تتويج هو الثاني عشر في تاريخ فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم كبطل للمغرب، لكنه الأثمن بالنظر لعدة اعتبارات، جعلت من هذا الموسم مختلفا على جميع المستويات.
هو الأطول من حيث المدة، إذ فاق مدته السنة، هو الأشق بالنظر إلى تقطع منافساته وكثرة التوقفات، هو الأصعب بالرجوع إلى الظروف العامة وحالة التخوف العامة، في ظل وباء كورونا اللعين، وهو الأشرس بواقع الصراع الذي شكلته مجموعة من الأندية، كالوداد ونهضة بركان، دون أن نستثني الفتح والجيش ومولودية وجدة.
موسم ليس كباقي المواسم، انطلق باعتماد تقنية “الفار”، والانتهاء بتقنية خط التسلل، عرف هذا الموسم أيضا إجراء الثلث الأخير بدون جمهور، ورغم ذلك، حضرت الندية والإثارة والتشويق، إلى آخر ثانية من مباريات الدورة الأخيرة.
كل هذا جعل من هذا الموسم الذي امتد حتى منتصف شهر أكتوبر الجاري، استثنائيا في كل شيء، سيذكره التاريخ طويلا، كما سيذكر أن إرادة النجاح كانت حاضرة، لتلعب دورا حاسما في اتخاذ قرارات شجاعة، ترجمت باستئناف البطولة، واتخاذ كل الإجراءات العملية والضمانات الكافية من أجل إنهائه في أحسن الظروف والأحوال.
وكدليل على القيمة التي اكتسبتها البطولة المغربية لكرة القدم هذا الموسم، الأصداء الإيجابية التي خلفتها على المستوى الدولي، حيث استحقت كل عبارات الثناء والتقدير من طرف الإعلام المختص، خاصة وأنها تعد من الدوريات القليلة عربيا وإفريقيا، التي أكملت منافساتها، في وقت فضلت الكثير من الدول اتخاذ القرار الأسهل، والإعلان المبكر عن انتهاء الموسم.
ويعد نجاح منافسات البطولة التي انتهت الأسبوع الماضي، أكثر ضمانة لانطلاقة موسم جديد، حتى في ظل نفس الظروف ونفس الإكرهات، مادام وباء كورونا لا زال جاثما بكلله على الحياة العامة بكل تفاصيلها، ورغم ذلك، فإن الحركة الرياضية لا يمكن أن تتوقف، ولابد من التعامل مع هذه الظروف العامة الصعبة بكثير من روح المسؤولية، ومواصلة مختلف مظاهر ومتطلبات الحياة العامة، سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية ورياضية.
تجربة الموسم الاستثنائي كانت مفيدة، وعليها ستبنى تفاصيل الموسم القادم المنتظر أن تنطلق فعالياته منتصف الشهر القادم، بنفس الإجراءات الاحترازية تقريبا، وبنفس الشروط التي يمكن أن تتكيف أو بالنظر للحالة الوبائية على الصعيد الوطني، والتي نتمنى أن تتحسن بنسبة كبيرة، حتى يمكن التخفيف منها، وحتى تعيش الملاعب أجواءها العادية والمألوفة، كما يرغب في ذلك كل المتدخلين.
ودعت أسرة كرة القدم الوطنية إذن موسما شاقا، لكن بروح عالية وتقدير كبير للمسؤولية، وتنتظر استقبال موسم جديد، على أمل أن تساعد الحالة الوبائية في التخفيف من الإجراءات الاحترازية الصحية حتى تستعيد المنافسات تدريجيا إيقاعها العادي.
>محمد الروحلي