إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أوممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…
< إعداد: عبد الصمد ادنيدن
الحلقة 20
الدكتور لحنش شراف..مريض السكري ورمضان
يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة الأكثر انتشارا في العالم و يعرف أساسا بارتفاع نسبة الكلوكوز في الدم بشكل متفاوت حسب نوعية مرض السكري من سكري النوع الأول الذي يكون فيه المصاب مرتبطا بالأنسولين حيث أن بنكرياس الشخص المصاب لا يستطيع إفراز الأنسولين اللازم لتعديل نسبة السكري في الدم، إضافة إلى النوع الثاني الذي يتميز بشقين أساسيين هما النقص النسبي في مادة الأنسولين إضافة إلى مقاومة أنسجة الجسد لهاته المادة الحيوية والضرورية وهذا النوع يتميز بتعدد الأدوية المستعملة في علاجه من عقاقير إلى حقنات وصولا إلى الأنسولين، كما توجد هناك أنواع أخرى للسكري كتلك المرتبطة بأمراض الغدد و بسبب بعض الأدوية المستعملة لعلاج أمراض أخرى.
إن الخلل الذي يصيب البنكرياس ويؤثر على إفرازه مادة الأنسولين يؤدي إلى اضطراب في تصحيح نسبة السكري في الدم بصفة مستمرة ويؤدي إلى مضاعفات كثيرة تخص مختلف أعضاء وأجهزة الجسم التي تعاني من الحمولة الزائدة من الكلوكوز في الدم لهذا فالعناية بمريض السكري أمر لازم بشكل مستمر و خاصة في شهر رمضان.
لا بد لكل مريض بالسكري زيارة طبيبه المعالج قبل دخول شهر رمضان وجوبا قصد الوقوف على حالة المصاب وقدرته على الصيام من عدمه لأن مرض السكري مرتبط بالدواء والتغذية التي كما نعلم تعرف اضطرابا و تغيرا مهما خلال هذا الشهر الكريم بسبب الأكلات المتنوعة و مرتفعة السعرات الحرارية.
تبقى المراقبة المستمرة وقياس نسبة السكر في الدم خصوصا في الأيام الأولى من الشهر الفضيل من الأمور الضرورية لأن التغيرات في العادات الغذائية تؤثر بشكل كبير على توازن نسبة الكلوكوز في الدم وبالتالي يمكن أن يتعرض مريض السكري إما لانخفاض نسبة الكلوكوز في الدم مع ماتحمله من مضاعفات تصل حد الوفاة خصوصا إذا ما أصر المريض على الصيام رغم استهلاكه الأدوية تخفض نسبة الكلوكوز بطريقة سريعة في الدم، كما أن ارتفاع هاته النسبة في الدم أيضا يشكل خطرا كبيرا على صحة مريض السكري من الممكن تفاديه باتباع النصائح الطبية والمراقبة اللازمة.
يجب على مريض السكري التوقف عن الصيام متى راودته الأعراض التالية: الدوخة، الجوع، الصداع، التوتر، التعرق والزيادة في نبضات القلب لأنها علامات وإشارات يرسلها الجسم حالما تعرض لمضاعفات تهدد سلامته.
استهلاك أطعمة مفيدة (البروتينات والخضراوات والكربوهيدرات) وتقسيمها على عدة وجبات ما بين الفطور إلى السحور مع شرب كميات وافرة من المياه مع الحرص على ممارسة مجهود بدني بعد الإفطار وليس قبل ذلك، تعجيل الفطور وتأخير السحور، النوم الكافي، تفادي استهلاك كميات كبيرة من السكريات والدهنيات خاصة وأن أغلب الأكلات المعروضة خلال هذا الشهر تتميز بسعراتها الحرارية المرتفعة، كلها نصائح يمكن لمريض السكري اتباعها للمحافظة على توازن صحي خلال هذا الشهر الكريم.