تيفلت:
اعتقل مؤخرا بمدينة تيفلت بائع لحوم يتواجد محله في الشارع الرئيسي بالمدينة، وذلك إثر عثور المصالح الأمنية على كميات من اللحوم الفاسدة يعرضها للبيع، وهي متأتية من الذبيحة السرية، ولا زال الملف معروضا أمام المحكمة لاتخاذ المتعين في حق المعني بالأمر، ومن قد يكون متورطا معه في ذات الملف.
وعقب تفجر هذه الفضيحة، حذر سكان المدينة من تفاقم انتشار الذبيحة السرية بالمدينة، وما يمثله ذلك من مخاطر كبيرة على صحة المستهلكين، وخصوصا في هذه الظرفية الصحية والمجتمعية الصعبة، حيث التعبئة أساسا يجب أن تهدف إلى محاربة وباء كورونا، وترتيبا على ذلك الحذر من كل ما يمكن أن يضر بصحة الناس، وليس استغلال انشغال السلطات العمومية لإغراق المدينة بلحوم الذبيحة السرية، وتهديد صحة الساكنة وزوارها والعابرين لها.
إن الذي يزيد كذلك من حدة خطورة الظاهرة أن مدينة تيفلت عرفت دائما بجودة اللحوم الحمراء، وزيارة عدد من سكان المدن المجاورة وأيضا المسافرون العابرون للمدينة بغاية التبضع من محلاتها واقتناء حاجياتهم من اللحوم، ومثل هذه الجريمة التي وقعت، من شأنها الإساءة إلى سمعة المدينة والتأثير على جاذبيتها التجارية التي هي أصلا ضعيفة ومنهكة.
وبناء على كل ما سبق، يبقى ضروريا تطبيق القانون بشأن الواقعة المسجلة الآن ليكون ذلك عبرة للجميع، وأيضا التفات السلطات المحلية والمنتخبين والمصلحة البيطرية إلى ما يشهده قطاع بيع اللحوم الحمراء في المدينة من ممارسات تدليسية يتكلم عنها الجميع، وأيضا ما تعانيه محلات البيع وكامل الآلية المؤطرة للقطاع من تجاوزات واختلالات، وكذلك غياب النظافة وشروط الوقاية والسلامة الصحية للمنتجات المعروضة للبيع العمومي.
الأمر لا يعني القيام بحملة موسمية ثم تعود حليمة إلى عادتها القديمة، ولكن المطلوب هو انكباب جدي ودائم حول الموضوع، وذلك لكونه يؤثر بشكل مباشر على صحة الناس، وايضا يلصق بالمدينة وقطاعها التجاري، وخصوصا بيع اللحوم، صورة سلبية ومسيئة، عنوانها المركزي الغش والتدليس و… الذبيحة السرية.