قصيدة من وحي لوحة

إذا كان لسحر الألوان قوة جاذبة تدعونا للتأمل والغوص عبر جغرافيتها واستراتيجياتها البصرية وإيقاعاتها ورمزيتها المتفاعلة، التي تتسلل إلى مسالك الروح ودواخل الذات البشرية على اختلاف تفاعلاتها، فللقصيدة سحر خاص يعج بالمفردات والكلمات التي تنبثق منها الصورة الشعرية بكل دلالاتها ورمزيتها التي تشعرنا بذواتنا وبالآخرين أيضا، وبالتالي فهي ثنائية وثيقة الصلة فيما بينها، فألوان اللوحة قصيدة مرئية، وأبيات وبحور القصيدة لوحة شعرية. وتعتبر سلسلتنا هذه “قصيدة من وحي لوحة ” جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات و الشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات.

< إعداد: محمد الصفى

الحلقة الثالثة

الشاعر محمد اللغافي وسميشة الباشيري

سميشة الباشيري فنانة تشكيلية عصامية جزائرية المنشأ و مغربية الجنسية، منسقة عامة ومكلفة بالتواصل والإعلام ورئيس فرع الرباط باتحاد الفنانين التشكيلين المغاربة، شاركت في عدة معارض ومهرجانات وملتقيات وطنية ودولية بالمغرب وخارج المغرب ابتدءا من سنة 2004

” أيتها المنفلتة من ماض مضيء”

عيناك بريئتان
حدسك خائن
أيتها المنفلتة من ماض مضيء
ليس في سمائنا شمس
ليس في
أوردتنا دم
جرحك يصدح في جرحي
لا صدى يرد
عن صراخنا العسير
هذه غرفتنا
غربتنا السوداء
افتحي فستانك
فكي الأزرار الحديدية
انشري جسدك
قرب النافذة
لعله يحدث شيئا
الجسد
ورقة
الحياة
معجزة
الموت
معجزة
الكتابة بخط اليد
معجزة
احفري القلب
لعله
ينبع حبر تخثر مند الأزل
اكتبي
سيرتنا بدون فواصل
لم تكن بيننا فواصل ولا نقط
هكذا سنخلد في الموت.

الوسوم , , ,

Related posts

Top