في قصة «أليس في بلاد العجائب»،
سألت أليس القط: هلا أخبرتني أي طريق علي أن أسلك لأخرج من هنا؟
رد القط: هذا يعتمد على المكان الذي ترغبين في الذهاب إليه؟
فقالت أليس: لا يهمني كثيرا إلى أين..
فأجاب القط: إذن لا يهم كثيرا أي طريق ستسلكين..
ما لم نحدد لنا وجهة واضحة سنظل في درب التائهين طويلا. سنسأل أنفسنا مرارا وتكرارا وفي كل مفترق طرق نجده أمامنا.. أي طريق سأختار؟ وفي كل مرة نفس المعاناة. ينقلب العالم عاليه سافله ونحن لا يزال الشلل يلبسنا، يضمنا، يخنقنا…
نجد أنفسنا دائما أمام خيارين لا ثالث لهما: الجلوس في مكاننا بينما كل العالم في حركة دائمة أو ترجيح قرار عشوائي وغالبا هذا ما نقوم به. لأنه ورغم عدم معرفتنا التامة لما نريده على وجه التحديد، إلا أننا نعرف أننا نود التقدم على الأقل.. نعرف أننا نريد فقط الفرار من حتمية الركود.. ونريد فقط المضي نحو الأمام..
في كل خطأ تعود بنا الذاكرة إلى آخر قرار اتخذناه وتؤنبنا نفسنا لأنه لم يكن القرار الصائب لنا. لكن أحيانا تكون العودة أصعب بكثير من الاستمرار.. فنغض الطرف ونكمل المسير..
تثقل كاهلنا الأخطاء.. وما يرهقنا أكثر هو أننا نحن من ارتكبها.. أننا مسؤولون عن نتائج اختياراتنا وقراراتنا كيفما كانت.. فما العمل؟
نشعر بضعف كبير أحيانا، وكأننا كومة قش هشة وسط عاصفة رياح قوية، حتى النسيم الخفيف قد يزعزنا..
فكيف نجابه؟
أزمة وجودية كبيرة محورها:
ماذا أريد؟ ما الذي سأحققه في حياتي؟ ومن أين سأبدأ؟
تساؤلات كثيرة، شكوك، حيرة، رغبة في التغيير والبدء من جديد… رغم كونها مخيفة، إلا أن هذه التوترات ستأتي في أحد الأيام وتلقي بنا في مستنقع التيه، لكنها مع ذلك تبقى الأصل في إحداث تغييرات عميقة وجذرية بل إيجابية في حياتنا. تغيرات ضرورية لكي نصبح أكثر قوة ونضجا، فنحن في تلك اللحظات في شرنقة، نحتاج إلى تحول لنحلق مع الفراش..
بقلم: هاجر أوحسين