تقدم المدرب رشيد الطاوسي بالشكر للجماهير الرجاوية قائلا «شكر خاص للجمهور الرجاوي (الحقيقي و الغيور) و اليوم أؤكد لكم أنكم كنتم دائما في قلوبنا رغم غيابكم في المدرجات، و الله إننا اشتقنا لجو الماكانا و تلك الأهازيج و الفرحة المشتركة بعد نهاية كل لقاء و الله اشتقنا لكم، شكرا يا رجاء شكرا يا العالمي، لن أقول وداعا لكن إلى اللقاء».
كما أوضح الطاوسي في رسالة نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعلي « فايسبوك « أنه طعن من الخلف من قبل بعض الزملاء الذين كانوا يشوشون على فريق الرجاء ولم يأتوا لمساعدة النادي في فترة الشدة، بل تربصوا به و زرعوا الفتنة و البلبلة، و اتهموا أجواء النادي بعدم الانضباط والفوضى.
و عبر الطاوسي عن استغرابه من بعض المدربين الذين يضربون أخلاقيات المهنة وميثاق الشرف عرض الحائط، ولا يجدون أي حرج في التشويش على عمله ، بل إنهم ينهجون أساليب قديمة ومتجاوزة للانقضاض على الفرص، مؤكدا على أنه فضل الصمت حتى يترك لهم منصة الوقاحة.
هاجم الاطار الوطني رشيد الطاوسي مباشرة بعد انفصاله عن فريق الرجاء الرياضي المدرب محمد فاخر، معتبرا إياه من أعداء النجاح الذين لا حيلة لهم سوى التشويش.
وأشار الطاوسي أنه تحلى بروح المسؤولية رفقة زميلي الخياطي في ظرف صعب كانت تمر به الرجاء وقاسيا وعاينا أشد المعاناة من أجل ترتيب المجموعة بعدما وجدا الفريق مشتت على جميع الاصعدة (ذهنيا، بدنيا و تكتيكيا).
و تابع أنه يتذكر جيدا حين قال لكم ( صبر جميل و الله المستعان )، ثم قام بانتدابين فقط باباتوندي و الواصلي، ثم انطلقا في الاشتغال بدعم من إدارة النادي، و أنه يشكر محمد بودريقة رئيس احترافي بمعنى الكلمة و الذي وفر لهما جميع ظروف النجاح خصوصا عندما تعرض الفريق لثلاث هزائم متتالية.
وختم الطاوسي رسالته بالقول أن يقرأ كل تعاليقكم و رسائلكم و أغلبيتكم كنتم تسألون عن الإنتدابات و تريدون أسماء وازنة على المستوى الوطني، فكيف يعقل في ظل أزمة خانقة جدا أن تنتذب أسماء لامعة فهذا بحد ذاته انتحار و البعض قال له رشيد تنحى جانبا و أخرج من الباب الواسع لا و ألف لا، مضيفا أنه محب للرجاء و كان وفيا في عز الأزمة حتى أنه قرر تقليص راتبه الشهري تضامنا مع الرجاء، و لم يرفع الراية البيضاء يوما، فأنه لم يطلب لاعبين من الطراز العالي لكي يتوج بالألقاب بل عمل لبناء فريق شاب وفق الإمكانيات المتوفرة في ظل الأزمة.
******
لم يستطع المدرب رشيد الطاوسي، إكمال مسيرته مع الرجاء البيضاوي لكرة القدم، مثلما كان يتمنى، حيث جاء قرار رئيس النادي سعيد حسبان، بإقالته من منصبه ليضع حدا لمسيرته مع الفريق.
ولم ينتظر مسئولو الرجاء كثيرا، حيث تم تعيين محمد فاخر، مدربا جديدا للفريق الأول، والذي حمل ألوانه كلاعب، وقاده للفوز بالعديد من الألقاب المحلية.
ورغم أن توقيت الإقالة، كان مفاجئًا، خاصة وأن الطاوسي، كان قد بدأ استعداداته مع الفريق للموسم المقبل، إلا أن هناك أسبابًا خفية، كانت هي من دفعت رئيس الفريق البيضاوي إلى اتخاذ هذا القرار، نرصدها على النحو التالي:
1 ـ خلاف مع اللاعبين
لم تكن علاقة رشيد الطاوسي، باللاعبين جيدة حيث كان حبل التواصل مفقودا وعلاقتهم غير جيدة، خاصة وأن اللاعبين أخذوا على المدرب السابق للمنتخب الوطني، عدم الدفاع عنهم أثناء إضرابهم عن التدريبات، لعدم صرف مستحقاتهم، حيث طالب بمعاقبتهم ماليا.
كما أن أغلب اللاعبين، كانوا قد اشترطوا على حسبان إقالة رشيد الطاوسي، مقابل استئناف التدريبات، غير أن رئيس الرجاء سعيد حسبان استطاع إقناعهم بوجوده، وقبلوا بالعودة على مضض.
وكان حسبان يدرك، أن العلاقة المتوترة بين الطاوسي واللاعبين، ستكون لها تداعيات سلبية على الفريق بعد انطلاق منافسات الدوري المغربي للمحترفين.
2 ـ مستوى غير مقنع
لم يكن رئيس الرجاء راضيًا عن المستوى الذي قدمه الفريق في فترة الاستعداد، بدليل النتائج السلبية التي سجلها في المباريات الودية، وكانت الخسارة الثقيلة التي مني بها الفريق أمام شباب بلوزداد الجزائري بمعسكر إيفران 4/1، وهو الأمر الذي زاد من غضب رئيس النادي، حيث انتقد مدربه وسأله عن أسباب هذه الخسارة المذلة، وزادت من فقدان ثقته في مدربه.
3 ـ إرضاء الجماهير
تعرض سعيد حسبان لحملة من الانتقادات لعدم نجاحه في إحداث التغييرات التي وعد بها بعد انتخابه، بدلا من محمد بودريقه، وطالبت جماهير الرجاء برحيله، وانتقدت عدم قدرته على جلب أسماء رنانة، لذلك وجد في محمد فاخر الذي يحظى بشعبية كبيرة بالفريق البيضاوي، بحكم أنه لاعب سابق، كما قاده كمدرب لمجموعة من الألقاب، ضالته من أجل إرضاء الجماهير.
4 ـ علاقة متوترة
لم يعد خط التواصل جيدا في الفترة الأخيرة، بين سعيد حسبان ورشيد الطاوسي، خاصة بعد أن تعذر على رئيس الفريق، جلب لاعبين طالب بهم المدرب، وبات كل طرف ينتقد الآخر، ويحمله مسؤولية الأجواء المشحونة التي يعيشها الرجاء، وزادت العلاقة توترا بعد الأخبار التي كانت تؤكد بين الفترة والأخرى مفاوضات محمد فاخر مع المكتب المسير للنادي، وآثر حسبان التخلص من الطاوسي، بعدما استفحلت هوة الخلاف بين الرجلين.