مهندس كمبيوتر.. ولكن بعد اكتشاف موهبة ابنه في رياضة فنون الحرب، غير رأيه بشكل قاطع، وبات أكبر معجب ومشجع لي في مسيرتي الرياضية.
> ما هو هدفك بعد أن أصبحت في فئة وزن الديك، واحدة من أكثر الفئات جاذبية، علما أن لقب البطل أصبح شاغرا منذ تقاعد هنري سيجودو؟
– جميع الفئات جذابة بفضل وصول المقاتلين الشباب كل عام في منظمة بطولة القتال النهائي.. هدفي بسيط هو أن أصبح الأفضل في العالم.
> ماذا يمثل لك دعم المغاربة الذين بدأوا مؤخرا في اكتشاف موهبة زلال؟
– عندما أقاتل، لا أفعل ذلك لنفسي فقط.. أنا أعتبر نفسي حامل أحلام الشباب المغربي.. إلى جانب ذلك، انتصاري مخصص وموجه لهذا الشباب الطموح.. كما يقولون، فإن كل إنجاز يحمل رسالة، وإنجازي موجه للمغاربة أملا في منحهم إحساسا بالعزم لبلوغ كل المبتغيات.
> بعد الفوز التي حققته قبل أيام، هل تلقيت مكالمة من أحد الجامعات المغربية أو من بعد الرياضيين؟
– اتصل بي عثمان أبو زعيتر من أجل تهنئتي بالفوز الذي حققه في ثاني مبارياتي في من UFC.. إلى حدود الساعة لم يتصل بي أي أحد..

> حاوره: أسامة زيدوحية (Al Bayane) > ترجمة: عادل غرباوي