وصف البروفيسور الحسين الوردي وزير الصحة حصيلة الحكومة في قطاع الصحة بـ “الإيجابية”، مشيرا إلى أن مناضلي ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية “يعتزون بهذه الحصيلة، لأنها نتاج لجهد جماعي وهي ترجمة لما يؤمن به حزب الكتاب، الحزب الكبير بمناضلاته ومناضليه، والكبير بأفكاره التي يحولها إلى واقع”.
وأضاف عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، الذي كان يتحدث في لقاء تواصلي، نظمه الفرع الإقليمي للحزب، أول أمس الخميس، مع ساكنة عمالة الصخيرات تمارة، أنه منذ توليه مسؤولية تدبير قطاع الصحة قام ببلورة رؤية جديدة تقوم على تثمين المكتسبات التي تحققت على عهد الحكومات السابقة، واستشراف المستقبل بآفاق جديدة.
وأوضح الوزير أن هذه الرؤية الجديدة التي بلورها في إطار مقاربة تشاركية، ترتكز على ثلاث مستويات تهم تدبير القطاع في إطار الشراكة بين القطاعين الخاص والعام من خلال فتح باب الاستثمار داخل القطاع لغير الأطباء، وتفعيل الجهوية في تدبير القطاع، واستكمال ورش التغطية الصحية الشاملة، وبلورة سياسة وطنية دوائية، والتكفل بالمستعجلات، وكذا وضع وأجرأة المخطط الوطني للتكفل بالصحة النفسية والعقلية.
وتطرق الحسين الوردي، خلال هذا اللقاء الذي عرف حضورا متميزا لساكنة الصخيرات – تمارة وفعاليات المجتمع المدني وأعضاء المجالس المنتخبة، إلى أهم المحاور الكبرى التي تميز حصيلة القطاع الذي يشرف على تدبيره منذ حوالي خمس سنوات، مشيرا في هذا السياق إلى استفادة 9.5 ملايين مواطن من نظام المساعدة الطبية “رامد”، وتعميم التغطية الصحية على الطلبة والتي تهم أزيد من 260 ألف طالب وطالبة، وإقرار التغطية الصحية لفائدة المهاجرين المقيمين بالمغرب، ثم إخراج مشروع قانون التغطية الصحية لفائدة المستقلين وأصحاب المهن الحرة، وهو المشروع الذي صادقت عليه الحكومة وأحالته على البرلمان.
وبخصوص تطوير العرض الصحي، شدد الوزير على المجهود المعتبر الذي بذلته الحكومة في هذا المجال حيث تم إحداث 109 مؤسسة صحية منذ سنة 2012 إلى اليوم بطاقة استيعابية تصل إلى 2600 سرير، بالإضافة إلى اقتناء مستشفيات متنقلة من أجل تقريب الخدمات الصحية من ساكنة القرى والجبال والمناطق النائية، وتخصيص مليار درهم لتجهيز المستشفيات والمراكز الصحية الصغيرة، كل ذلك، يضيف الحسين الوردي، في أفق بلوغ هدف التغطية الصحية الشاملة سنة 2020.
ومن بين المنجزات التي ساقها الحسين الوردي، والتي يصفها المتتبعون بـ “الجرئية”، وضع سياسة دوائية متكاملة، حيث تم لأول مرة في المغرب تخفيض ثمن 2602 دواء، وتخفيض ثمن أكثر من 1000 مستلزم طبي، وإخراج قانون المستلزمات الطبية ومرسوم تحديد ثمن الأدوية الذي كان يلقى مقاومة كبيرة من طرف اللوبيات التي كانت تخشى على مصالحها.
وأضاف وزير الصحة، في معرض حديثة عن حصيلة القطاع، أن من بين المنجزات التي يتعين الوقوف عندها كذلك والتي تكتسي أهمية بالغة، التكفل بالمستعجلات في إطار المخطط الوطني للمستعجلات التي تمت بلورته لأول مرة في المغرب، ووضع رقم 141 الخاص بالمستعجلات، بالإضافة إلى إحداث وحدات استعجالية متنقلة، واقتناء أربع مروحيات استفاد منها أزيد من 500 مريض ومريضة في حالة خطيرة جدا.
وأورد البروفيسور الحسين الوردي ما تحقق على مستوى المخطط الوطني للتكفل بالصحة النفسية والعقلية، مذكرا في هذا الصدد بإخلاء بويا عمر الذي كان يحتجز فيه المرضى بطرق لا إنسانية، وكان يشكل نقطة سوداء في تاريخ المغرب الحديث خاصة في ظل الدستور الجديد، مشيرا إلى أنه من أصل 820 مريض نفسي كانوا محتجزين في بويا عمر وتم التكفل بهم من طرف وزارة الصحة، بقي 652 بمختلف مستشفيات المملكة.
وذكر الحسين الوردي بالخدمات الجديدة للقرب، لتسهيل ولوج المواطنين والمواطنات لمختلف الخدمات الصحية، والتي أطلقتها الوزارة في بداية السنة الجارية، وتهم هذه الخدمات إمكانية أخذ المواعيد بالمستشفيات عبر الموقع الإلكتروني للوزارة، أو عبر الهاتف “ألو موعدي” انطلاقا من رقم هاتفي خاص بكل مستشفى، وخدمات جديدة أخرى من قبيل “ألو – تسمم” و”ألو – اليقظة الوبائية” و”ألو – مصلحة المساعدة الطبية المستعجلة” و “ألو – شكاية الصحة” وغيرها من خدمات القرب الصحية.
وبخصوص تدبير الموارد البشرية في قطاع الصحة، قال الوزير “إن هناك سياسة جريئة وشفافة لتدبير الموارد البشرية” مشيرا إلى المجهود الكبير الذي بلدته الحكومة من أجل الرفع من عدد المناصب المالية، رغم إقراره بوجود خصاص على هذا المستوى.
من جانبه، أكد كريم التاج عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، على أن هذا اللقاء مع ساكنة عمالة الصخيرات تمارة يأتي في إطار اللقاءات التعبوية التي سطرتها مختلف الهياكل التنظيمية للحزب عبر ربوع المملكة، في المدن كما في القرى والجبال، حيث يلتقي مناضلو حزب التقدم والاشتراكية ووزراؤه مع المواطنين من أجل التواصل معهم حول مختلف القضايا التي تستأثر باهتمامهم.
وأوضح كريم التاج أن حزب التقدم والاشتراكية يرى من واجبه أن يقدم الحساب للمواطنين، وعرض حصيلة خمس سنوات من النضال والعمل وإبراز ما تحقق من مكتسبات وما لم يتحقق، على اعتبار يضيف القيادي الحزبي، أن حزب التقدم والاشتراكية حزب مسؤول يحترم تعهداته والتزاماته أمام المواطنين والمواطنات، لتوفير شروط مواصلة بناء مغرب التقدم والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
وأضاف عضو الديوان السياسي، أن حزب التقدم والاشتراكية من خلال هذه اللقاءات مع المواطنين، يقوم ببلورة البرنامج الانتخابي بشكل تشاركي يأخذ بعين الاعتبار ملاحظاتهم وانتقاداتهم، لأن الحزب، بحسبه، يظل وفيا لمبادئه التي ارتكز عليها منذ تأسيسه والقائمة على العدالة الاجتماعية التي تشكل صلب المشروع المجتمعي الذي ينشده حزب الكتاب، في مختلف أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والديمقراطية.
يشار إلى أن هذا اللقاء الذي عرف حضور زهير الزمزمي عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية ورئيس مجلس عمالة الصخيرات تمارة، أداره الكاتب الأول للفرع الإقليمي رشيد الصديق، الذي أكد على أهمية اللقاء مع ساكنة الصخيرات تمارة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء هو الثالث من نوعه مع البروفيسور الحسين الوردي وزير الصحة.
محمد حجيوي