فرقة ومضات للمسرح بأكادير تقدم العرض ما قبل الأول لمسرحيتها الجديدة “الغابة”

تقدم فرقة ومضات للمسرح بأكادير العرض ما قبل الأول لعملها المسرحي الجديد “الغابة”، وذلك مساء يومه الأربعاء 22 مارس بمسرح المركب الثقافي لأيت ملول على الساعة السادسة والنصف مساء..
المسرحية من تأليف: رشيد أوترحوت؛ دراماتورجيا وإخراج: عمر سحنون؛ تشخيص: سهام حراكة، عبد الإله خنيبة، ابراهيم أجداب، محمد سليم البزي؛ إدارة الممثل: علي البوهالي؛ سينوغرافيا: صفية زنزوني بمساعدة عمر مورابيح؛ موسيقى: محمد جواد سيفاو؛ إنارة وفيديو: نود الدين بودرا؛ الملابس والمحافظة العامة: خديجة سوطيح؛ إنتاج: فرقة ومضات للمسرح بدعم من وزارة الثقافة.
“الغابة”  أو المتاهة.. أسماء لمسرحية واحدة.. تنطرح فيها أسئلة بحمولة استنكارية وتارة استفزازية من قبيل: من يخترع الشمس في بيداء من عتمات ناصعة…؟ من ينشئ أجسادا جديدة ملفوفة في ضوء العزة ونور الكبرياء….؟ من يعجن من طين البلاد القاسية مشاتل جديدة تستنبت كائنات جديدة…؟
فالزمان في هذه المسرحية يشبه الليل حيث تتمطط العتمة وتمعن الشمس في كسوف يكاد يكون مطلقا.. لكن الفجر ليس بعيدا.. هو، هناك، في جهة ما غامضة يستحث الليل على المغادرة.
أما المكان فهو غابة أو متاهة أو ما يشبهها.. متاهة من غيس الوهم كوحل وطين لزج تغرق فيه الأقدام والأحلام معا.. البرد القارس كوطن صعب.. والوهم وحده يحرس الغابة (المتاهة) أو الغابات، لأن الغابة حتما مفرد بصيغة الجمع، تشكل ملاذا غير آمن على الإطلاق لأحلام ليست واضحة على الإطلاق.
على ضوء هذه المتاهة ومسالكها الوعرة، تحكي المسرحية مسارات أربعة شخصيات في علاقاتها ببعضها البعض، ثلاثة منها تشترك في تجربة المهانة وتنقاد بغموض لتجرب وهم المرور من غابة باردة وموحلة ومعتمة لأن ثمة ضوء كرامة يلمع خلفها.. جميعها تقتسم مرارة الإذلال وشغف البحث عن ضوء مختلف لا يكاد يندلع خارج مهانة الغابة ذاتها.. كأنما الوصول إلى الكرامة يقتضي الهرب من قهر هناك لتجريب قهر آخر عنوانه غابة المتاهة وبرد المجهول وغيس الوهم… ويتعلق الأمر بالشيخ “عمي صالح”، والشاب “رحال”، والشابة “مريم” أو “طامو”.
فالشيخ عمي صالح، رجل عمر طويلا وهو يرعى وهما عتيقا في أرض صغيرة جوار مقبرة حيث يموت الحمام ولا تقف النخلة الوحيدة شامخة كما يريد… يحلم أن تتحول الأرض اليباب إلى حديقة من ضوء وكبرياء ونخيل مرفوع الرأس.. وثمة من يقنعه أن حلمه يقيم في مكان بعيد عن أرضه الصغيرة حيث ينتحر كل شيء… الحمام والنخل والكرامة، كرامة البادية أو المجال القروي بالمفهوم الرسمي.
أما الشاب رحال  فهو من مواليد استقلال ما زال يتعثر في مداشر نائية تقتات من حضارة العصر الحجري.. لم تصلها بعد  ما يشي بحياة تليق بالإنسان.. أبوه يحمل في قدميه الكسيحتين كدمات ماض مجيد  والكثير من مهانة شطط سلطة لا تلتفت إلى ما يجدر بها أن تلتفت إليه من إنصاف وعدالة.. أمه من نسوة الأرياف المغربية اللواتي يؤالفن، بشجاعة ناذرة،  بين خرافة الصبر وعزة العراك المرير مع  زمن غادر.. يعلن رحال حربه الصغيرة ضد (القائد) ويفر إلى مكان ما… ثمة أيضا من أوهمه أن مدشره الصغير لا يتسع لغير عار الأب ببندقيته العتيقة وفأسه العاطلة وخنوع الأم وخيانة القرية لموعدها مع  الكرامة…
المرأة مريم أو طامو.. اسمان لعلم واحد.. شابة وجدت نفسها في امتحان حقيقي مع شطط جنسي حيث تمعن السلطة في إشهار جبروتها الجنسي.. تتعرض لاغتصاب وتحمل سفاحا وتصبح أما عازبة بالإكراه.. جربت أن تشتغل في ليالي مدن عاهرة.. لكن ثمة أيضا من أوهمها أن العبور من الغابة سيقودها حيث الخدمة نهارا تحت ضوء الله.. بحثا عن بعض العزة والخبز النظيف والكرامة….
بعد أن تستقيم الحكاية قليلا.. تتعثر هذه الشخصيات الثلاث بشخصية رابعة هي ” الروبيو”. وهو شاب غاضب من أبناء المدينة.. ابن فقير لبحار فقير ابتلعته الفاقة والمرض وأباطرة جدد سرقوا البحر برمته وألقوا بالجميع إلى أحراش.. الغابة. “الروبيو” هو كشاف الوهم والخبير في الغابات بألوانها… غابة الوحل وغابة أخرى توجد في الشارع الرئيسي لمدينة ملونة.. وهو أيضا سائس الخيبات حيث يعري عن أوهام الشخصيات كلها..
لا نخل يقف عاليا بعد الغابة.. عمي صالح
لا ضوء في المدينة بعد  الغابة.. مريم / طامو
لا عزة ولا كرامة بعد الغابة… رحال
لا بحر في البحر… الروبيو
ينكشف الوهم بسماع أصوات صادحة لمظاهرة صاخبة لعمال الميناء ينتفضون ضد سرقة البحر… ولباس الحكرة…. ودفاعا عن… الكرامة..
لا كرامة  بعد الغابة (المتاهة)… الكرامة تكون هنا… على بسيط الأرض.

زكرياء العكاري

Related posts

Top