من أجل حب السينما

نحن شعب يهوى الخيال ويعشق الحكاية وينزل الحكواتيين منزلة راقية…. وبما أن السينما حكاية بالصورة والصوت فنحن نحب السينما بالضرورة لأنها تقدم لنا دروسا في الحياة وتبهرنا بخصوصيات ثقافات تختلف وتتقاطع مع ثقافتنا الأم، ومراكش باعتبارها من بين مهاد الحضارة المغربية التي تختزن جزءا كبيرا من ذاكرة أسلافنا وتقدم وجها مشرفا عن هويتنا المغربية المنفتحة والمتسامحة والمنفعلة بالفنون والمتفاعلة معها.
والذي ينظر الى مراكش مليا وبعين الحكمة يجدها جديرة بتظاهرة ثقافية وفنية دولية كبيرة مثل مهرجان مراكش للفيلم… يكفي كدليل على ذلك ساحة جامع لفنا التي تعرف يوميا تقاطر المئات من المراكشيين تضيق بهم الساحة التاريخية من أجل حب السينما الذي لا تثنيهم عنه حتى موجات البرد القاسية التي تشهدها المدينة في هذا الوقت من السنة.
المراكشيون اناس عاطفيون كما يشاع عنهم وينصرفون الى السينما الهندية عما سواها وقد خصصوا عبر دورات المهرجان للمبدعين الهنود في جامع الفنا استقبالات لم يتوقعوها، ففي إحدى الدورات مثلا كان المخرج الهندي الكبير الراحل ياش شوبرا سيقدم احد اعماله بساحة جامع الفنا رفقة زوجته فلم يتوقع ان يجد في انتظاره كل هذا الجمهور الهائل الذي استقبله استقبال الابطال وراح يردد أغاني الفيلم باللغة الهندية,,, لم يدر الرجل ماذا أصابه أو كيف يتفاعل مع هذا الحشد الا بدعوة زوجته صاحبة الصوت الجميل لتغني مباشرة لمراكش وجمهورها، لكن جمهور مراكش لا يعشق السينما الهندية وحدها لكنه يعشق الفن السينمائي من حيث ما جاء وخير دليل الاستقبال الذي خصص لشريط المخرج الأمريكي فيكو مورتينسون هذه الدورة حيث قال بالحرف وهو يعتلي منصة التتويج بقصر المؤتمرات بمراكش أن عرض فيلمه  الجديد “بعيدا عن الرجال” في ساحة جامع لفنا بمثابة “حلم”.

Top