في مواجهة الإجهاد المائي الذي يخيم على المغرب، ستضطر الحكومة المغربية إلى استيراد ما يصل إلى 5 ملايين طن من القمح اللين، وفق توقعات رئيس مكتب منطقة المغرب في منظمة إنترسيريال الفرنسية لخبراء القمح، يان ‏ليبو.
وكشف ليبو، الذي سيحل بالدار البيضاء الشهر المقبل في إطار الاجتماع السنوي مع تجار الحبوب المغاربة، أن فرنسا صدرت مليون طن إلى المغرب هذا الصيف.
وقال ليبو، إن “فرنسا وحدها صدرت أكثر من مليون طن من القمح العادي إلى المغرب هذا الصيف، وكان ينبغي أن تبيع ما يصل إلى 2.5 مليون طن إلى المملكة بحلول نهاية العام”.
وخفض الجفاف محصول الحبوب في المغرب خلال السنة الجارية بنسبة 67٪ إلى 3.4 مليون طن، بما في ذلك 1.89 مليون طن من القمح اللين، المحصول الرئيسي. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب استورد خلال العقد الماضي ما معدله 3 ملايين طن من القمح العادي سنويا.
وبحسب عدد من المصدرين، فإن احتياطيات القمح اللين تغطي الآن 5 أشهر من احتياجات المغرب فقط، مؤكدين أن الجهود المبذولة لتكوين مخزونات إضافية قد تأخرت بسبب ارتفاع الأسعار في السوق الدولية مقارنة بمستويات 2021.
وتضاعفت فاتورة استيراد القمح اللين في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي إلى 1.6 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب بيانات الصرف الأجنبي. ودفع ارتفاع أسعار القمح الحكومة لمضاعفة ميزانية الدعم إلى 32 مليار درهم هذا العام مقابل 16 مليارا في الميزانية السابقة.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن المغرب واصل تعليق الرسوم الجمركية على القمح اللين، وهو قرار يتوقع التجار استمراره طالما ظلت الأسعار مرتفعة.
وتراجعت توقعات النمو في المغرب إلى 1.5٪ هذا العام، من 7.9٪ في عام 2021 بعد تداعيات أسوأ جفاف تشهده المملكة منذ نحو ثلاثة عقود. وهكذا، استندت الحكومة في مسودة ميزانية 2023 إلى توقعات نمو تبلغ 4.5٪، بافتراض متوسط ​​هطول الأمطار ومحصول حبوب يبلغ 7.5 مليون طن.

عبد الصمد ادنيدن