بلغ فريق جمعية المنصورية دور الربع في منافسات كأس العرش موقعا على إنجاز تاريخي غير مسبوق في مساره، وهو فريق وقع الميلاد في 1999 ورغم حداثة عهده يحقق نتائج مميزة منذ أن التحق به المدرب حسن الساخي في دجنبر الأخير.
إيجابيات نقلت الفريق من رتبة متأخرة في سبورة ترتيب فرق القسم الوطني هواة، وجعلته يتجاوز منافسيه في الكأس بدء بجاريه في عصبة الهواة نجم الشباب والنادي القنيطري، ثم في مدار الاحتراف ويتعلق الأمر بالمغرب التطواني وإتحاد طنجة، قبل أن يضرب موعدا في دور الربع أمام الفتح الرباطي.
ويبدو أن الرهان جيد بين المدرب حسن الساخي بتجربته الميدانية وخبرته وطموح مسؤولي الفريق الذين اختاروا الواقعية والتوازن في التسيير والبناء، وينتظر أن تحرك هذه النتائج مسؤولي المنطقة للتفكير في مشاريع توسع مدار الرياضة وخاصة كرة القدم في المنطقة .
> ما رأيك في التألق الذي يحققه فريق جمعية المنصورية في منافسات كأس العرش؟
>> الإنجاز الذي يبصم عليه فريق جمعية المنصورية يترجم قيمة نظامه وهيكلته وتسييره الجيد، ومكوناته تحترم الاختصاصات.. يسعى المكتب المسير إلى توفير الإمكانيات بالرغم من تواضعها لكن يدبرها المكتب المديري بحكامة والفريق لا يتحمل ما لا طاقة له به يسير وفق ميزانيته.. المكتب المسير يفي بإلتزاماته اتجاه اللاعبين والمؤطرين وهذا يعفي المؤسسة من عديد المشاكل.
> كيف تحقق إنجاز الوصول لدور ربع الكأس الفضية؟
>> شخصيا أقول إن الإنجاز لم يتحقق صدفة، لأننا نشتغل بجدية ونجعل لاعبينا يؤمنون بقدراتهم ويثقون في مؤهلاتهم يواجهون منافسيهم بدون أي مركب نقص، وبالتحدي والثقة تتوفر يكبر الطموح من محطة لأخرى.. وقد انتقلنا إلى مقارعة الكبار بعد تجاوز فريق نجم الشباب بـ 1 -0 والنادي القنيطري بـ 2 -0، وهما فريقان معنا في مجموعة الهواة، لهما تاريخ وحضور في تاريخ كرة القدم الوطنية.. وبعد ذلك انتصرنا على فريق المغرب التطواني بضربات الجزاء بعد التعادل السلبي في عمر اللقاء (0 – 0) (5 – 3)، وفي دور الثمن فزنا على إتحاد طنجة 1 – 0، حيث سنواجه فريق الفتح الرباطي في دور الربع.
> تحدث لنا عن الفترة التي أشرفت فيها على تدريب الفريق منذ دجنبر الماضي؟
>> مؤخرا أشرفت على تدريب فريق الإتحاد التوركي وحققت معه الصعود إلى القسم الاحترافي الثاني في نونبر 2020 وتمكننا من التوقيع على حصيلة مميزة، وعند إلتحاقي بجمعية المنصورية راهننا على العمل القاعدي والاشتغال على هوية الفريق وتحقيق نتائج إيجابية بالقسم الوطني هواة، إضافة إلى كأس العرش..
ومع توالي المباريات يكسب اللاعبون مزيدا من الثقة والطموح للتنافس في مستوى أرقى، وجاء ذلك بعد أن كان الفريق في رتبة متأخرة في الدوري، يسعى لتفادي النزول..
وقد انطلقت الرحلة عقب التعاقد والاتفاق الذي تم بيني وبين المسيرين، وشخصيا لي طموح يحفزني لجعل الفريق يعتمد طريقة وأسلوبا في اللعب، يساعد اللاعبين على تقديم الأفضل فنيا.
> هل تتوفر على تركيبة بشرية لمواصلة رحلة كأس العرش؟
>> بالفعل وجدت مواهب و طاقات، واللاعب المغربي موهوب بطبعه ولم أغير عناصر المجموعة وأضفنا ثلاثة لاعبين فقط، وبالعمل الجاد والهادف إنخرط الجميع.. والثقة والانسجام والرغبة تجعل اللاعبين يحاولون هزم منافسيهم في المباريات الرسمية.
> الملعب البلدي بالمنصورية صغير بالنسبة لفريق يكبر وحتى ثمن تذكرة حضور المباراة هزيل 10 دراهم، ما هو تعليقك؟
>> بالفعل الملعب صغير والمسيرون يسعون إلى تشجيع جمهور المنطقة على متابعة المباريات، ويحددون ثمنا بسيطا للتذكرة، وفي المباريات الأخيرة مع تزايد الإقبال وحضور جماهير من خارج المنصورية، اضطر المكتب المسير إلى رفع الثمن ورغم ذلك بقي بسيطا (20 درهم)، وهذا نتيجة التفكير المستمر في جلب جمهور المنطقة ليبقى قريبا من فريقه .
> يبدو أن المكتب المسير يفي بالتزامه وليس للاعبين مستحقات متأخرة؟
>> المكتب المسير يتعهد بمستحقات مادية ليست مرتفعة في قيمتها ويفي بها والفريق لا يتجاوز إمكانياته تفاديا لاختلال التوازن، الأجور ومنح المباريات في موعدها، وفي الأسابيع الثلاثة الأخيرة نجري مباراتين في كل أسبوع، وأعتقد أن التسيير في جمعية المنصورية نموذجي بدون مشاكل مادية وبدون ملفات في النزاعات .
> هل يمكن القول أن الجمعية المنصورية وصلت للأهداف المسطرة؟
>> الحمد لله النتائج جيدة ومشجعة، نعتمد نفس الجدية والحماس ونستعد لكل مباراة بطموح ونعتمد مؤهلاتنا، ننافس بدون أي مركب نقص، وندرك أن استمرارنا في المسار يضرب لنا موعدا مع أندية ذات مرجعية ميدانيا، ونحن الآن أمام الفتح الرباطي، وهو فريق محترم يشرفنا نزاله، وشخصيا أرى أن مساري مع جمعية المنصورية في الدوري منذ التحاقي به يبقى الأفضل في هذا القسم، وفي منافسات الكأس نحن في رحلتنا الشيقة ونتمنى أن نسير أبعد .
ما هو هدفكم في الدوري بالقسم الوطني هواة؟
>> الفريق لم يكن في وضع مريح عند التحاقي به، يعاني في أسفل الترتيب وكان طبيعي أن نعمل على تحسين موقعه بهدف ضمان البقاء، مع تكوين فريق تنافسي يشرف جميع مكونات جمعية المنصورية جماهير ومسؤولين ولاعبين وأطقم فنية وطبية وإدارية، والأمل أن يستمر الجميع في الانخراط لأن الطموح كبير ومدينة المنصورية تكبر وتشهد تنمية مميزة بمسؤوليها وساكنتها ونسعى لتحقيق الأفضل.
< حاوره: محمد أبو سهل